استعداداً لإطلاق «مهرجان لبنان المسرحي الدولي»، يعمل مسرح اسطنبولي وجمعية «تيرو للفنون» على فتح «سينما ريفولي» في مدينة صور بجنوب لبنان بعد 29 عاماً على إغلاقها، كي تستقبل المهرجان في دورته الخامسة، على أن يستمر فتح باب استقبال العروض للفرق المحلية والأجنبية حتى 15 أغسطس الجاري.

تُقام على هامش المهرجان، فضلاً عن المعارض الفنية، عروض سينمائية وموسيقية، تتنافس في المسابقة الرسمية على جائزة أفضل ممثل وممثلة، وأفضل إخراج، وأفضل نص، وأفضل سينوغرافيا، وأفضل عمل متكامل. وشددت اللجنة المنظمة على أهمية إقامة المهرجان في مناطق مختلفة مع وجود ورش تكوينية وندوات ومناقشات، ما يسهم في تأسيس ثقافة مسرحية في المناطق كافة تحقيقاً للإنماء الثقافي المتوازي في وجه التهميش الثقافي الذي تعانيه مناطق لبنانية.

Ad

يوضح مؤسس المهرجان الممثل والمخرج قاسم إسطنبولي: «رغم إقفال سينما «ستارز» قسرياً في النبطية إلا أننا نصارع من أجل البقاء والاستمرارية، فنحن متمسكون بالحلم والأمل في ظل غياب سياسات داعمة للثقافة في هذا البلد الذي تقفل فيه المنصات الثقافية من دون مبرر منطقي سوى كونها مساحات حرة ومستقلة ومجانية وغير سياسية».

يشكل المهرجان تجمعاً فنياً مسرحياً وموسيقياً وسينمائياً، وسيضع الفنانين على تواصل مع الجمهور في جنوب لبنان، وثمة لجان مختصة لاختيار الأعمال المشاركة. أمّا الشروط الأساسية للمشاركات المسرحية والموسيقيّة فيمكنها أن تكون من أيّ نوع. وفي مجال السينما يجب أن يكون الفيلم المشارك قصيراً ومن إنتاج 2016 فما فوق.

«كارافان الفن والسلام»

كانت إدارة مسرح إسطنبولي وجمعية «تيرو للفنون» أطلقتا «كارافان الفن والسلام» وذلك بعد الإقفال القسري الذي منيت به «سينما ستارز» في مدينة النبطية، القاعة التي أعيد افتتاحها بعد إغلاق دام 27 عاماً. ورغم عدم تمكّن الجمعية من الحفاظ عليها كمنصة ثقافية حرة ومستقلة، فإنها استثمرت الأموال التي جمعتها من خلال حملة التبرعات لإطلاق نشاط ثقافي من نوع مختلف، وهو حافلةٌ تزينها رسوم غرافيتية لرموز في الغناء والفن على غرار فيروز، ونصري شمس الدين، وشوشو، وهند أبي اللمع، وتشارلي تشابلن، تجول بين مناطق وقرى مختلفة، لتعميم رسالة «الفن والسلام» بين الشباب اللبناني، وحضّه على الإفراج عن طاقاته الإبداعية وبلورتها.

يُذكر أنها ليست المرة الأولى التي تتم فيها عرقلة مشاريع المجموعة الناشطة، فقد تعرضت «سينما الحمرا» في مدينة صور، التي أعيد تأهيلها بعد 30 عاماً، لحملة إقفال هي الأخرى، «من دون أي مبرر منطقي»، بحسب بيان للجمعية.

حالة فنية

تستكمل المجموعة المتمركزة في الجنوب اللبناني مبادراتها الثقافية عبر المشاركة في تنظيم مهرجانات سينمائية وإقامة ورش عمل تكوينية مجانية، ترافقها عروض سينمائية ومعارض فنية. وسبق للفريق تأسيس محترف للتدريب، ليشكل ذلك ظاهرة ثقافية وحالة فنية فريدة في إعادة فتح دور سينما قديمة وإقامة مهرجانات وعروض وأسابيع أفلام وكرنفالات في مناطق مهمشة بعيداً عن مركزية العاصمة بيروت.