نجت فنزويلا، أكبر دولة من حيث الاحتياطي النفطي في العالم، من مصير مجهول، بعد فشل محاولة الاغتيال التي تعرّض لها رئيسها نيكولاس مادورو بواسطة طائرتين مسيّرتين (درون) محمّلتين بعبوات ناسفة، خلال عرض عسكري في كراكاس، تبنتها «الحركة الوطنية للجنود المدنيين»، مؤكدة أنها تندرج ضمن «عملية الفينيق»، بينما نفت الولايات المتحدة وكولومبيا أي مسؤولية عن الاعتداء.

ووقعت العملية في اليوم الأول من الذكرى الأولى لتشكيل الجمعية التأسيسية الفنزويلية التي سمحت للحكومة ببسط سلطتها وإضعاف المعارضة.

Ad

وأعلن وزير الاتصالات خورخي رودريغيز أن مادورو نجا من «هجوم» بطائرات مسيّرة محمّلة بعبوات ناسفة انفجرت على مقربة منه، بينما كان يلقي خطابا خلال عرض عسكري، مشيرا إلى إصابة سبعة جنود من الحرس الوطني البوليفاري كانوا في موقع العرض، وهم يتلقون حاليا العلاج في مستشفيات.

وقال: «انفجرت عبوة قرب المنصة الرئاسية، وانفجرت عبوات أخرى في أماكن متعددة من العرض العسكري، لكن مادورو خرج سالما، وهو حاليا يواصل نشاطه المعهود». واتهم رودريغيز «اليمين المتطرف»، أي المعارضة الفنزويلية، بأنه وراء «الاعتداء».

وعند وقوع أول الانفجارات، ظهر مادورو في البث التلفزيوني المباشر يقطع خطابه وينظر مع زوجته سيليا فلوريس وكبار الضباط المحيطين بهما على المنصة، إلى السماء بقلق.

وهتف عنصر في الحرس الرئاسي لمادورو «احتم»، ورد الأخير «لنذهب إلى اليمين».

وأظهر التسجيل مجموعة من الحرس الشخصي يغطون الرئيس بألواح سوداء واقية من الرصاص خلال عملية سحبه من على المنصة، خوفاً من تعرّضه لأي إصابة محتملة.

وفي الوقت نفسه، أظهرت الكاميرا مئات الجنود الذين كانوا مصطفين بانتظار البدء بالعرض العسكرس، وهم يركضون على الجادة، حيث نظم العرض في حال من الفوضى، في حين أظهرت صورة مسؤولا عسكريا مصابا، وهو يمسك برأسه الذي ينزف ويحمله زملاؤه قبل أن يقطع التلفزيون الكولومبي البث.

وبعد ساعات على ظهوره سالما، توجّه مادورو الى الأمة في كلمة عبر التلفزيون قائلا: «حاولوا اغتيالي، انفجر جسم طائر أمامي، وكان الانفجار كبيرا»، مضيفا أن «انفجارا آخر وقع» بعد ذلك.

وتابع: «لا شك لدي إطلاقا في أن اسم الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس وراء هذا الاعتداء، كل شيء يشير إلى مؤامرة يمينية، تقول التحقيقات المبدئية إنها دبرت في كولومبيا المجاورة».

وأضاف: «تم اعتقال مجموعة من المشتبه بهم»، لافتا إلى أن «التحقيقات المبدئية تشير إلى أن العديد من ممولي ومخططي الهجوم يعيشون في ولاية فلوريدا» الأميركية، معربا عن أمله «بتعاون» إدارة الرئيس دونالد ترامب في هذه القضية.

في المقابل، تبنت مجموعة متمردة غير معروفة مؤلفة من مدنيين وعسكريين «الهجوم» في بيان يحمل توقيع «الحركة الوطنية للجنود المدنيين».

وأعلنت المجموعة في بيانها «من المنافي للشرف العسكري أن نبقي في الحكم أولئك الذين لم يتناسوا الدستور فحسب، بل جعلوا أيضا من الخدمة العامة وسيلة قذرة للإثراء، لا يمكن أن نسمح بأن يكون الشعب جائعا، وألا يكون للمرضى أدوية، وأن تفقد العملة قيمتها، وألا يعود النظام التعليمي يعلّم شيئا، بل يكتفي بتلقين الشيوعية».

وأكد البيان، الذي تلته صحافية قريبة من المعارضة تتمركز في الولايات المتحدة عبر صفحتها على «يوتيوب»، أن الهجوم يندرج ضمن «عملية الفينيق». واكتفت الصحافية المعارضة بشدة لحكومة فنزويلا الاشتراكية، بتلاوة النص، موضحة أنها تلقته من المجموعة المتمردة.

وفي واشنطن، قال مستشار الامن القومي في البيت الأبيض جون بولتون، أمس، إن «الحكومة الاميركية لم تتدخل بتاتا في الهجوم». وأضاف أن الحادث «يمكن أن يكون ذريعة دبرها نظام الرئيس مادورو نفسه أو شيئا آخر». وقال إنه «إذا كانت لدى فنزويلا معلومات ملموسة حول أي انتهاك محتمل للقانون الأميركي، فسندرس الأمر بجدية».

وفي بوغوتا، نفت الحكومة الكولومبية نفيا قاطعا اتهام مادورو، معتبرة أن «لا أساس له» ووصفته بأنه «عبثي».

وقال مصدر رفيع المستوى في الرئاسة الكولومبية، إن «الاتهام لا أساس له. الرئيس خوان سانتوس منهمك في عمادة حفيدته ثيليستي، وليس في قلب حكومات أجنبية».

وفي ردود الفعل، اتهم رئيس بوليفيا إيفو موراليس الولايات المتحدة وأعوانها، بالوقوف وراء محاولة اغتيال مادورو. ودانت موسكو ونيكاراغوا وكوبا وتركيا وإيران «محاولة الاغتيال الفاشلة».