في ليلة امتزجت فيها الأغاني بالحكايات أحيت المغنية الفلسطينية دلال أبوآمنة مساء أمس الأول حفلا بقلعة صلاح الدين الأثرية، كانت خلاله خير سفير للتراث الفني الفلسطيني بالقاهرة.

وأطلت ابنة مدينة الناصرة على مسرح محكى القلعة في الليلة الثامنة من مهرجان القلعة الدولي للموسيقى والغناء مرتدية فستانا أحمر ومتشحة بالعلم الفلسطيني.

Ad

وفي كلمة ببداية الحفل تحدثت فيها عن نفسها والفرقة المصاحبة لها، قالت: "جيناكم (جئنا) من فلسطين... من كل فلسطين، من الناصرة ومن القدس ومن غزة ومن الشتات ومن رام الله ومن حيفا".

وأضافت: "جيناكم حتى نقدم فن أجدادنا وجداتنا اللي مش راح يموت. حفاظا على هذا الفن إحنا اليوم موجودين، ونحن جيل بعد جيل نحاول نحافظ على هذا التراث".

وتابعت حديثها، وهي تشير للجوقة النسائية التي تقف خلفها من مجموعة "يا ستي" الفلسطينية، "معي على المسرح بيرافقوني جدات فلسطينيات جئن معي من فلسطين وفي منهن جدات فلسطينيات لاجئات في مصر ولا مرة شافوا فلسطين، حابين يشوفوها من خلالنا على المسرح".

واستهلت أغنياتها بإهداء خاص إلى سكان غزة، فكانت أغنية "هدي يا بحر هدي"، التي يقول مطلعها "هدي يا بحر هدي... طولنا في غيبتنا، ودي سلامي ودي... للأرض اللي ربتنا، وخدي سلامي يا نجوم... عالبيادر والكروم، وبعدا الفراشة بتحوم... عم تستنظر عودتنا".

وعلى مدى نحو ساعتين قدمت باقة من الأغاني التراثية الفلسطينية التي حرصت قبل بدء كل منها على تعريف الجمهور ببعض معانيها حتى يتجاوب معها، وكان من بين ما غنت "يا حادي العيس" و"ليا وليا يا بنية" و"اسا اجا واسا راح بياع التفاح".

وبين الأغنية والأخرى كانت تتبادل الحديث مع نساء فرقتها لتستدرجهن في حديث عن ذكرياتهن بالأراضي الفلسطينية، مما أضفى على الحفل أجواء حميمية مع تصفيق الجمهور لحكايات الجدات.

ولم تقف المغنية الفلسطينية عند تراث وطنها لتمد بينه وبين التراث المصري جسرا من الأنغام والمحبة، من خلال مزج بعض الأغاني الفلسطينية بأغان مصرية قديمة، أبرزها "طلعت يا محلا نورها" للفنان سيد درويش.

كما قدمت مجموعة من الأغاني لعمالقة الغناء العربي، بينها "يا مسهرني" للمصرية أم كلثوم، و"نسم علينا الهوى" لفيروز، واختتمت حفلها بالدبكة التي قدمتها بمصاحبة فرقة الفالوجا للفنون الشعبية الفلسطينية.

وتستمر الدورة السابعة والعشرون من مهرجان قلعة صلاح الدين الدولي للموسيقى والغناء حتى 17 الجاري.