في تطور مثير، بالتوازي مع التحقيقات الجارية في قضية مقتل أسقف دير في وادي النطرون، شمال مصر، الأسبوع الماضي، تداول عدد من النشطاء الأقباط، أمس، صور قرار لبابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، تواضروس الثاني، بتجريد راهبين من دير أبو مقار الذي شهد واقعة مقتل رئيسه الأنبا أبيفانيوس في ظروف غامضة، من رتبتيهما وتجريدهما من اسميهما الكنسيين.

ونفى المتحدث باسم الكنيسة القبطية، الأنبا بولس حليم، لـ «الجريدة»، أن يكون القرار صدر بعد، بينما أكدت مصادر قبطية مطلعة أن هناك تحقيقاً جرى مع الراهبين منذ فترة بسبب خروقاتهما للحياة الديرية، مرجحة أن يكون قرار تجريدهما قد صدر بالفعل، لكن الكنيسة لم ترغب في إذاعته على العلن، حتى لا يتم ربطه بواقعة مقتل الأنبا أبيفانيوس.

Ad

ووفق بيان، جرى تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، قررت لجنة الرهبنة والأديرة برئاسة البابا تواضروس، تجريد الراهب يعقوب المقاري، من الرهبنة والكهنوت ورجوعه إلى اسمه العلماني، «وذلك بسبب عدم الخضوع لقرارات لجنة الرهبنة والأديرة، وعدم الطاعة للآباء الأساقفة المنتدبين من قبل البابا، وقيامه بأعمال أخرى مهينة للرهبنة»، كما تقرر تجريد الراهب أشعيا المقاري من الرهبنة ورجوعه، إلى اسمه العلماني، «وذلك بسبب مخالفات بلّغ عنها رئيس الدير»، ودعا البيان الرسمي «جموع الأقباط إلى عدم التعامل مع هذين الشخصين على الإطلاق». وتوحي لهجة البيان الكنسي القوية ضد الراهبين بعدم خضوعهما للقرارات التي اتخذها رأس الكنيسة القبطية بعد اجتماعه مع قيادات الكنيسة ورؤساء الأديرة، الخميس الماضي، بوقف قبول أي طلبات رهبنة في جميع الأديرة القبطية مدة عام، وإيقاف ترقية الرهبان مدة 3 سنوات، ومنعهم من الظهور الإعلامي، وأمرهم بإغلاق أي صفحات أو حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي، في وقت أغلق البابا صفحته الرسمية فور صدور القرارات.

من جهته، قال المفكر القبطي، جمال أسعد، لـ «الجريدة»، إن قرار التجريد أو الشلح لا يعني تورط الراهبين في جريمة قتل الأنبا أبيفانيوس، مضيفا: «قرار التجريد يرتبط أساسا بقرارات البابا تواضروس لمواجهة الفوضى العارمة داخل حياة الرهبنة في الأديرة، والتي تعود إلى عقود عدة، بل قرون، فالقرارات جاءت في وقتها، وإن كانت متأخرة، لأن الكثير من الرهبان تركوا حياة العزلة التي اختاروها بأنفسهم وبدأوا في الاختلاط بالحياة العامة، عبر وسائل التواصل الاجتماعي والخروج من الأديرة، وهذا لا يستقيم مع حياة الرهبنة».

الى ذلك، وسط حديث عن ترتيبات إقليمية جديدة، اختتمت فعاليات التدريب البحري المصري - الأميركي - الإماراتي - السعودي المشترك «تحية النسر- استجابة النسر 2018»، الذي استمر عدة أيام في نطاق المياه الإقليمية بالبحر الأحمر، وفق ما أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة أمس.

وشاركت القوات البحرية المصرية بعدد من الفرقاطات ولنشات الصواريخ وسفن مكافحة الألغام، إضافة إلى القوات الخاصة البحرية في إطار الدعم الجوي من الطائرات متعددة المهام وطائرات الهليكوبتر.

كما شاركت المدمرة الأميركية جيسون دونهام من الجانب الأميركي وفريق متخصص في أعمال إزالة المتفجرات تحت الماء وعناصر من قوات الدعم والتأمين الساحلي، إضافة إلى القوات الخاصة البحرية بالاشتراك مع سفينة سطح وعناصر من القوات الخاصة البحرية الإماراتية، وشاركت المملكة العربية السعودية بفريق متخصص في أعمال تحييد وإزالة المتفجرات تحت الماء، وعناصر من القوات الخاصة البحرية، إضافة إلى عناصر الدعم الجوي من سفن سطح متعددة الطرازات.

وأشار المتحدث باسم الجيش المصري إلى أن التدريب شمل تحقيق السيطرة البحرية المرتبطة بتنفيذ مهام القوات في تحقيق الأمن البحري بمناطق واسعة بالبحر والقدرة على مقاومة الأعمال الإرهابية المحتملة، كما تم تنفيذ العديد من الأنشطة، ومنها اكتشاف وتحييد الألغام البحرية باستخدام المركبات الموجهة عن بعد وصائدات ألغام وأعمال النسف والتدمير تحت الماء، والدفاع ضد التهديدات غير النمطية.

بطالة الأبناء

على صعيد آخر، أثار وزير القوى العاملة، محمد سعفان، سجالا بإلقائه بمسؤولية بطالة الشباب على آبائهم. إذ قال في تصريح له أمس، موجها حديثه للآباء والأمهات: «أنتم تساعدون أبناءكم على البطالة، عن طريق إعطائهم فلوس عشان يقعدوا على القهوة، والشباب يستسهلون هذه العيشة، ولا يبحثون عن عمل»، ولفت إلى أن الوزارة تركز جهودها في الفترة الحالية على تدريب الشباب، لأن هناك شكوى من أصحاب الأعمال بأنه لا توجد عمالة مدربة، مضيفا: «طلبنا من رجال الأعمال كشوفا بجميع الوظائف التي تحتاج إليها مؤسساتهم، لتوفير عمالة مدربة عليها».