خبر الجريدة. عن مبادرة ترامب يتصدر الإعلام الإيراني «محرَّفاً»
واشنطن تنتظر عرض طهران... وترقُّب لاختراق وشيك
تصدر خبر «الجريدة» المنشور في عددها رقم 3856 بتاريخ 3 الجاري عن كشف كواليس مبادرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المفاجئة للقاء نظيره الإيراني حسن روحاني، صفحات الشبكات الإخبارية الإيرانية داخل البلاد وخارجها خلال الأيام القليلة الماضية، ولكن بطريقة محرَّفة.وكررت الشبكات الفارسية، وخاصة التي توجه محتواها خارج إيران، الخبر خلال نشراتها الدورية مع تذييله بمرجع إلى «الجريدة»، وفي الداخل امتلأت به أغلب صفحات ومواقع شبكات التواصل الإصلاحية والأصولية، كما أبرزته صحيفة «بهار» الإصلاحية الموالية لروحاني الاثنين الماضي في «مانشيت» صفحتها الأولى، إلى جانب الصحف اليومية والأسبوعية وشبكات تلفزة «إيران إنترناشيونال» و«من وتو»، التي تبث من لندن.كما تناول التلفزيون الإيراني الرسمي الخبر، الذي نقل عن مصادر احتمال عقد لقاء بين الرئيسين في سبتمبر المقبل، خلال برنامجه التحليلي الأكثر مشاهدة على مستوى البلاد «20:30».
ورغم أن خبر «الجريدة» نقل عن المصادر قبول أميركا شرطين إيرانيين من أصل 7 قدمتها طهران للدخول في مفاوضات جديدة مع واشنطن، فإن وسائل الإعلام الموالية للنظام الإيراني فضّلت استخدام ترجمة محرّفة له، تفيد بقبول البيت الأبيض جميع الشروط.إلى ذلك، ومع دخول الحزمة الأولى من عقوبتها الاقتصادية المتدرجة على إيران حيز التنفيذ، منحت الإدارة الأميركية نفسها مهلة للتفكير الهادئ، ومراجعة الخيارات المتاحة، خلال عطلتها الصيفية، بشأن التريث أو تطوير هجومها على طهران، التي تشير معطيات إلى أنها بدأت التفتيش عن مقترحات تقدمها للخروج من نفق دخلته، بخسائر يمكن تحملها.ويرى مراقبون أن العطلة ستفسح المجال أمام بلورة ضغوط إضافية لا يمكن معارضتها، في وقت توقعت مصادر أمنية أن تتصاعد التداعيات الأمنية والسياسية على الوجود الإيراني في سورية بطريقة درامية، بعد تقلص مساحات المناورة أمامها، واندفاع إسرائيل لاستثمار وترجمة اتفاقاتها مع روسيا. واعتبرت المصادر أن «اغتيال اللواء عزيز أسبر، أحد أبرز مهندسي البرنامج الكيماوي والصاروخي السوري السبت الماضي، لا يشبه أي عملية اغتيال أخرى، بل يعادل إعلان بدء العد العكسي للتخلص من رجالات إيران في سورية، بالتزامن مع تخبطها في ترتيب أوراقها في مواجهة الهجوم الشامل الذي تتعرض له» في عدة ملفات.ورأت أن «حالة عدم يقين» باتت تسيطر بشكل شبه كامل على خيارات النظام الإيراني، بعدما لمس حجم التجاوب مع التهديدات الأميركية.ورغم «شكلية» تصريحات رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بالنسبة إلى التزام بلاده بالعقوبات، فإنها شكّلت نموذجاً «فاقعاً» للمأزق الذي وجدت طهران نفسها فيه، في حين أظهرت ردود الفعل الأوروبية والانتقادات الإيرانية لموسكو أن المخارج المتاحة أمام النظام ضيقة جداً، في ظل تصاعد الاحتجاجات الداخلية، وتحولها إلى صدامات.ولفتت إلى أن بعض الرهانات الإيرانية على موقف تركيا المجاورة في التخفيف من وطأة العقوبات في طريقها إلى التبدد هي الأخرى، في ظل حديث بعض المسؤولين الأميركيين صراحة عن أن ملف العلاقة مع طهران وأنقرة يتجه للتطابق في بعض الوجوه، إذا لم تتجه الأخيرة إلى تغيير جذري في سياساتها.وبينما أشارت تصريحات لوزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس إلى استبعاد وقوع صدام في الخليج لعدم مشاركة الأسطول الأميركي في تطبيق العقوبات على إيران، ذكرت المصادر أن «وسطاء جديين»، أدوا أدواراً مماثلة في السابق، يقومون بزيارات واتصالات مكوكية للتوصل إلى ورقة تفاهم حول إطلاق آلية للحوار بين واشنطن وطهران.وتوقعت المصادر ظهور بعض النتائج في الأسابيع المقبلة، ورصدت تحولاً إسرائيلياً بتأييد تغيير سلوك طهران دون العمل على إسقاط نظامها.