في وقت تتواصل جهود ومباحثات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة حماس، لإبرام هدنة برعاية أممية - مصرية، انفجر الوضع في تطور نوعي أمطرت خلاله الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة مستوطنات إسرائيلية بـ180 صاروخا، بينما قصفت إسرائيل 150 هدفا ليل

الأربعاء - الخميس.

Ad

وصباح أمس، بادرت "الغرفة المشتركة"، التي تضم الأجنحة العسكرية لـ"حماس" وجميع الفصائل، بإعلان وقف إطلاق النار والصواريخ تجاه إسرائيل في جولة التصعيد التي تأتي بعد يومين من قصف إسرائيلي أدى إلى مقتل عنصرين في "كتائب عز الدين القسام"، التابعة لـ"حماس"، في بلدة بيت لاهيا على حدود القطاع.

وأفاد مسؤول فلسطيني بوقف جميع عمليات الرد، سواء إطلاق النار أو القصف بالصواريخ، "ردا على العدوان الإسرائيلي"، مضيفا: "لكن الأمر مرتبط بسلوك الاحتلال، في حال ارتكب أيا من جرائمه فستدافع المقاومة عن شعبها ولن تقف مكتوفة الأيدي".

وأكد مسؤول في الغرفة إبلاغ الوسطاء "الاخوة في مصر وملادينوف وقطر بقرار الفصائل"، وقال إنهم نقلوا الأمر إلى "الاحتلال الإسرائيلي" للحفاظ على التهدئة.

اعتراض وقصف

في المقابل، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر أمس، إن منظومة "القبة الحديدية" اعترضت 30 صاروخا من 180 قذيفة، تم رصد إطلاقها من غزة باتجاه المستوطنات الجنوبية، وانه قصف 150 هدفا في القطاع.

وأشار الجيش إلى أن صافرات الإنذار انطلقت في المستوطنات المحيطة بالقطاع أكثر من 125 مرة، مشددا على أن غالبية القذائف سقطت في مناطق مفتوحة.

وأوضح متحدث باسم الاحتلال أن سلاح الجو قصف 10 مواقع عسكرية لـ"حماس"، ومن بين المواقع التي استهدفتها الطائرات الحربية "مقرات قيادية وعسكرية ومواقع تدريب ومواقع إنتاج وتخزين وسائل قتالية وأنفاق، وذلك في جباليا وشمال مدينة غزة، وشمالي ووسط القطاع، ودير البلح، ومواقع إنتاج أخرى ذات صلة بإقامة الأنفاق تحت الأرض".

هلع وقتلى

في غضون ذلك، أصدرت قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية تعليمات خاصة إلى سكان بلدات غلاف غزة، منع فيها تجمع أكثر من 300 شخص في مكان مفتوح.

وتحدثت تقارير إسرائيلية عن إصابة 9 أشخاص، تم نقلهم إلى مستشفى في عسقلان، ووصفت إصابة أحدهم بأنها متوسطة، كما أصيب 13 بحالات هلع.

على الجانب الآخر، سقط ثلاثة قتلى في غزة، هم ناشط بـ"حماس" وامرأة حامل وطفلتها، بعد أن قصف الطيران الإسرائيلي منزلهم في منطقة الجعفراوي، وأحدثت الغارات الجوية دمارا بعدد من المواقع ومنازل الفلسطينيين بأنحاء القطاع المحاصر.

تأهب وتحذير

وعقد وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، مساء أمس الأول، جلسة تقييم للوضع بمقر وزارة الدفاع في تل أبيب، شارك فيها كبار قادة الجيش، ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.

وحذر الجيش الإسرائيلي أمس حركة المقاومة الإسلامية "حماس" من تصاعد العنف، وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن المسؤولين يدرسون إجلاء السكان من المناطق القريبة من حدود غزة.

ونقل حساب الجيش على "تويتر" عن مسؤول عسكري كبير قوله: "الطريقة التي تسير بها الأمور خطيرة. ستفهم حماس في الساعات المقبلة، كما حدث في الشهور الماضية، أن هذا ليس الاتجاه الذي تريده".

هدوء واستعداد

وساد هدوء حذر الوضع بعد ظهر أمس، باستثناء سقوط صاروخ فلسطيني على منطقة قريبة من بئر سبع، وهو ما اعتبر تطورا نوعيا، حيث لم يصل أي صاروخ للفصائل لهذا المدى منذ أعوام.

وبدأت قوات الجيش الإسرائيلي زيادة عدد بطاريات الحماية الجوية، حيث نشرت بطاريات "القبة الحديدية" في إطار الاستعدادات لاحتمالات إطلاق صواريخ إلى أمداء بعيدة.

تدخل دولي

من جهتها، طالبت الحكومة الفلسطينية، التي تتخذ من مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة مقرا لها، المجتمع الدولي بـ"التدخل العاجل لوقف العدوان الإسرائيلي".

وحمل المتحدث الرسمي باسم الحكومة يوسف المحمود "حكومة الاحتلال والإدارة الأميركية المسؤولية عن التصعيد الخطير الذي يشهده القطاع، واستمرار الحصار منذ 11 عاما، والذي فاقم الأوضاع وطال جميع مستويات الحياة، وما زال يدفع بأبناء شعبنا إلى مزيد من التوتر والمخاطر".

من جهة أخرى، أعلن وزير الأشغال العامة والإسكان في السلطة الفلسطينية مفيد الحساينة عن منحة ألمانية لمشاريع إعادة إعمار غزة بقيمة 13 مليون دولار.

اعتراف ومراجعة

إلى ذلك، أفادت حكومة كولومبيا الجديدة بأنها ستعيد النظر في اعتراف الرئيس السابق خوان مانويل سانتوس بفلسطين، في أعقاب الإعلان، أمس الأول، عن القرار الذي لم يكن معلنا في السابق.

وتولى الرئيس إيفان دوكي منصبه الثلاثاء الماضي، وقالت وزارة الخارجية إنه تم إبلاغه قبل أيام قليلة بقرار سانتوس المفصَّل في خطاب في 3 أغسطس الجاري أُرسل لممثل فلسطين في كولومبيا.

وقال وزير الخارجية الجديد كارلوس هولمز، في بيان، "مع الأخذ في الاعتبار أنه قد تظهر تجاوزات فيما يتعلق بالطريقة التي اتخذ بها القرار من جانب الرئيس المنتهية ولايته، ستفحص الحكومة تبعاته بحذر وستتصرف وفق القانون الدولي".

وبحسب الخطاب الذي وزعته وزارة الخارجية، فإن سانتوس قرر الاعتراف بفلسطين على أنها "دولة حرة مستقلة ذات سيادة"، وأضاف: "مثلما يحق للشعب الفلسطيني إقامة دولة مستقلة، فإن إسرائيل لديها حق العيش في سلام جنبا إلى جنب مع جيرانها".

وبينما أعربت السفارة الإسرائيلية في بوجوتا عن الشعور بالدهشة وخيبة الأمل، وطالبت الحكومة الجديدة بإبطال قرار سانتوس"، رحبت جامعة الدول العربية بقرار كولومبيا الاعتراف بدولة فلسطين على خطوط 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.