بالعربي المشرمح: الحرية للحرية!!
لحرية الرأي والتعبير أهمية في حياة الإنسان كونها من مقومات النظم الديمقراطية، وأن الانتقاص منها يعدّ انتقاصا لأحد مقومات المجتمعات الحديثة والمتمدنة الديمقراطية، ولا يمكن القبول بوأد الحريات لمجرد تسلط البعض خوفاً من انتقادهم أو نشر فسادهم وسوء إدارتهم. ولا أفهم سر انزعاج الكثير من الحرية، حيث يحاول المنزعجون منها تكميم الأفواه وتقزيم الأقلام، فلا يتقبلون النقد ولا الرأي الذي يخالفهم، وكأنهم معصومون من الأخطاء، وهو الأمر الذي جعلهم يشرعون قوانين مقيدة للحريات بحجة أنها تطاول وإساءة، رغم مخالفتها للدستور والقوانين الدولية والاتفاقيات التي أبرمتها الحكومة مع المنظمات العالمية لحقوق الإنسان.المشكلة أن نواب الأمة الذين أقسموا على الدفاع عن الحريات، ومنذ عامين لم يحركوا ساكناً تجاه تلك القوانين المقيدة للحريات، بل أضفوا قداسة على أنفسهم وعلى القيادات في الحكومة حتى أصبح النقد لتصرفاتهم جريمةً يعاقب عليها القانون، وأشغلوا المحاكم وأجهزة الدولة بالقضايا والملاحقات لمجرد تغريدة أو مقال صدر من خصومهم أو ممن ينتقد أداءهم، وهو أمر لم يعتد عليه الشعب الكويتي الذي جُبل على الحرية في القول والكتابة دون أن يخشى ردود أفعال المنزعجين.
يعني بالعربي المشرمح:لم تعد الحرية في وطن الحرية كما كانت، وأصبح المواطن يخشى انتقاد مسؤولٍ في الدولة أو نائب أمة أو حتى تاجر متنفذ، حيث الويل والثبور لمن يفعل ذلك في ظل قوانين قيدت تلك الحريات التي كفلها الدستور وأقرتها الشرائع السماوية، وأصدرتها المنظمات الدولية ووقعتها الحكومة، فمتى يتمكن المواطن من ممارسة حقه في التعبير عن رأيه بكل حرية وتجرد يا سادة؟