ترامب يخيّر العالم بين أميركا وإيران
عشرات الشركات الكبرى تستجيب للعقوبات ... والنفط يرتفع وطهران تلوم موسكو
صعّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، ضغوطه في الملف الإيراني، مخيّراً العالم بين القيام بأعمال تجارية مع طهران أو مع الولايات المتحدة، في استعادة للمقولة الشهيرة للرئيس جورح بوش الابن خلال إطلاقه الحرب على الإرهاب عقب هجمات 11 سبتمبر 2001 «من لم يكن معنا فهو ضدنا».التحذير القوي من ترامب، والذي بدا أنه موجه إلى الاتحاد الأوروبي خاصة وربما تركيا بالدرجة الثانية، جاء بعد ساعات قليلة من سريان أول حزمة عقوبات أميركية جديدة على طهران، تشمل النظام المالي الإيراني ومشتريات طهران من الدولار، وتجارة الذهب، ومبيعات السندات الحكومية، وسيتأثر بها قطاع السيارات وصناعة السجاد والمواد الغذائية، وكذلك الواردات الإيرانية من الغرافيت والألمنيوم والصلب والفحم وبعض البرمجيات.وكتب ترامب في حسابه بـ «تويتر» أمس: «أي جهة تقوم بأعمال تجارية مع إيران لن تدخل في أعمال مع الولايات المتحدة»، مضيفاً أن «العقوبات بدأت رسمياً، وهي الأقوى على الإطلاق، وفي نوفمبر ستتم زيادتها إلى مستوى آخر من القوة»، قبل أن يختم: «أسعى إلى السلام العالمي، ولا شيء أقل من ذلك».
وفي نوفمبر، ستعود العقوبات المفروضة على قطاع الطاقة، إذ تسعى واشنطن إلى منع طهران من تصدير النفط تماماً. وقال مسؤولون في وزارة الخارجية الأميركية إن أكثر من 100 شركة عالمية وافقت على مغادرة السوق الإيراني مع بدء سريان العقوبات، في وقت أعلنت مجموعة «دايملر» الألمانية لصناعة السيارات، أمس، وقف أنشطتها التجارية في إيران، لتنضم إلى عشرات الشركات الكبرى التي أعلنت انسحابها سابقاً. أوروبياً، قالت وزيرة شؤون الاتحاد الأوروبي والتجارة السويدية آن لينديه إن الشركات السويدية ستقلص التعاملات مع إيران تدريجياً؛ «كي لا تتعرض أعمالها في الولايات المتحدة للخطر، إذ تعتبر سوقاً أكبر بكثير».وبينما ارتفعت أسعار النفط، أمس، قال بنك «سوسيتيه جنرال» الفرنسي، إن هناك معروضاً كافياً في أسواق الخام الحاضرة حالياً، لكنه أشار إلى أن العقوبات على إيران، التي صدّرت في يوليو نحو 3 ملايين برميل يومياً «ستخرج إمدادات إضافية قدرها مليون برميل يومياً من الأسواق». وأضاف البنك أن هذا لن يترك للأسواق أي طاقة إنتاجية فائضة لمواجهة أي حالات تعطل مفاجئة للإمدادات.في السياق، اتهم مندوب إيران في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، حسين قاسم أردبيلي، روسيا بدعم ما أسماه «الحصار الأميركي» من خلال موافقتها على زيادة الإنتاج اليومي.