رغم رغبة ترامب المعلنة في لقاء الرئيس الإيراني حسن روحاني من دون شروط مسبقة، لم يلطّف مسؤولو الإدارة كلماتهم عند انتقادهم طهران وخطة العمل الشاملة المشتركة التي عقدها أوباما، فبدأ العمل بالمجموعة الأولى من العقوبات التي أُعيد فرضها على إيران انسجاماً مع قرار ترامب الانسحاب من هذه الصفقة.عقب هذا القرار، أخبر مسؤول بارز في الإدارة المراسلين: "أعلنت الشركات تباعاً خروجها، ولا شك أن هذا الضغط يجدي نفعاً"، لكن المسؤولين لم يطالبوا بتغيير النظام بصراحة، مع أن هذه خطوة سبق أن دعا إليها عدد من المحافظين الجدد، فأعلن مسؤول الإدارة البارز: "نود أن نرى تبدلاً في سلوك النظام".
ولكن مع أن الإدارة الأميركية بحد ذاتها تتبنى بوضوح خطاً متشدداً بشأن إيران، ما زالت تتعرض لضغط اليمين التدخلي كي تتخذ خطوات إضافية. يذكر جيم فيليبس من مؤسسة "التراث": لن توقف العقوبات وحدها إيران، يبقى التهديد العسكري الحقيقي لردع إيران عن تجاوز العتبة النووية أساسياً".رغم تحقيق انتصار كبير مع إلغاء الولايات المتحدة خطة العمل الشاملة المشتركة، يريد فرانك غافني من مركز السياسة الأمنية المقرب من مستشار الأمن القومي جون بولتون وكبير موظفي مجلس الأمن القومي فريد فليتز تطهير مسؤولي الأمن القومي.يشير غافني: "تواصل إدارة ترامب توظيف أو حتى ترقية أناس من فريق معارضتها. على سبيل المثال تتحدث بعض التقارير عن احتمال ترقية المسؤول البارز في وزارة الخارجية بريان هوك الذي نظّم المجموعة التي وضعت رسالة رفض ترامب، ويُقال إن أندريا هول، محظية المروّج لأوباما الشهير بن رودس، ستحل محله".يُعتبر هوك من مخلفات فريق ريكس تيلرسون، وهو من شخصيات المؤسسة الحاكمة التي لا تلقى شعبية بين الصقور المتشددين أمثال غافني، فضلاً عن سياسيي اليمين الذين يسعون وراء سياسة خارجية أميركية أكثر انضباطاً، وقد شكّل أحد أبرز قادة مقاربة هذه الإدارة بشأن إيران.ولكن في الوقت الراهن، يأمل البعض في البيت الأبيض التنعم بهدوء نسبي، مفكرين: قد يكون الوضع أسوأ بكثير مما نشهده اليوم.ثمة "تقارير عن أن ترامب وروحاني قد يلتقيان خلال اجتماع (الجمعية العامة للأمم المتحدة) في شهر سبتمبر"، حسبما تشير سينا توسي من المجلس الوطني الأميركي الإيراني. سئلت الإدارة مراراً عن كيفية توافق رغبة ترامب المعلنة في لقاء مسؤولين إيرانيين بارزين مع سلوك مسؤوليه المتشدد في الكواليس، إذ تعكس هذه المقاربة المزدوجة، بأكثر من طريقة، السياسة المتبعة بشأن روسيا: تعزيز العقوبات مع تبني الرئيس خطاباً يبدو مناقضاً. ولا شك أن ترامب كان شخصياً أكثر انتقاداً لإيران، مقارنةً بروسيا، لكن المدافعين عن الرئيس يشيرون إلى استراتيجية منطقية بشأن طهران: مناورة الشرطي السيئ والشرطي الجيد على غرار ما نجح في كوريا الشمالية.يؤكد المسؤول البارز في الإدارة: "يتوافق هذا بالكامل مع ما قام به الرئيس خلال لقاءاته الأخرى مع ما يُدعى الأنظمة الأقل وداً، من كوريا الشمالية إلى روسيا، ألا وهو عدم التخفيف من أي عقوبات قبل الاجتماع بغية التأكيد أن الولايات المتحدة ستواصل الضغط بأقصى قوتها على هذه الأنظمة إلى أن نحقق أهدافنا".يوضح سكون ماكونيل، محرر مجلة أميركان كونسيرفاتيف: "يبقى التناقض المحير الأبرز في رئاسة ترامب واقع أن حدسه في مجال السياسة الخارجية بدا منطقياً عموماً، إلا أنه اختار أن يحيط نفسه بشكل متزايد بمستشارين متشبعين من الحركة المحافظة الجديدة. إذاً، يقدِم ترامب على خطوات تشبه تقريباً ما اتبعه جورج ف. كينان بشأن روسيا أو حتى إيران. صحيح أن جهازه المعني بالسياسة الخارجية يتبع منهج تشيني عموماً، متحدثاً عن تحجيم النفوذ الروسي الآن في إيران، إلا أن هذا مجرد وهم متهور من أوهام المحافظين الجدد، ولا شك أن كيفية حل هذا التناقض سيحدد ما إذا كانت الترامبية ستستمر في المستقبل أم لا".* كورت ميلز
مقالات - اضافات
إعادة فرض العقوبات... ترامب يواصل هجومه الشرس ضد إيران
10-08-2018