هدوء مؤقت بغزة... وإسرائيل ترفض إعلان وقف إطلاق النار
● نتنياهو يعارض عملية واسعة... و«التسوية الطويلة» مستمرة
● دوتيرتي أول رئيس فلبيني يزور تل أبيب
مع استمرار مسيرات العودة الكبرى للشهر الخامس على التوالي، خيم هدوء مؤقت على غزة فور إعلان التوصل إلى تهدئة بوساطة مصرية- أممية، في وقت رفضت إسرائيل إعلان وقف إطلاق النار، وأمرت جيشها بمواصلة عملياته.
بعد سقوط عشرات الصواريخ والقذائف الفلسطينية على مستوطنات، وقيام إسرائيل بغارات واسعة ضد نقاط في غزة، عاد هدوء هش خيم على الوضع في القطاع المحاصر أمس، بعد إعلان الفصائل الفلسطينية التوصل إلى تهدئة بوساطة مصرية أممية مع تل أبيب، التي رفضت حكومتها الأمنية المصغرة «الكابينيت» إعلان وقف إطلاق النار، وابقت الباب مفتوحاً أمام شن عمليات عسكرية جديدة مع استمرار التوتر.ونفت إسرائيل النبأ الذي أذاعته قناة «الجزيرة» القطرية، قبيل منتصف ليل الخميس- الجمعة، عن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، لكن تل أبيب وضعت معادلة «الهدوء سيقابل بالهدوء».ورغم أن قيادة الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي أصدرت تعليمات لسكان «غلاف غزة»، البلدات الإسرائيلية المحاذية للسياج المحيط بالقطاع، بالعودة إلى الحياة الطبيعية، فإن جهاز الأمن الإسرائيلي لا يتحدث عن وقف إطلاق نار إنما عن «كتم إطلاق نار»، انتظاراً لما ستسفر عنه مسيرات العودة التي تخرج بمحازاة السياج، كل يوم جمعة، وتضمن فعاليات إطلاق بلونات حارقة باتجاه المستوطنات وبلدات جنوب إسرائيل وتدمير الأسلاك الشائكة.
اتفاق جديد
وإذا تأكد التوصل إلى اتفاق جديد بعد إطلاق 180 صاروخا وقذيفة هاون من غزة على إسرائيل، التي ضربت 150 هدفا بالقطاع على مدار اليومين الماضيين، فإنها ستكون الهدنة الثالثة من نوعها في غضون شهر، حيث اثار تصاعد التوتر بين الجانبين مخاوف من اندلاع حرب أخرى.وأفادت تقارير إسرائيلية أمس بوقوع خلافات بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن افيغدور ليبرمان حول تبني استراتيجية واضحة تجاه غزة. وأشارت التقارير نقلا عن مصادر إلى أن اجتماع المجلس الوزاري الأمني (الكابينيت)، مساء أمس الأول، شهد معارضة نتنياهو طلبا تقدم به ليبرمان بشن عملية عسكرية واسعة أو «حرب جديدة» ضد القطاع، وهو ما لم يوص به الجيش الذي عرض خيارات على الحكومة المصغرة، لكنه أوضح أن «جولة قتال واسعة لن تحسن وضع إسرائيل بشكل جوهري، لأنه لا بديل لحماس في المرحلة الحالية».واكتفى «الكابينيت» بإصدار تعليماته للجيش بمواصلة عملياته ضد ما سماه «عناصر إرهابية» في غزة، مع إمكانية توسيعها إذا اقتضى الأمر.وجاء ذلك في ظل انتقادات توجه لحكومة نتنياهو بشأن نجاعة تعاملها مع «حماس».وأظهر استطلاع للرأي حول طريقة الرد المناسبة على فصائل غزة أن «29 في المئة من الإسرائيليين أعربوا عن ارتياحهم إزاء الطريقة التي يتبعها نتنياهو»، في حين أعلن 64 في المئة أنهم غير مرتاحين لأدائه. وأعرب 48 في المئة عن تأييدهم شن عملية عسكرية واسعة النطاق في القطاع مقابل 41 في المئة يعارضون ذلك.تسوية طويلة
وذكرت القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي، أمس، أن إسرائيل رفضت طلبا من مصر والأمم المتحدة بوقف الغارات، واشترطت وقفها بأن يتوقف إطلاق الطائرات الورقية والبالونات الحارقة من القطاع، وهو ما رفضت «حماس» التعهد به.لكن التقارير الواردة من إسرائيل أشارت إلى استمرار الاتصالات والجهود التي تجريها القاهرة والأمم المتحدة حول إمكانية التوصل إلى تسوية تشمل هدنة طويلة، ورفع الحصار عن القطاع ولو تدريجياً.نقطة تحول
من جانب آخر، قال مسؤولون أمنيون إسرائيليون إن إطلاق صاروخ «غراد»، مساء أمس الأول، باتجاه مدينة بئر السبع بعمق الأراضي المحتلة كان نقطة تحول، تقرر في أعقابها، وقبل انعقاد «الكابينيت»، تشديد الغارات في القطاع، واستهداف مبنى «المسحال الثقافي» في غزة وتدميره، حيث أصيب 18 فلسطينيا. ولفتت القناة الثانية إلى أن الجهات الأمنية الإسرائيلية توقعت أن تطلق فصائل القطاع صواريخ وقذائف هاون باتجاه إسرائيل في أعقاب استهداف المبنى الذي يضم مقر الجالية المصرية، لكن تطوراً كهذا لم يحدث، وهو ما يشير إلى رغبة الفصائل في عدم التصعيد.في هذه الأثناء، شارك الآلاف من الفلسطينيين في القطاع في فعاليات جمعة «الحرية والحياة لغزة» ضمن الجمعة الـ20 بحراك مسيرة العودة وكسر الحصار.وأكدت الهيئة الوطنية لمخيمات مسيرة العودة استمرار المسيرات الجماهيرية عند الحدود الشرقية للقطاع مع إسرائيل، لحماية حق الفلسطينيين بالعودة، رغم كل المعاناة التي سببها الاحتلال. في سياق منفصل، يقوم رئيس الفلبين رودريغو دوتيرتي بزيارة رسمية لإسرائيل في سبتمبر المقبل، تستغرق ثلاثة أيام. وهذه أول زيارة يقوم بها رئيس فلبيني لإسرائيل.