أحيت فرقة "التخت العربي للموسيقى والغناء" المصرية، آخر فعاليات مهرجان صيفي ثقافي بدورته الـ 13 أمس الأول، على مسرح عبدالحسين عبدالرضا بالسالمية، وسط حضور عاشق للطرب الأصيل وأعمال عمالقة الفن العربي، يتقدمهم مدير المهرجان محمد بن رضا، ونائبة السفير المصري لدى الكويت المستشارة نازلي الفيومي.وقبيل بدء الحفل، كرّم مدير المهرجان ونائب السفير المصري رئيس الفرقة المايسترو د. ياسر معوض بدرع "صيفي ثقافي" ومجسم تذكاري، وكذلك أحد أقدم عازفي التشيللو الذي مكث فترة من الزمن في الكويت مصطفى قطر بدرع تكريمية.
بدأ برنامج الحفل مع غناء كورال الفرقة للموشح الشهير "لما بدا يتثنى" من ألحان عبدالرحيم المسلوب عام 1830، يقول مطلعه: "لما بدا يتثني/ قضى الصبا والدلال/ حبي جمال فتنا /أفديه هل من وصال/ أومى بلحظ أسرنا/ بالروض بين التلال/ غصن سبا حينما غنى هواه ومال/ وعدي و يا حيرتي/ ما لي رحيم شكوتي/ بالحب من لوعتي/ إلا مليك الجمال".ثم قدم كورال الفرقة أغنية الفنانة المصرية فايدة كامل، التي قدمتها تحية للكويت في حفلها بسينما الأندلس: "شعب الكويت يا بطل/ يا شعب كلك أمل/ يجعل حياتك هنا/ وحلوة زي العسل"، ثم أغنية العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ "من الجهراء للسالمية رافعين علم الحرية"، و"أحلف بسماها وترابها" وهي من أهم الأغنيات الوطنية لعبدالحليم كتبها عبدالرحمن الأبنودي ولحنها كمال الطويل عام 1967. انتقلت الفرقة إلى كوكب الشرق أم كلثوم مع موسيقى أغنيتها الشهيرة "أنساك ده كلام"، من كلمات مأمون الشناوي وألحان بليغ حمدي، التي شارك في غنائها الجمهور، لتغني بعد ذلك "ثلاث سلامات" للمطرب محمد قنديل، كلمات مرسي جميل عزيز وألحان محمود الشريف، ثم عزف موسيقي لأغنية "تخونوه" لعبدالحيلم حافظ.
أعمال عبدالعزيز محمود
وتحولت الفرقة بعدها إلى ثلاثة أعمال للمطرب عبدالعزيز محمود وهي من ألحانه، "يا تاكسي الغرام" كلمات جليل البنداري، "منديل الحلو"، كلمات مرسي جميل عزيز، "يا نجف بنور"، كلمات أبو السعود الأبياري.ومن أعمال الموسيقار محمد عبدالوهاب نهلت الفرقة من أرشيفه الرائع، "يا مسافر وحدك"، كلمات حسين السيد، التي شارك الجمهور في ترديد كلماتها. وعلى أنغام كوكب الشرق، قدمت الفرقة "دارت الأيام"، وسط تفاعل غنائي من الحضور مع الكورال، وهي من كلمات مأمون الشناوي وألحان عبدالوهاب محمد نقتطف من كلماتها: "وقابلته نسيت إني خاصمته ونسيت الليل اللي سهرته/ وسامحت عذاب قلبي وحيرته ما أعرفش ازاي كلمته/ ما قدرش على بعد حبيبي أنا ليه مين إلا حبيبي".«جانا الهوى»
وعودة إلى عبدالحليم حافظ مع "جانا الهوى"، كلمات محمد حمزة وألحان بليغ حمدي، حظيت هذه الأغنية بنجاح كبير عندما قدمها حافظ على المسرح، ثم في فيلم "أبي فوق الشجرة" مع نادية لطفي.ومن أجمل الأغنيات الوطنية "يا دارنا يا دار" لكوكب الشرق أم كلثوم، وأعاد تقديمها المطرب محمد المسباح، وهي من كلمات أحمد مشاري العدواني وألحان رياض السنباطي، النوع شرقي، مقام راست، يقول مطلعها: "يا دارنا يا دار/ يا منبت الأحرار/ يا نجمة للسنا على جبين المنى/ السحرُ لما دنا غنى لها الأشعار".لتواصل الفرقة إبداعها في غناء أوبريت "الليلة الكبيرة"، وهو أشهر ما قدّم في مسرح العرائس بمصر، من كلمات صلاح جاهين وألحان سيد مكاوي، لتعود الفرقة إلى أم كلثوم مع رائعتها "أنت عمري"، كلمات أحمد شفيق كامل وألحان محمد عبدالوهاب. ثم أدت الفرقة عملين وطنيين لعبدالحليم حافظ، هما "بالأحضان يا بلادنا الحلوة" و"يا أغلى اسم في الوجود يا مصر"، لتختتم مع النشيدين الوطني الكويتي والمصري.تفاصيل الفرقة
أسست فرقة التخت العربي عام 1995 تحت قيادة المايسترو د. ياسر معوض وتضم في صفوفها موسيقيين ومؤدين يفوق عددهم 37 موسيقياً وتهدف إلى الحفاظ على التراث الموسيقي العربي الزاخر.كما تضم الفرقة كبار الموسيقيين، الذين صاحبوا المطربين المصريين والعرب الذين كان لهم أثر في نشر الموسيقى والغناء العربي من المحيط إلى الخليج مثل أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ وفريد الأطرش ومحمد قنديل وكارم محمود وعبدالعزيز محمود ومحمد عبدالمطلب.وتملك الفرقة في رصيدها العديد من الجولات على الصعيد العربي والدولي ونالت العديد من الجوائز وشهادات الاعتراف من لدن العديد من الدول العربية والأوروبية.وينتمي د. معوض الحاصل على شهادة الدكتوراه في علوم الموسيقى العربية من المعهد العالي للموسيقى لأسرة فنية فوالده المحامي حسين معوض كان عازف إيقاع لسيدة الطرب العربي أم كلثوم.واختير د. معوض ضمن أفضل العازفين بمهرجان البحر المتوسط الذي أقيم بتونس وشارك في تكوين عدة فرق للموسيقى العربية والإنشاد الديني.وكون معوض أوركسترا للآلات الإيقاعية في فرنسا واليونان ومصر لأول مرة تضم عشرات العازفين وله أسلوب خاص بالعزف الموسيقى الإيقاعي، كما شارك عازفاً منفرداً على الآلات الإيقاعية مع الأوركسترا السيمفونية بالقاهرة وعمل على توزيع مؤلفات غربية وعالمية.