نمو الإنتاج النفطي الأميركي قد يكون مجرد «سراب»
تجاوزه 11 مليون برميل يومياً في يوليو اعتقاد مفرط في التفاؤل
يرجع السبب الكبير وراء الهبوط الإجمالي في إنتاج الولايات المتحدة من النفط إلى انخفاض نفط حقول الأوفشور في خليج المكسيك بنحو 75 ألف برميل في اليوم، مقابل ارتفاع إنتاج ولاية تكساس بنحو 20 ألف برميل في اليوم فقط، وهو رقم محبط أقل بكثير من توقعات معظم المحللين.
ربما كان شيء من التحسن في الإنتاج النفطي الأميركي في الربيع الماضي مجرد "سراب"، فقد أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية المنشورة في 31 يوليو الماضي أن انتاج الولايات المتحدة من النفط قد سجل هبوطاً بنحو 30 ألف برميل في اليوم خلال مايو مقارنة بالشهر الذي سبقه. ومثل هذا الهبوط مفاجأة، نظراً للفرضية الشائعة بأن إنتاج الزيت الصخري الأميركي يواصل النمو بوتيرة متسارعة.ويرجع السبب الكبير وراء الهبوط الإجمالي في الانتاج الى انخفاض نفط حقول الأوفشور في خليج المكسيك بنحو 75 ألف برميل في اليوم، في مقابل ارتفاع إنتاج ولاية تكساس بنحو عشرين ألف برميل في اليوم فقط، وهو رقم محبط أقل بكثير من توقعات معظم المحللين. والأكثر من ذلك، أن المتوسط الشهري للانتاج البالغ 10.442 ملايين برميل في اليوم لشهر مايو يقل كثيرا عما كانت ادارة الطاقة نفسها تظنه حينذاك.
وفي ما يلي التقديرات الأسبوعية للمتوسط اليومي لإنتاج النفط الأميركي التي طرحتها الوكالة في ذلك الوقت:6 أبريل: 10.525 ملايين برميل يومياً13 أبريل: 10.540 ملايين برميل يومياً20 أبريل: 10.586 ملايين برميل يومياً27 أبريل: 10.619 ملايين برميل يومياً4 مايو: 10.703 ملايين برميل يومياً11 مايو: 10.723 ملايين برميل يومياً18 مايو: 10.725 ملايين برميل يومياً25 مايو: 10.769 ملايين برميل يومياًوتميل التقديرات الأسبوعية الى أن تكون أقل دقة من الأرقام الشهرية. وهذه ليست بدعة، اذ ينطوي التقدير الأسبوعي على كثير من التخمين، ولذلك فإن عدم دقته لا تمثل انتقاداً لاذعاً لإدارة الطاقة الأميركية. ولكن على الرغم من ذلك فإن التناقض كان لافتاً الى حد ما. ولم تقدر ادارة الطاقة فقط أن الانتاج في شهري أبريل ومايو كان أعلى من الواقع ولكنها قدرت أيضاً أنه كان ينمو بسرعة.
تقديرات أسبوعية
وإذا كنا سنصدق التقديرات الأسبوعية حينذاك فإن الإنتاج ارتفع من 10.525 ملايين برميل في اليوم في أوائل شهر أبريل الى 10.769 ملايين برميل يومياً بحلول نهاية مايو، أي بزيادة قدرها 244 ألف برميل يومياً خلال نحو 8 أسابيع. بينما لم يقتصر الأمر الواقع على أن الانتاج الفعلي كان أقل من ذلك، بل انه لم يشهد زيادة على الإطلاق. كما أن الأرقام الشهرية الأكثر دقة لإدارة الطاقة تظهر هبوطاً طفيفاً في الانتاج من 10.472 ملايين برميل يومياً في أبريل الى 10.442 ملايين برميل يومياً في مايو.وقال بول هورسنل، وهو رئيس قسم بحوث السلع في ستاندرد تشارترد في مذكرة، إن "البيانات الأسبوعية أظهرت ارتفاعاً قوياً بمقدار 324 ألف برميل يومياً بين مارس ومايو، بينما كشفت البيانات المنقحة أن هذه الزيادة كانت مجرد سراب، فقد هبط الإنتاج الفعلي 19 ألف برميل يومياً خلال تلك الفترة ".وهذا تطور بارز الى حد ما، وله مضاعفات على مزيد من البيانات الحديثة التي نشرت. وكتب هورسنل والمحللة اميلي أشفورد "حان الوقت للتعامل مع الغوريلا الإحصائية في صالات تجارة النفط، ونحن نظن أن انتاج النفط الخام الأميركي لم يصل الى مستوى الـ11 مليون برميل في اليوم، كما أظهرت البيانات الأسبوعية التي صدرت عن ادارة معلومات الطاقة وانه يقل كثيراً عن ذلك الرقم مع تباطؤ في النمو".وهذا استنتاج معقول في ضوء الفارق البالغ 300 ألف برميل يومياً بين التقديرين بشأن شهر مايو. وكانت ادارة معلومات الطاقة قد غيرت منذ ذلك الوقت أرقامها الأسبوعية الى المئة ألف برميل في اليوم الأقرب وبدت نقاط تقديرات الأسابيع القليلة الماضية كما يلي:6 يوليو: 10.9 ملايين برميل يومياً 13 يوليو: 11 مليون برميل يومياً20 يوليو: 11 مليون برميل يومياً 27 يوليو: 10.9 ملايين برميل يومياًإن تحليل نماذج من تلك البيانات تظهر أمورا محيرة ولكن هذه قلة من الملاحظات البارزة. أولاً، هبط الانتاج في نهاية شهر يوليو وهذاأمر مفاجئ الى حد ما. وكان انتاج آلاسكا قد انخفض 150 ألف برميل في اليوم خلال الأسبوعين الماضيين، وهو ما يحتمل أن يفسر الكثير من ذلك الهبوط. وعلى أي حال، فإن الانتاج من "لوير 48" ازداد بمئة ألف برميل يومياً فقط منذ 22 يونيو، وهو ما يشير الى أن حوض بيرميان بدأ يتعرض لقيود انتاج بسبب اختناقات خط الأنابيب.حوض بيرميان
ومن المبكر حقاً فهم مدى تباطؤ انتاج حوض بيرميان. وقد افترض معظم المحللين حدوث تباطؤ اجمالي خلال الـ12 شهراً المقبلة نتيجة قيود خط الأنابيب. وعلى أي حال، قد تشير أرقام ادارة معلومات الطاقة الى بداية تأثير المشكلة. وفي شهر أبريل توقعت ادارة معلومات الطاقة في تقريرها عن انتاجية الحفر أن يزيد انتاج حوض بيرميان بـ73 ألف برميل في اليوم خلال شهر مايو. ولكن المعلومات الشهرية التي نشرت أخيراً لمست مكاسب متواضعة فقط في تكساس (20 ألف برميل يومياً) وفي نيومكسيكو (3 آلاف برميل يومياً).وثانيا، تظن ادارة معلومات الطاقة أن الإنتاج تجاوز 11 مليون برميل يومياً في يوليو، وهو أعلى مستوى على الاطلاق. ولكن من خلال الحكم على الأرقام الشهرية المفرطة في التفاؤل عن شهري أبريل ومايو ربما كانت الإدارة تبالغ في أرقام يوليو، وهو ما يثير امكانية كون الإنتاج ليس مرتفعاً بالقدر الذي كنا نظنه حينذاك.وفي الشهور المقبلة، وإذا ما استمرت أرقام انتاج النفط الأميركي في اظهار توقعات أقل فسيكون لذلك تبعات مستوى الدولي. ولايزال معظم المحللين يتوقعون أرقام نمو قوية في الزيت الصخري الأميركي، واذا لم يتحقق ذلك الإنتاج الإضافي فإن أسواق النفط قد تنتهي الى شحة أكثر من توقعاتنا كلنا.