ترامب يناقض استخباراته وموسكو تندّد بـ«هستيريا الاتهامات»

• «عقوبات من الجحيم» و«جاسوسة» بسفارة واشنطن
• بومبيو: تصرفات بيونغ يانغ تخالف تعهد كيم

نشر في 04-08-2018
آخر تحديث 04-08-2018 | 00:05
 ترامب متحدّثاً في بنسلفانيا أمس الأول      (ا ف ب)
ترامب متحدّثاً في بنسلفانيا أمس الأول (ا ف ب)
قبل بضعة أشهر على انتخابات منتصف الولاية في نوفمبر المقبل، حذّر مسؤولون في الاستخبارات الأميركية من الخطر الذي تمثله روسيا، متهمين إياها بمواصلة محاولاتها «لإضعاف» الولايات المتحدة، و«بثّ الفرقة فيها»، ما دفع بموسكو إلى التنديد بـ«الهستيريا الأميركية».
حذّر مسؤولون أميركيون رفيعو المستوى، من مدير الاستخبارات الى مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI)، من الخطر الذي تمثله روسيا برأيهم، متهمين إياها بمواصلة محاولاتها "لإضعاف" الولايات المتحدة و"بثّ الفرقة فيها"، وذلك قبل أشهر فقط على انتخابات منتصف الولاية المقرّر في نوفمبر المقبل.

وتحدث هؤلاء المسؤولون الواحد تلو الآخر أمام الصحافيين في البيت الأبيض، في مشهد يتناقض مع المؤتمر الصحافي للرئيس إلى جانب نظيره الروسي في 16 يوليو الماضي، في هلسنكي، والذي تعرض دونالد ترامب بعده لانتقادات حادة لابدائه تسامحا مفرطا إزاء فلاديمير بوتين.

وبينما تتهم الاستخبارات الاميركية روسيا بالتدخل في الانتخابات الرئاسية لعام 2016 التي فاز فيها ترامب، بدا الرئيس الاميركي وكأنه يبرئ ساحة موسكو، مما أثار الاستنكار حتى داخل معسكره الجمهوري، إلا أنه قال بعدها إن الامر كان زلة لسان.

اقرأ أيضا

وخلال لقاء في بنسلفانيا، مساء أمس الأول، بدا ترامب وكأنه يعتبر مجددا الاتهامات بالتدخل الروسي في الانتخابات "خدعة". وصرح الرئيس الأميركي بأنه استطاع ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، التأسيس لعلاقات جيدة أثناء قمتهما التاريخية في هلسنكي.

وقال ترامب، أمام أنصاره في ولاية بنسلفانيا: "في هلسنكي، عقدت لقاء مذهلا مع فلاديمير بوتين، وبحثنا العديد من المواضيع، وأقمنا علاقة جيدة".

وتعليقا على ردود الفعل في الولايات المتحدة حول قمته مع بوتين، أشار إلى أن الغالبية العظمى في بلاده انتظرت أن تكون القمة شبيهة بحلبة الملاكمة.

في المقابل، قال رئيس أجهزة الاستخبارات دان كوتس إن "روسيا تواصل محاولة إضعاف الولايات المتحدة وبثّ الفرقة فيها"، من خلال التدخل في العملية الانتخابية والنقاش السياسي. وتابع أن التهديد "حقيقي ومتواصل، وعلينا بذل كل الجهود من أجل تنظيم انتخابات يمكن أن يثق بها الأميركيون".

من ناحيته، صرح مدير "FBI" كريستوفر راي أنه "تهديد علينا أخذه على محمل الجد". وأضاف: "من المهم أن ندرك أنه ليس تهديدا للعملية الانتخابية فقط"، موضحا أن "خصومنا يحاولون تقويض بلادنا بشكل متواصل، سواء كان ذلك في فترة انتخابات أو غيرها".

أما وزيرة الأمن القومي كيرستين نيلسن فقالت، في تحذير شديد على نحو غير عادي، "ديمقراطيتنا بحد ذاتها في دائرة الاستهداف". وتابعت: "الانتخابات الحرة والشفافة هي حجر أساس ديمقراطيتنا، ومن الواضح الآن أنها هدف لأعدائنا الذين يحاولون تقويض أسلوب حياتنا".

وفي أحدث مسعى من جانب الكونغرس لمعاقبة موسكو على تدخلها في الانتخابات وأنشطتها في سورية وأوكرانيا، قدم أعضاء في مجلس الشيوخ من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، أمس الأول، مشروع قانون لفرض عقوبات جديدة قاسية على روسيا، ومحاربة الجرائم الالكترونية.

وضمت العقوبات قيودا مالية على صفقات الدين السيادي الجديدة، ومشروعات الطاقة والنفط، وواردات اليورانيوم، إضافة إلى شخصيات سياسية ورجال أعمال.

وقال السناتور الجمهوري لينزي غراهام إن "نظام العقوبات الحالي فشل في ردع روسيا عن التدخل في انتخابات التجديد النصفي المقررة في وقت لاحق من العام الحالي. لذلك، نخطط لعقوبات من الجحيم لمعاقبة روسيا".

جاسوسة روسية

وفي السياق، ذكرت وسائل إعلام أنّ الإدارة الأميركية تشتبه في أنّ موظفة روسية عملت لأكثر من عشر سنوات في السفارة الأميركية في موسكو، كانت تتجسس لمصلحة بلادها.

ونقلت شبكة "سي إن إن" عن مسؤول في الإدارة، إنّ المرأة تم توظيفها من جانب الجهاز السري، الوكالة الفدرالية المسؤولة عن مهمات الحماية والتحقيقات على الأراضي الأميركية وفي الخارج، من دون أن تُثير الشكوك، حتى عام 2016.

وخلال عملية تفتيش روتينية، اكتشفت السلطات الأميركية أنّ المرأة أجرت محادثات منتظمة غير مصرح بها مع الاستخبارات الروسية "إف إس بي".

وقد تكون هذه المرأة استطاعت الحصول على معلومات سرية، حسب ما أفادت صحيفة "الغارديان"، التي كانت أول من كشف القضية.

وقال مسؤول في الإدارة الأميركية لـ"سي إن إن"، ان المرأة "لم يكن لديها إمكانية الوصول إلى معلومات سرية جدا". وأضاف: "لكنها زوّدتهم بمعلومات أكثر مما ينبغي".

وفي موسكو، قالت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، خلال مؤتمر صحافي، إن "هذه الهستيريا المستمرة منذ سنتين حول التدخل الروسي المزعوم الذي لم يحصل إطلاقا، لا تقوض العلاقات الثنائية فحسب، بل تجعل من النظام السياسي الأميركي برمته مهزلة".

على صعيد آخر، وبعد أقل من شهرين على القمة التاريخية التي انعقدت في سنغافورة بين ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، عاد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إليها، أمس، وقال إن مواصلة بيونغ يانغ العمل على برامج الأسلحة يتناقض مع تعهد زعيمها بالتخلي عن السلاح النووي. وفي طريقه إلى سنغافورة سئل بومبيو عن تصريحه في مجلس الشيوخ الشهر الماضي بأن كوريا الشمالية تواصل صنع وقود للقنابل، وعن تقارير تتحدث عن صنعها صواريخ جديدة، فأجاب الصحافيين: "الزعيم كيم تعهد بنزع السلاح النووي، العالم طالب كوريا الشمالية بذلك في قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وفيما يتعلق بتصرفها على نحو يتعارض مع هذا، فهي تنتهك أحد قراري مجلس الأن الدولي أو كليهما، ويمكننا أن نرى أنه لا يزال أمامنا طريق يتعين خوضه لتحقيق النتيجة النهائية التي ننشدها".

back to top