«كيو»... كيان افتراضي يحيّر الأميركيين

ينشر نظريات المؤامرة وشعبيته تزداد بين مؤيدي ترامب

نشر في 05-08-2018
آخر تحديث 05-08-2018 | 00:09
المؤيدون لكيان "كيو" يرفعون شعاره خلال تجمعات ترمب
المؤيدون لكيان "كيو" يرفعون شعاره خلال تجمعات ترمب
أطلق كيان غامض على الإنترنت، يعرف بحرف واحد، «كيو»، حركة مؤيدة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، بدأت تسلط عليها الأضواء، إذ تغتنم تجمعاته لتنقل نظريات المؤامرة من أعماق «الإنترنت المظلم» إلى الجمهور الكبير.

قلة من الأميركيين كانوا يعرفون حتى هذا الأسبوع بـ«كيو» أو «كانون»، وهو شخصية غامضة تدّعي امتلاك تصريح أمني حكومي بمستوى «كيو»، الخاص بمعلومات مصنفة سرية جداً، وظهرت في أكتوبر 2017 مع نشر رسائل مشفرة تؤكد فيها أنها تكافح حملة دولية مروعة تريد أن تحكم العالم، والقضاء عليها.

ومذاك، وبمعزل عن مدمني الإنترنت المولعين بالمؤامرات، لم يعرف إلا عدد ضئيل من الأميركيين بـ«كيو»، وبقيت رسالته محصورة في أقاصي الإنترنت.

لكن الحركة طفت هذا الأسبوع من أعماق العالم الافتراضي إلى العالم الحقيقي، فتمثلت الثلاثاء الماضي في أبرز سياق سياسي يمكن تصوره، حين ظهر عدد من المشاركين في مهرجان نظمه ترامب في تامبا بولاية فلوريدا، يرتدون قمصان (تي شيرت) عليها حرف «كيو»، ويرفعون لافتات كتب عليها «نحن كيو».

ويتساءل الكثيرون في الولايات المتحدة من هو «كيو»؟ ويؤكد أتباعه أنه جاسوس مندس في دائرة ترامب المقربة، هدفه تحذير الأميركيين من مكيدة عالمية، ولفت أنظارهم إلى خطة خارقة للتصدي لها.

وبحسب هذه النظرية، فإن الولايات المتحدة تديرها منذ عقود منظمة إجرامية تشمل عائلات كلينتون وروتشيلد، فضلاً عن المستثمر الكبير جورج سوروس، ونجوم من هوليوود، وغيرهم من النخب العالمية.

غير أن الفرضية المحورية بين نظريات «كيو» تبقى الأكثر إثارة للدهشة، وهي أن الرئيس الأميركي يدعي التواطؤ مع موسكو ليتمكن من التعاون سراً مع المدعي الخاص روبرت مولر لإلحاق الهزيمة بالشبكة الإجرامية الدولية المتشعبة.

وقد ينجح «كانون» في ترسيخ موقعه، ونشر نظرياته، في حين تتعمق الانقسامات الكبيرة بين الناخبين الأميركيين بفعل الريبة حيال وسائل الإعلام التقليدية التي يندد بها الرئيس نفسه، ويصفها بـ «عدوة الشعب»، ويتهمها بنشر «أخبار كاذبة».

وقال مارك إيميت، الذي شارك الخميس الماضي في مهرجان آخر لترامب في بنسلفانيا، لصحيفة واشنطن بوست، «كيو بنظري هو الشعب يكشف الحقيقة».

وكسب «كيو» أتباعاً بين أشد مؤيدي الرئيس الجمهوري، مثل الممثلة روزان بار، ومؤسس موقع «إينفو وور»، الذي يغص بمطلقي نظريات المؤامرة، أليكس جونز.

في الوقت نفسه، يحذر الخبراء من أن هذه الحركة تنطوي على مخاطر حقيقية، مشيرين إلى مسلح اعتقل في يونيو قرب سد هوفر الكبير في نيفادا، وكان يستشهد في كتاباته بـ«كيو».

وإزاء العاصفة الإعلامية، اضطر البيت الأبيض إلى الرد، حيث أعلنت المتحدثة باسمه، سارة ساندرز، أن «الرئيس يدين ويندد بأي مجموعة تحرض على العنف»، غير أن ذلك لم يثن أتباع «كيو»، بل أبدوا سرورهم على الإنترنت، لأن السلطة تأتي على ذكر حركتهم.

back to top