سادت حالة غضب في أوساط المثقفين والمهتمين بالشأن التاريخي والأثري في مصر، ذلك بعد تداول صور على موقعي التواصل الاجتماعي «فيسبوك» و«تويتر»، زعم مروجوها أنها لشارع المعز لدين الله الفاطمي الواقع في قلب مدينة القاهرة القديمة، ويظهر فيها الشارع الذي طُوِّر قبل نحو ثلاث سنوات ليكون متحفاً مفتوحاً للعمارة والآثار الإسلامية مُعبداً بالأسفلت، بينما أرضيته في الواقع مصنوعة من البازلت.اتضح لاحقاً أن الصور تخصّ شارع «باب الوزير» الواقع في المنطقة ذاتها، وقد اقتطعت المعالم الأثرية الموجودة في خلفية الصورة، وتبين أنها لمجموعة «خاير بك» التي تضمّ مدرسة ومسجداً يحملان اسم أحد أشهر أمراء المماليك الجراكسة.
بعض الذين ظنوا أن الصور تخصّ شارع المعز كال الاتهامات للمسؤولين عن إهمال المنطقة التاريخية التي تعجّ بالبنايات الأثرية، على اعتبار أن إزالة الصبغة التاريخية عن أرضية هذا الشارع القديم، جريمة.
نفي وتوضيح
رسمياً، سارع رئيس حي وسط القاهرة ناصر رمضان، إلى نفي ما تداوله البعض عن إعادة رصف شارع المعز بالأسفلت بديلاً عن البازلت، مؤكداً أن ما نشر من صور هي لأعمال صيانة ورصف وترميم شوارع أخرى في منطقة «الدرب الأحمر» بعيداً عن شارع المعز (حارة التبانة وشارع باب الوزير)، موضحاً أنها شوارع كانت مرصوفة بالأسفلت فعلياً وتم تجديدها، في إطار خطة الحي لأعمال الرصف والترميم.كذلك لفت إلى أن أعمال الصيانة في شارع المعز تتم بمعرفة وزارة الآثار من خلال ميزانيتها المالية ومقاوليها.تصريحات رئيس الحي طمأنت عشاق الشارع التاريخي الذي يزدحم بالرواد والسائحين على مدار الساعة، بينما طالب آخرون بتعبيد أرضيات شوارع المنطقة كلها بالبازلت ليكون لها طابع واحد، خصوصاً أنها أيضاً شوارع تاريخية لا تقل أهمية عن شارع المعز.ورغم انقشاع «شائعة الأسفلت»، فإن حقيقة مؤلمة ضربت الشارع في مقتل، مطلع الأسبوع الجاري، إذ تسبب انسداد مواسير الصرف الصحي فيه بإغراقه بالمياه، لكن إدارة القاهرة التاريخية، بالتعاون مع هيئة الصرف الصحي وحي وسط القاهرة، عالجت المشكلة سريعاً.وقال المدير العام لمشروع القاهرة التاريخية، محمد عبد العزيز، في تصريحات صحافية، إنه «عند تعرض المواسير للانسداد، تواصل المسؤولون فوراً مع شركة الصرف الصحي من خلال شركة النظافة الموجودة في الشارع والتابعة لوزارة الآثار لإصلاح المشكلات الناجمة عن الانسداد، وعودة الشارع نظيفاً كما كان».وأوضح عبد العزيز أن مواسير الصرف الصحي في شارع المعز تتعرّض للانسداد على فترات متكررة، بسبب كثرة المخلفات الصلبة الناجمة عن الأنشطة التجارية الموجودة في الشارع، لافتاً إلى التنسيق مع هيئة الصرف الصحي وحي وسط القاهرة لحماية المواسير من الانسداد وعدم تكرار المشكلة.و«المعز» أشهر شوارع منطقة القاهرة القديمة، يمتدّ من باب الفتوح شمالاً حتى باب زويلة جنوباً مرتبطاً بشارع الخيامية، ثم «المغربلين» كامتداد له ناحية الجنوب و«باب النصر» وامتداده بـ«الجمالية» من ناحية الشرق، ويضمّ مساجد كثيرة تعود إلى العهد الفاطمي، مثل «الأقمر» و«الحاكم بأمر الله».يُشار إلى أن وزارة الآثار بدأت في أكتوبر 2015، عملية تطوير داخل منطقة الدرب الأحمر، بهدف تنشيط السياحة فيها، شملت إعادة رصف الشوارع، وصيانة الصرف الصحي، وإزالة اللافتات المخالفة من على واجهات المحال التجارية، بالإضافة إلى ترميم بعض المعالم والمساجد الأثرية مثل «حمام بشتاك»، والجامع الأزرق.تطوير الدرب الأحمر
بدأت وزارة الآثار في أكتوبر 2015، عملية تطوير داخل منطقة الدرب الأحمر، بهدف تنشيط السياحة فيها، شملت إعادة رصف الشوارع، وصيانة الصرف الصحي، وإزالة اللافتات المخالفة من على وجهات المحال التجارية، بالإضافة إلى ترميم بعض المعالم والمساجد الأثرية مثل «حمام بشتاك»، والجامع الأزرق.