«الزوجة المكسيكية» تكشف ارتباط يوسف إدريس السري

• إيمان يحيى: تزوّج ابنة دييغو ريفيرا... ونجلها أكَّد لي الأمر

نشر في 07-08-2018
آخر تحديث 07-08-2018 | 00:02
أثار الكاتب الدكتور إيمان يحيى جدلاً واسعاً بروايته «الزوجة المكسيكية» الصادرة أخيراً عن دار «الشروق» بالقاهرة، بتناولها جزءاً من السيرة الذاتية للأديب الراحل يوسف إدريس، وكشفها قصة زواجه من فتاة مكسيكية هي ابنة الفنان العالمي دييغو ريفيرا، أهم فناني الجداريات في القرن العشرين.
قال إيمان يحيى إن الكاتب الروائي يوسف إدريس تمكّن من إخفاء قصة زواجه من المكسيكية ابنة دييغو ريفيرا بسبب خوفه من المجتمع وعاداته، بالإضافة إلى وجود زوجة مصرية له.

وتابع يحيى في الاحتفال بتوقيع روايته «الزوجة المكسيكية» أنه تأكد من قصة الزواج من ابن المرأة، وهو فنان مشهور في بلاده، كذلك أرسل صورة تجمع والدته بالكاتب الروائي يوسف إدريس.

البداية

كشف يحيى أن «إدريس التقى روث، ابنة ريفيرا، وهي مهندسة عالمية، وأول مهندسة معمارية في المكسيك، مع والدها في لقاءات عدة جمعت كوكبة كبيرة من مفكري ومثقفي العالم وفنانيه، أمثال جان بول سارتر ولويس أراغون، وبابلو نيرودا، والمغني الأميركي بول روبنسون، والأخير أمضيت ليالي كاملة غارقاً في أفلامه وأغانيه وحكاياته، للتعرف إليه والاقتراب من شخصيته».

ويقول يحيى: «بدأت حكايتي مع «الزوجة المكسيكية» بجملة مكونة من بضع كلمات، في كتاب للمستشرقة الروسية» «فاليريا كربتشنكو»، وهي أن إدريس تزوج ابنة الفنان العالمي دييغو ريفيرا. بدأت مشككاً في المقولة، لأنه أولاً لم يخبر أحداً بذلك في حواراته كافة التي أجراها في مصر، وثانياً لم يكتب عنه في إحدى مقالاته، فضلاً عن أن الروائيين أحياناً ينغرسون في خيالات خصبة جامحة تهيئ لهم أحداثاً لم تقع أصلاً».

تابع: «بحثت كثيراً في مواقع الإنترنت، ولم أجد أية معلومة بهذا الشأن، ثم انتقلت إلى مصادر أخرى، ظللت أبحث فيها حتى عثرت على مقال كتبه صلاح حافظ ضمن ملف خاص أعدته مجلة «الهلال» عن إدريس بعد شهر من وفاته، وذكر فيه واقعة زواجه من روث، ودوره مع الفنان حسن فؤاد في تهيئة منزل الزوجية لاستقبال إدريس وروث، وهنا بدأت أمسك بخيط القصة، وأتأكد من صدقيتها».

ويضيف: «أفادني تتبع عائلة ريفيرا وأبناء روث نفسها التي تزوجت مرة أخرى بعد طلاقها من إدريس، واتصلت بابنها الذي أكّد لي الزواج، وأرسل لي صورتها في القاهرة، وهنا وصلت إلى مرحلة اليقين من هذا الأمر. بالطبع سألت كثيرين من أصدقاء يوسف، ولم تكن لديهم فكرة عن هذه الزيجة، واستغرق البحث والتفكير سبع سنوات، والكتابة ثلاث سنوات».

الرواية

تتضمّن «الزوجة المكسيكية» قصتين: الأولى حول أستاذ متخصص في الأدب العربي وطالبة نصف مصرية ونصف أميركية يبحثان عن الحقيقة. والأخرى فيها صوتان: مصطفى طه (بطل رواية «البيضاء» لإدريس) وروث ريفيرا، التي قال إدريس إنه استمد منها رواية «البيضاء». أحياناً، تكون قصة الأستاذ والكاتبة في مقدمة المشهد، ليحلّ محلها في أحيان الصوتان، في تضافر يفسح الطريق لاستخدام اللوحة البصرية لتعزيز أجواء الرواية، والتوثيق مع الأغاني والموسيقى للتنقل بين أزمنة عدة، فضلاً عن تقنيات السينما من مونتاج وحركة كاميرا.

ولا تحكي هذه الرواية عن قصة ارتباط إدريس وروث فحسب، بل أيضاً تروي لنا سنوات الخمسينات المبكرة في مصر والعالم، بكل صراعاتها وتأثيراتها، إذ تدور الأحداث بين القاهرة وفيينا والمكسيك، لنرى زمناً وأمكنة ونسق حياة مغايراً لم يعد له وجود في حياتنا المعاصرة.

«البيضاء»

اختار المؤلف استخدام شخصيات رواية «البيضاء» الشهيرة التي نشرها يوسف إدريس في نهاية الخمسينات، فبعثها إلى الحياة مجدداً، ولكن في أحداث تمزج بين الواقع والخيال، ونفاجأ بوجود أسماء حقيقية لسياسيين وفنانين مصريين وعرب وعالميين. يقول الكاتب: «يخطئ من يعتقد أن الرواية عن قصة زيجة مجهولة ليوسف إدريس، بل هي عن عصر بأكمله، عصر بداية الحرب الباردة في العالم، وصعود قوى التحرّر الوطني والتخلص من الاحتلال الأجنبي، وبروز أنظمة حكم وطنية وممارسة الاستبداد والانفراد بالحكم، هي رواية عن مصر والعالم بين 1952 و1954». ويتابع: «الرواية رسالة حب إلى إدريس، الذي من الصعب تكرار موهبته إلا كل عشرات السنوات، وهي أيضاً إعادة اعتبار إلى رواية «البيضاء» الرائدة في مجال الرواية العربية، ومن يقرأها الآن تدهشه قدرة إدريس على نقد سلبيات التجمد الأيديولوجي في وقت مبكر جداً، فكل ما قاله نسمع عنه في زمن البريسترويكا والغلاسنوست، فأي نبوءة هذه التي أطلقها إدريس في ذلك الوقت؟».

استغرق البحث والتفكير سبع سنوات قبل كتابة الرواية
back to top