8 مراكز روسية بالجولان... وإيران تدفع الأسد للتنف والفرات
● «درون» تستهدف حميميم
● «الائتلاف» يشكك بضمانات عودة اللاجئين
● وساطة تشيكية تحرر أوروبيين
مع دعوة الجيش الإيراني الرئيس السوري إلى اتخاذ آخر الخطوات في الحرب الدائرة منذ 20١1، عكفت الشرطة العسكرية الروسية على إقامة 8 مواقع لها في المنطقة المنزوعة السلاح في الجولان المحتلة من إسرائيل تمهيداً لبدء الانتشار.
وسط تشكيك في ضمانات عودة اللاجئين، كشف نائب قائد قوة الشرطة العسكرية الروسية في سورية العقيد فيكتور زايتسيف عن البدء في إقامة 8 مواقع قرب المنطقة المنزوعة السلاح بهضبة الجولان على حدود إسرائيل، مؤكداً أنه تم نشر أول مركز مراقبة في معبر الويسية، بخان أرنبة. ولاحقاً، سيتم نشر المراكز السبعة الأخرى، لضمان أمن المدنيين في محافظة القنيطرة. وأوضح نائب قائد القوات الروسية الجنرال سيرغي كورالينكو، أن مراكز الشرطة العسكرية الروسية ستنشر أمام المنطقة منزوعة السلاح، التي تسيطر عليها قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام «أوندوف» وليس في داخلها.وقال: «أؤكد أنه لن تكون هناك شرطة عسكرية روسية في المنطقة منزوعة السلاح، وستوفر مراكز المراقبة التي ستنشر بالقرب منها السلام في المناطق السورية، لاسيما في محافظة القنيطرة»، معتبراً أن «العلم الروسي في هذه المنطقة سيضمن للسكان المسالمين أن السلام قد حلّ في هذه الأرض إلى الأبد».
ودخل رتل من 10 سيارات تابعة للأمم المتحدة المنطقة بمرافقة ضباط وعناصر من الشرطة الروسية والجيش السوري إلى المنطقة العازلة وتفقد مواقع انتشار «الأندوف» السابقة في القنيطرة المهدمة وما يحيطها من قرى، تمهيداً لعودة انتشار هذه القوات في المنطقة.
عودة اللاجئين
في هذه الأثناء، اعتبر أمين سر الائتلاف المعارضة رياض الحسن، أن «انتهاكات النظام في مناطق التسويات القسرية، تؤكد زيف الادعاءات الروسية حول تقديم ضمانات للمعارضة واللاجئين للعودة و»لا قيمة لها ولا وزن» ويكشف جانب مظلم للدور موسكو وقدرتها على ضبط قوات النظام والميليشيات المنفلتة الأخرى».وحذر الحسن من أن «النظام يماطل ويلعب على عامل الوقت، وسيرفض في المستقبل جميع المطالب الروسية، وهو ما قد يعرض العملية السياسية إلى الانهيار بشكل كامل، إضافة إلى ذلك يعرض أرواح الملايين من السوريين لخطر القتل أو التعذيب والاعتقال».آخر الخطوات
ومع تواصل الحشد حول إدلب رغم تحذيرات الأمم المتحدة من تجنب «حمام دم» في آخر معاقل المعارضة، دعا رئيس الأركان الإيراني محمد باقري نظام الأسد إلى اتخاذ آخر الخطوات لمحاربة «الإرهابيين».وعبر باقري، خلال اتصال مع وزير دفاع النظام العماد علي أيوب عن أمله بأن «تكون الخطوات أكثر قوة من الماضي لإخراج أيضاً الإرهابيين والقوات المحتلة والأجنبية من التنف وشرق الفرات» في القريب العاجل. وتزامنت دعوة باقري مع مواصلة قوات النظام قصفها لمناطق في ريف إدلب الغربي، وريف اللاذقية الشمالي في مثلث جسر الشغور وسهل الغاب وريف اللاذقية، وإرسالها المزيد من التعزيزات العسكرية من عتاد وجنود وآليات وذخيرة إلى الريف الجنوبي الشرقي.حميميم ودرعا
إلى ذلك، ذكرت وكالة الإعلام الروسية أن الجيش أسقط طائرة مسيرة (درون) استهدفت قاعدة حميميم الجوية، موضحة أنها أطلقت من أراض تسيطر عليها المعارضة السورية المسلحة.وبعد السيطرة الكاملة على الجنوب السوري، وقعت اللجنة الأمنية والعسكرية التابعة للنظام قرار تفكيك حاجز حميدة الطاهر سيئ الصيت في درعا، والذي تحول منذ نصبه في 2011 إلى مقر أمني كبير اعتقل فيه آلاف المدنيين وقتل وعذب فيه المئات.ووفق نشطاء، فإن الحاجز يتبع لفرع الأمن العسكري في محافظة درعا، ويقع في مكان استراتيجي مهم، وجاءت تسميته من حديقة حميدة الطاهر في حي السحاري.إلى ذلك، أعلنت قوات حرس الحدود العراقية، أمس، أنها أحبطت محاولة تسلل لتنظيم «داعش» شمال قضاء القائم قرب الحدود السورية وتمكنت من قتل خمسة عناصر واعتقال اثنين آخرين، مؤكدة أن «قيادة عمليات الجزيرة والفرقة الثامنة شرعت في عملية تفتيش لتأمين المنطقة، بمساعدة طيران الجيش العراقي».وساطة تشيكية
في غضون ذلك، أكد نائب رئيس الوزراء في تشيكيا يان هاماسيك وصول اثنين من العاملين في المجال الإنساني أحدهما ألماني وإلى براغ أمس الأول عقب إطلاق سراحهما من سجن سوري إثر مفاوضات استغرقت عدة أسابيع، تولتها سفارته في دمشق، والتي تعتبر الوحيدة لدولة في الاتحاد الأوروبي الباقية في سورية.وقال هاماسيك، للصحافيين في مطار براغ، «عدنا للتو من زيارة إنسانية لدمشق حيث تسلمنا اثنين من موظفي منظمة إنسانية ألمانية احتجزا في الأراضي السورية». وتابع: «بعد اعتقالهما، تم نقلهما إلى دمشق وأودعا أحد أصعب السجون السورية». لكنه أضاف أن الفحص الطبي قبل الرحلة لم يظهر وجود مشكلة صحية رغم أن «معاناتهما تركت أثراً».من جهته، قال كريستوف إيسرنغ، سفير ألمانيا لدى براغ، إن عودة الرجلين «لم تكن ممكنة من دون مساعدة سريعة وغير بيروقراطية من أصدقائنا».