لأنه يريد وطنه حراً ومستقلاً، أطلق المفكر كريم مروة في كتابه «فصول من حواراتي وكتاباتي في الفكر وفي السياسة وفي العلاقات الإنسانية» بياناً من أجل تيار مدني عابر للطوائف، وقدَّم برنامجاً واقعياً وعقلانياً من أجل التغيير الديمقراطي في لبنان الذي يريده «وطناً لا طيف وطن».

يضمّ الكتاب حوارات صحافية أجريت مع الكاتب، ومحاضرات، وقراءات نقدية، وذكريات، وحكايات جمعت الكاتب مع أربعة من رفاق وأصدقاء العمر: حبيب صادق، ومحسن إبراهيم، ونديم عبد الصمد، وميشال اده.

Ad

في كلمته حول الكتاب يصف الناشر كريم مروة بأنه «أحد شيوخ الفكر ومنظريه. أفكاره حرة وراهنة، ورؤيته مستقبلية لا ولن تتوقف أبداً، إنها الحقيقة القابلة للنقاش بالتأكيد، هكذا يعبر الكاتب عن مشروعه الوطني في كتاب».

حول أهمية الكتاب يقول المؤلف كريم مروة: «أهمية هذا الكتاب، بالنسبة إليّ في أقسامه الخمسة أنه يقدم للقارئ صورة كاملة أو شبه كاملة عما قادتني إليه تحولاتي إلى الموقع الذي أنا فيه الآن فكرياً وسياسياً وعلاقات إنسانية. وهو موقع قررت أن أكون فيه مستقلاً عن أية جهة سياسية، محتفظاً في الآن ذاته بانتمائي الذي لا أتخلى عنه إلى القيم التي عبّرت عنها الاشتراكية في فكر ماركس وكبار الماركسيين الذين جاؤوا بعده. وإذ أُشير إلى ذلك فلأنني، كما سيرى القارئ، قد قدمت في كل قسم من أقسامه الخمسة رؤيتي للأحداث في حاضرها لبنانياً وعربياً وعالمياً ورؤيتي للمستقبل المختلف الذي أحاول أن أقدم صورة عنه في صيغتين، يوتوبية وواقعية».

يضيف: «لكنني أردت في القسم الأخير الذي يحمل عنوان «في البحث عن المستقبل» أن أعرب للقارئ عن قلقي من أن الشروط، كما بدا لي، لم تنضج بعد من أجل الوصول بواقعية وعقلانية إلى المستقبل المختلف في بلداننا، وعلى الأخص في بلدي لبنان. وهو ما عبّر عنه البيانان، «من أجل يسار لبناني جديد» و«من أجل تيار ديمقراطي مدني عابر للطوائف» اللذين أصدرتهما ولم أجد تجاوباً من اليساريين والديمقراطيين معي فيما أردت منهما. ولا أريد هنا الادعاء بأن ما قدمته من رؤية للمستقبل هو الحقيقة، بل هي محاولة قابلة للنقاش بالتأكيد، اتفاقاً واختلافاً وحتى تناقضاً. والمهم بالنسبة إليّ هو أنني قدمت ما اعتبرته أساساً للنقاش وحسب».

يختم: «في هذه الكلمات أقدم للقارئ بعض التوضيحات عما أردته من هذا الكتاب. وله أن يحدد موقعه مما جاء في الكتاب من أفكار ومواقف وعلاقات إنسانية».

كريم مروة

ولد عام 1930 في بلدة حاريص في جنوب لبنان، انتمى إلى الفكر الشيوعي عندما كان يتابع دراسته الثانوية في مدارس بغداد برعاية ابن عم والده الشهيد حسين مروة الأديب والمفكر المعروف. التحق بالجامعة اللبنانية في فرع الأدب العربي في عام 1952 منهياً بذلك عامين من العمل في مهنة التعليم، ثم انتسب الى الحزب الشيوعي اللبناني في عام 1952.

بدأ الكتابة في السابعة عشرة من عمره، وانصرف منذ أواسط الستينيات من القرن الماضي، إلى الكتابة في القضايا الفكرية ذات العلاقة بالاشتراكية، راهنها ومستقبلها في البلدان العربية.

من أبرز مؤلفاته: «ماذا بعد حرب تشرين؟» (1974)، «كيف نواجه الأزمة في حركة التحرر الوطني العربية؟» (1974)، «المقاومة: أفكار للنقاش عن الجذور والتجربة والأفاق» (1985)، «حوارات: مفكرون عرب يناقشون كريم مروة في القومية والاشتراكية والديمقراطية والدين والثورة» (1990)، «جدل الصراع مع إسرائيل وجدل السلام معها» (1994)، «الوطن الصعب- الدولة المستحيلة» (1995)، «كريم مروة يتذكر في ما يشبه السيرة (2002)».