تصاعد الخلاف بين «التيار الوطني الحر» والحزب التقدمي الاشتركي خلال اليومين الماضيين، على خلفية توقيف عناصر من جهاز أمن الدولة اللبناني، رشيد جنبلاط (درزي)، بعد دهم منزله، أمس الأول، بسبب منشور له على مواقع التواصل الاجتماعي، شبَّه فيه رئيس الجمهورية ميشال عون بـ«بن غوريون»، ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل بـ»شارون»، قائلا: «لو كنت رجل دين مسلماً، لأفتيت بقتلهما».

وتسببت حادثة توقيف جنبلاط في مواجهة سياسية و»تويترية» بين أنصار «الحر» و»الاشتراكي»، الذين أطلقوا الشتائم بحق رئيس «الحر» وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، ورئيس «التقدمي» النائب السابق وليد جنبلاط، إلا أن النفوس عادت وهدأت، بعد إطلاق جنبلاط أمس. وقال جنبلاط من أمام قصر العدل: «مذكرة التوقيف في حقي صدرت في 28 يناير 2018، بعد طلبي من باسيل الاعتذار، على خلفية وصفه بري بالبلطجي، فلا أعرف لماذا تم توقيفي بعد أشهر على الكلام الذي كتبته، ولا يمكن أن أعتذر من مسؤول يتكلم باسم الجمهورية اللبنانية ويقول لا عداء لدينا مع إسرائيل، فعندما يعتذر باسيل من الشعب اللبناني أنا مستعد أن أتراجع عن كل شيء».

Ad

وتابع: «عفواً، أنا إنسان أتمتع بكرامة، ومن عليه الاعتذار من الشعب اللبناني هو الوزير باسيل». وتوجه إلى رئيس الحزب «التقدمي»، شاكرا إياه على الوقوف إلى جانبه.

في السياق، أشاد باسيل بمصالحة الجبل التاريخية (بين الدروز والمسيحيين عام 2000) فغرَّد، أمس، عبر «تويتر» قائلا: «المصالحة في الجبل أغلى من أن تؤثر فيها عبارات من الماضي الذي تخطيناه»، داعيا إلى «العودة إلى لغة العقل، مهما اختلفنا في السياسة».

وقال:» لا للعودة، لا للأحادية، ولا للماضي ونبش الأحقاد، بل تمسك بالشراكة الكاملة المبنية على التآخي. تحية إلى كل أهلنا في الجبل، ورحم الله جميع شهداء الوطن».

وانضم إلى باسيل جنبلاط، الذي قال عبر «تويتر» أمس: «فلتكن ذكرى المصالحة لحظة تأمل في كيفية اعتماد لغة حوار عقلانية، بعيدا من لغة الغرائز التي تجرفنا جميعا دون استثناء». وأضاف: «التحية لكل شهداء الوطن دون تمييز. كفانا تفويت الفرص. آن الأوان لنظرة موحدة إلى المستقبل تحفظ الوطن وتصونه في هذا العالم الذي تتحكم فيه شريعة الفوضى». وكان جنبلاط غرَّد أمس الأول، قائلا: «يا له من مستوى يساوي الحضيض عندما يعتقل فرد، أيا كان، لأنه تهجم على صهر الدولة».

من جهته، غرَّد رئيس حزب «التوحيد العربي» الوزير السابق وئام وهاب على «تويتر»، أمس الأول، وقال: «أختلف مع رشيد جنبلاط على الكثير من آرائه وتهجمه على الآخرين، لكن اقتحام منزله واعتقاله في هذا الظرف يوتر الأجواء ويشنجها، وكنا بغنى عنه، فهناك آلاف المذكرات لا تنفذ». وأضاف: «إذا لم يتم الإفراج عن رشيد جنبلاط صباحاً، فلا أعتقد أن أحداً يستطيع ضبط ردود الشارع، أنصحكم بحل الأمر بسرعة، وإذا كان أحدٌ يعتقد أنه يستطيع تحريك المؤسسات ضد الدروز فقط، فهذا يعني أنه يريد إسقاطها».

ويأتي الخلاف بين «الحر» و»الاشتراكي»، بعد الأخذ والرد حول التمثيل الدرزي في الحكومة، وإصرار «الحر» على توزير طلال أرسلان. كما أتى بعد يوم على كلام رئيس الجمهورية ميشال عون عن كسر الحصرية الطائفية في الحكومة، ما فهم على أنها رسالة إلى النائب جنبلاط.