دروز السويداء يتوقعون الأسوأ بعد إعدام «داعش» مختطفاً

• القوات السورية تمشط حوض اليرموك
• إسرائيل تناور أسبوعاً في الجولان والجليل

نشر في 06-08-2018
آخر تحديث 06-08-2018 | 00:04
دروز يشيعون قبل أيام أحد ضحايا مجزرة داعش في السويداء (سانا)
دروز يشيعون قبل أيام أحد ضحايا مجزرة داعش في السويداء (سانا)
مع رفض شيوخ طائفة الموحدين الدروز التدخل لإجلاء عناصرها من حوض اليرموك، قطع تنظيم «داعش» رأس واحد من أصل 30 مدنياً اختطفهم خلال هجوم مروع شنه في 25 يوليو على محافظة السويداء، التي نأت بنفسها عن الانخراط في النزاع المستمر منذ عام 2011 وبقيت على الحياد.
أقدم تنظيم «داعش» على إعدام رهينة من الثلاثين الذين خطفهم الشهر الماضي، إثر سلسلة هجمات متزامنة على قرى في محافظة السويداء ذات الأغلبية الدرزية المحايدة بجنوب سورية، أسفرت عن مقتل أكثر من 250 شخصاً.

وأفاد مدير شبكة «السويداء 24» المحلية نور رضوانن أمس، بأن التنظيم قام الخميس بقطع رأس طالب جامعي يبلغ من العمر 19 عاماً اختطفه مع والدته من قرية الشبكي في 25 يوليو، موضحاً أن عائلة الشاب تسلمت صوراً لجثمانه وشريطين مصورين يبين الأول عملية قطع رأسه.

ويظهر الشريط الثاني، الذي نشرته الشبكة على موقعها، الشاب مرتدياً قميصاً أسود ويجلس أرضاً في منطقة صحراوية ويداه مربوطتان خلف ظهره وهو يتحدث، معرفاً عن نفسه باسم مهند ذوقان أبوعمار من قرية الشبكي، وداعياً إلى الاستجابة لمطالب التنظيم «حتى لا يلاقي الجميع مصيره».

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه أول رهينة من مخطوفي السويداء يتم إعدامه منذ الهجوم البربري، موضحاً أن «العملية جاءت بعد تعثر مفاوضات التنظيم مع قوات النظام لنقل مقاتليه إلى البادية السورية من جنوب غرب درعا، بالإضافة إلى عملية إعدام أكثر من 50 من مقاتلي جيش خالد بن الوليد المبايع له والمدنيين بريف درعا الجنوبي الغربي».

وأعربت قيادات درزية بمحافظة السويداء عن تخوفها من إقدام تنظيم داعش على إعدام المزيد من المختطَفين.

وقال الشيخ حمود الحناوي، أحد شيوخ طائفة الموحدين الدروز في سورية، في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): «عرفنا بوفاة أحد المختطفين من وسائل الإعلام، لكن لم يتصل أحد من الوسطاء بيننا وبين داعش ليبلغنا بهذا الأمر. لطبيعة هذا التنظيم وعدم التزامه بما هو متعارف عليه من قواعد معاملة الأسرى لا نستبعد صحة الخبر، بل إننا نخشى بدرجة كبيرة قيامه بتنفيذ المزيد من عمليات الإعدام بحق الأبرياء المحتجزين لديه».

وشدد :»لا نزال نحاول مع التنظيم، عبر الوسطاء، لكي يفرج عمن تحت يده ... هم لم يطرحوا دفع فديات، وإنما طرحوا شروطا تعجيزية لا نملك تنفيذها كنقل عناصرهم المحاصرين بحوض اليرموك في ريف درعا الغربي إلى منطقة البادية في ريف السويداء الشرقي... وهذه أمور تتعلق بالدولة والجيش».

وحول موقف الدولة من شروط «داعش»، قال الحناوي: «الدولة حريصة ومهتمة بتحرير المخطوفين، ولكن داعش بالأساس خطف هؤلاء الأبرياء ليكونوا بمنزلة ورقته الرابحة التي يستطيع بها الضغط على النظام، الدولة على استعداد لمبادلة أسرى بأسرى، فهذا هو المتعارف عليه، لكن ليس من الطبيعي وهي بحالة حرب مع هذا التنظيم الإرهابي أن تقبل بكل شروطه».

من ناحيته، لفت الشيخ يوسف جربوع، أحد شيوخ الطائفة إلى أن «داعش طالب دروز السويداء عبر مواقع التواصل الاجتماعي إعلان إسلامهم ومبايعة التنظيم قبل الهجوم بنحو شهر تقريبا، وقد أكدنا من جانبنا رفضنا التفاوض على عقيدتنا الإسلامية التوحيدية».

حوض اليرموك

وفي وقت سابق، أكد شيخ عقل الطائفة الدرزية يوسف جربوع، أن روسيا تتولى التفاوض مع التنظيم لإطلاق سراح المختطفين، وبعده رفض نظيره الشيخ حمود الحناوي مطالبته بنقل عناصره من حوض اليرموك، وتراجع القوات الحكومية عن قرى بادية السويداء.

وبعد إعلان سيطرتها على المنطقة بشكل كامل، بدأت قوات النظام والميليشيات المساندة لها عمليات تمشيط في حوض اليرموك، بحثاً عن فلول «داعش»، ونصبت نقاط مراقبة مجهزة بآلات تصوير ليلي ومدعومة بدبابات حديثة، مشيراً إلى أن التمشيط يأتي بمشاركة «مجموعة التسويات».

مناورات الجولان

‏إلى ذلك، بدأ الجيش الإسرائيلي صباح أمس تمريناً عسكرياً في منطقة هضبة الجولان والجليل. وأوضح المتحدث الرسمي للجيش أفيخاي أدرعي على حسابه في «تويتر» أن المناورات ستستغرق أسبوعاً، محذراً من أنه ستسمع خلاله أصوات انفجارات، وستشهد الطرقات تحركات ناشطة للمركبات العسكرية.

وأكد أدرعي أنه تم التخطيط للتمرين بشكل مسبق في إطار خطة التدريبات السنوية لعام 2018، ويهدف للحفاظ على جاهزية القوات الإسرائيلية لمواجهة أي طارئ.

القوات الأميركية

وتزامناً مع إعلان قوات سورية الديمقراطية ( قسد) إكمال سيطرتها على الحدود السورية- العراقية، نقلت صحيفة «الشرق الأوسط» عن مصادر لم تسمها أمس، أن السفير الأميركي وليام روباك زار مدينة الطبقة، واجتمع مع مجلسها المدني نحو 4 ساعات، مطمئناً بأن الرئيس دونالد ترامب تعهد ببقاء القوات الأميركية والتحالف الدولي شرق الفرات، لمنع حدوث فراغ أمني أو خلل عسكري، أو عودة «داعش.

وأبلغ روباك بأنه مكلف بشكل رسمي من ترامب بتولي الملف السوري، وسيقوم بزيارة ميدانية للمدن والبلدات في شرق الفرات، وسيطّلع بشكل مباشر على احتياجات هذه المناطق، وإصلاح البنية التحتية، وتقديم المعونات والمساعدات إلى المدنيين والسكان.

back to top