تحلّ الفنانة أميمة الخليل ضيفة شرف في «مهرجان قليبية الدولي» لفيلم الهواة في دورته الثالثة والثلاثين بين 12 و18 أغسطس الجاري، وعضو لجنة تحكيم دولية فيه، وهو من تنظيم الجامعة التونسية للسينمائيين الهواة، ويعتبر أحد أعرق المهرجانات في العالم العربي وإفريقيا. انطلق عام 1964، وشكَّل منبراً للفن المعبر عن قضايا الإنسان.

كانت وزارة الثقافة التونسية كرّمت أميمة الخليل، وسلَّمها الوزير محمد زين العابدين درع ابن خلدون في مقر الوزارة. تبع ذلك تكريم آخر للفنانة اللبنانية من الاتحاد العام التونسي للشغل، الذي قدَّم أمينه العام نوردين الطبوبي درع الاتحاد للخليل، ومنحها بطاقة انتساب شرفية إلى منظمة الشغيلة، لمواكبتها فعاليات الذكرى السنوية لرحيل الفنان الشيخ إمام وتصادف ذكرى ميلاده المئة، وهي مناسبة دأب على إحيائها نادي أحباء الشيخ إمام.

Ad

يذكر أن أميمة الخليل عرفت الشيخ إمام عن كثب خلال زياراته المتكررة إلى بيروت، والتقته عام 1984، وكانت بعد مراهقة، وارتبطت بعلاقة صداقة معه هي أشبه بعلاقة تلميذة بأستاذها، وتحتفظ في ذهنها بصورة عن شخصيته الصلبة ورؤيته الواضحة وأفكاره العنيدة التي حافظ عليها رغم أنها أدخلته السجن سنوات طويلة.

مسيرة حافلة

أميمة الخليل ابنة البقاع اللبناني، ولدت عام 1966، وولدت معها موهبة الغناء، فكانت منذ سنواتها الأولى تدندن أنغاماً تبتكرها مخيلتها الطفلة، وما إن بلغت السابعة من عمرها حتى سارت على طريق احتراف الغناء، وفي إحدى المناسبات عرَّفها والدها إلى الفنان اللبناني مارسيل خليفة فتبناها وواظب على تعميق موهبتها.

عام 1979، بدأت أميمة الغناء مع فرقة «الميادين» التي أسَّسها مارسيل خليفة، وأحيت حفلات على مسرح قصر اليونسكو في بيروت، وفي عام 1981، رافقت خليفة في جولته ضمن الولايات المتحدة، حيث غنت منفردة في 16 ولاية، وتابعت تعاونها معه في كثير من ألبوماته.

تصف أميمة الخليل مشاركتها في «فرقة الميادين» بأنها تجربة حياة أغنت شخصيتها وعمَّقت ثقافتها الموسيقية، مبدية سعادتها بالتعامل مع مارسيل خليفة الذي ترتبط معه بعلاقة صداقة مستمرة لغاية اليوم رغم خروجها من الفرقة وانتهاجها خطاً فنياً خاصاً بها.

عام 1994، انطلقت في مسيرتها بمفردها مع ألبوم «خلّيني غنّيلك» ثم تتالت سلسلة ألبوماتها التي أصدرت بعضها مع زوجها الموسيقي هاني سبليني، غنّت فيها لكبار الكتاب والشعراء أمثال محمود درويش وبدر شاكر السيّاب ومحمد العبد لله، واشتهرت أغنيات كثيرة لها أحبها الجمهور من بينها: «نامي يا زغيرة، وعصفور طل من الشباك، وتكبّر تكبّر، ومررت أمسي على الديار، وشدي عليك الجرح وانتصبي، ويا بوليس الإشارة، وشوارع بيروت، وأحمد العربي، وقلت بكتب لك، والكمنجات».

تعتبر أغنية «مطر» إحدى أبرز المحطات في مسيرة أميمة الخليل، ذلك أنها عمل سمفوني ضخم لقصيدة الشاعر بدر شاكر السياب، من تأليف الفنان اللبناني عبد الله المصري، وقد سُجل في موسكو مع أوركسترا سمفونية وبمرافقة الفنان رامي خليفة على البيانو.

«صوت»... قريباً

في يناير 2018 أطلقت أميمة الخليل كليب «نيو شام» بإدارة المخرجة فَاطمة رشا شحادة، وهو مغنّاة شعرية من كلمات الشاعر مروان مخّول الذي شارك الخليل في الأداء، في تعاون هو الثاني بينهما، وألحان عصام الحاج علي، وتوزيع موسيقي هاني سبليني، وتم تسجيلها في العاصمة الأردنية عمان.

تجسّد المغناة صرخة في وجه الموت المُتنقّل بين العواصم والمدن العربية، وتحاكي مآسي أبنائها انطلاقاً من المأساة السورية.

قبل «نيو شام» أصدرت أميمة الخليل كليب «توت»، وهو مناجاة حول المأساة السورية ويتوقَّف عند العلاقة الاجتماعية بين بيروت والشام... من كلمات الشاعر السوري هاني نديم وألحان الموسيقي السوري باسل رجوب.

تستعد أميمة الخليل راهناً لإطلاق عمل جديد بعنوان «صوت» مع كورال الفيحاء، في سبتمبر المقبل، وهو عبارة عن توزيع لأصوات عدة من دون مرافقة موسيقية.