مع وصول العلاقات بين عضوَي حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى أدنى مستوى لها منذ عقود، وجّه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان تحذيراً إلى نظيره الأميركي دونالد ترامب من المخاطرة بعلاقة بلديهما، مشدداً على أن «الخطوات الأحادية الجانب للولايات المتحدة تلحق الضرر بمصالحها وأمنها فقط».

وكتب إردوغان، في افتتاحية صحيفة «نيويورك تايمز» أمس: «إذا لم تبدأ الولايات المتحدة احترام سيادة تركيا، وإثبات أنها تتفهم المخاطر التي تواجهها بلادنا، فقد تكون شراكتنا في خطر»، داعياً واشنطن إلى «التخلي عن الفكرة الخاطئة بأن علاقتنا قد تكون غير متكافئة، وأن تدرك حقيقة أن تركيا لديها بدائل قبل فوات الأوان»، وأن «الفشل في التراجع عن هذا التوجه الذي يفتقد الاحترام سيدفعنا إلى البحث عن أصدقاء وحلفاء جدد».

Ad

وفي تجمع جماهيري بمدينة أونيه المطلة على البحر الأسود، اعتبر إردوغان أن واشنطن فضّلت قسها المحتجز أندرو برونسون على علاقاتها مع شريكتها في حلف «الناتو»، مؤكداً أن لغة التهديد «لا يمكن أن تروض الأمة التركية».

وتابع: «من الخطأ التجرؤ ومحاولة إخضاع تركيا عبر إطلاق التهديدات من أجل قس»، مضيفاً: «أخاطب أولئك في أميركا مجدداً: عار عليكم، عار عليكم... تستبدلون شريككم الاستراتيجي في الحلف الأطلسي بقس».

ومع تحديد البيت الأبيض يوم غد موعداً لتطبيق عقوبات ترامب الجديدة، التي شملت مضاعفة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم من تركيا، دخل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على خط الخلاف المتفاقم، متهماً واشنطن بـ«إدمان العقوبات والترهيب».

وبينما قال ظريف، في تغريدة بـ «تويتر»، إن «ابتهاج ترامب بالتسبب في صعوبات اقتصادية لحليفته بحلف شمال الأطلسي تركيا معيب»، داعياً الولايات المتحدة إلى «إعادة تأهيل نفسها من الإدمان على العقوبات والترهيب، وإلا فسيتوحد العالم بأسره فيما يتجاوز الإدانات الشفهية، لإجبارها على ذلك»، أضاف: «وقفنا إلى جانب جيراننا في السابق، وسنقوم بذلك مجدداً الآن».

وفي آخر تطور لاختبار القوة، الذي تسبب في تراجع كبير لسعر الليرة التركية، توعد إردوغان بالرد على «تهديدات أميركا» وإجبارها على دفع الثمن، مؤكداً أن دعوته لكل من روسيا والصين وإيران إلى التعامل بالعملات المحلية بدلاً من الدولار أو اليورو لاقت رداً إيجابياً من الدول الثلاث.