شوشرة: ارتقوا بأخلاقكم
إن مشكلة تدني الحوار، وإثارة الخلافات والنميمة، والاصطياد في الماء العكر، وتوجيه التهم جزافا، وسكب الزيت على النار، وطمس الحقائق، وتلفيق الكلام، ومحاولات خلق الفتن والقيل والقال، أصبحت هواية بعض الرجال أكثر من النساء، بل أصبح لا همّ لهم سوى سرد الأحاديث الوهمية، فهل هذه من شيم الرجال؟ أم أشباه الرجال؟ لقد تمددت هذه الهواية عند بعض من يسعون إلى طمس حقيقتهم المرة ومحاولة إلصاقها بالآخرين، بل ينسجون الخيال ويتحدثون عن الأحلام، لأن هؤلاء المرضى النفسانيين وضعوا وساداتهم تحت أيديهم، وأخذوا ينتقلون بها من مكان إلى آخر، حتى كشف البعض حقيقتهم، وأصبحوا يهمشونهم لأنهم عاثوا في كل مكان فساداً، فإلى متى يستمر مثل هؤلاء في مسلسلاتهم التي لا تنتهي، والتي غطت على الدراما في بعض المسلسلات و"الأكشن" في بعض الأفلام؟ ومساعي هؤلاء هي تفكيك المجتمعات، وهو أمر خطير يجب التصدي له ومنعه، لأن هؤلاء إذا استمروا في خبثهم فسيدمرون كل من حولهم وسيبثون المشكلات في كل مكان، وسيشتتون الناس هنا وهناك، وعلى الحكومة أن تخصص دورات للتوعية من خطورتهم، لأن لتدني مستوى الحوار أبعادا خطيرة فهم كالقنابل الموقوتة، ومن تناسى مبادئ العادات والتقاليد فليتذكر أن للرجولة أسسا ثابتة لا تتغير إلا عند المتشبهين بها. وإن المجتمع عندما يعاني أي خلل في القيم فهنا الطامة الكبرى، لذلك لا بد من المحافظة على هذه القيم التي يفتقدها أشباه الرجال، وإن الرقي في الأخلاق والتسامح من سمات المجتمع الراقي وأصحاب الفكر الواعي.
حتى في الحديث هناك آداب يجهلها البعض، كالاستماع قبل التعليق، ولا يملك تلك الصفات إلا أصحاب العقول النيرة، فلماذا لا يستفيد الخبثاء من ذلك؟ ولماذا لا يتحلون بصفات أهل الكويت الطيبين والمتسامحين الذين اعتادوا على الوقوف بوجه كل المندسين أو الذين يدّعون ولاءهم لكويتنا؟ الجواب لأنهم في واقع الحال هم من يزرعون كل الفتن.ارتقوا بأخلاقكم حتى في خلافاتكم، وتعاملوا وفق المبادئ المتعارف عليها في فك أي نزاع دون قلب للحقائق، فأين هم العقلاء أمام هذه الشرذمة؟ وأين من يضعون هؤلاء في حظيرتهم التي اعتادوا عليها وترعرعوا وتربوا فيها حتى لا يخرجوا إلى مجتمعنا ويسمموه بأفكارهم وخبثهم، فهم كـ"الحصني" عندما يفلت تكثر ضحاياه من الأبرياء الذين استأمنوا المحرضين على راحتهم واستقرارهم.آخر الكلام:موعد الإقلاع حان لقصف جبهة كل الديدان، ومن يثيرون اللغو ممن يرمون الآخرين بسمومهم المريضة.