طالما أن أوروبا عرفت طريق "الأربعين درجة مئوية" فما فوق، وروسيا ذابت في الثلاثين درجة فما الذي يعنيه ذلك؟ هل ندحرج هذه القضية إلى خانة التجاهل ونهرب إلى بلدان باردة مثل الدول الإسكندنافية أم ندقق على حجوزات الفنادق الأوروبية؟ وهل يوجد فيها تكييف أم نبقى في الكويت أحسن؟ الهروب سهل جداً، لكن ألا يستحق هذا الأمر أن نسأل أنفسنا ما الذي يحدث؟إن تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري وارتفاع درجات الحرارة جعلت كل الأبحاث والمؤتمرات التي تتحدث عن مستقبل البشرية في العقود القليلة الماضية تحت المجهر، والصيحات العالمية التي تطلق لتنبيه الحكومات والشعوب ليست كلاماً قيل من مجموعة من العلماء السوداويين، بل هي معطيات ملموسة لواقع خطير ومستقبل أخطر.
محلياً عايشنا تجربة حقيقية مع جريمة إحراق آبار النفط، وتعلمنا منها أن ما حصل في الكويت وصل إلى اليابان، ولكن هل استوعبنا الدرس بالكامل؟ وهل إنشاء هيئة عامة للبيئة وسنّ بعض التشريعات أمر كاف؟ إن ثقافة حماية البيئة في الكويت تسير على قاعدة "واحد يصلح وعشرة يخربون" لدينا محميات جميلة وبحر ملوث، لدينا مبادرات فردية وجماعية رائعة للتشجير ولدينا جرافات تقتلع مئات الأشجار المعمرة دون التنسيق مع هيئة البيئة لإعادة زراعتها في أماكن بديلة.في الختام قضية البيئة وارتفاع درجات حرارة كوكب الأرض تخص الجميع، وكل فرد قادر على أن يكون صديقا للبيئة، إما بالزراعة واتباع أسلوب حياة مليء بالوعي البيئي، وإما بكف شره عنها وهذا يكفي، أما الحكومة فبإمكانها التحرك ومضاعفة جهودها في تبني الأفكار الخلاقة لزيادة المساحة الخضراء، وتخفيف انبعاث الغازات المضرة بالبيئة، وكذلك بإمكانها المساهمة في تمويل المبادرات العالمية الرامية إلى دفع الدول الصناعية لتخفيف أضرار مصانعها على البشرية بأسرها.
مقالات
الأغلبية الصامتة: صيحة خضراء
09-08-2018