اعتزلت حلا شيحة التمثيل قبل سنوات، وهي في قمة نجاحها الفني، ولم ينجح آخر أفلامها السينمائية «كامل الأوصاف» الذي ارتدت فيه الحجاب وسجلت الدوبلاج الصوتي الأخير فيه بالنقاب. إخفاق لم يكن سببه الوحيد الحجاب بل القيود التي فرضتها على نفسها كممثلة في التعامل مع زملائها الممثلين، بالإضافة إلى شروط حول الموضوعات التي يمكن أن تقدمها إزاء الكاميرا.

تجربة حلا لم تكن الوحيدة في الإخفاق في التوفيق بين الحجاب والتمثيل من دون قيود. فعلى غرارها جاءت التجارب التي قدمتها حنان ترك بالحجاب دون المستوى المتوقع منها، ذلك لتراجع الفنانة عن تقديم أدوار عدة لعدم توافقها مع مبادئها خلال تلك المرحلة حتى اتخذت قراراً بالاعتزال، مؤكدة صعوبة الجمع بين التمثيل والحجاب.

Ad

رمزي والبابلي

في تجربة سهير رمزي أيضاً مثال آخر على عدم استمرارية النجاح الفني مع الحجاب، فالفنانة القديرة التي قدّمت عشرات البطولات السينمائية على مدار نحو ثلاثة عقود فشلت تجربتها الدرامية الوحيدة «حبيب الروح» التي قدّمتها قبل أكثر من 10 سنوات، ومنذ تلك الفترة لم تنجح في استكمال مشروع فني آخر حتى الآن رغم رغبتها في العودة إلى التمثيل وإعلانها البحث عن مشروعات تقدمها بين الدراما والسينما. لكن أياً من المنتجين لم يستطع منحها دور البطولة والمغامرة بذلك.

لم يختلف الوضع كثيراً بالنسبة إلى سهير البابلي التي عادت بتجربة درامية وحيدة، ولم تستطع أن تكمل تجربتها الثانية «قانون سوسكا»، فيما توقف المنتجون عن التواصل معها مع تمسكها بالبطولة المطلقة وعدم وجود موضوعات تناسب مرحلتها العمرية.

صبري وصابرين

استغرقت عبير صبري أكثر من خمس سنوات بعد تخليها عن الحجاب لتتمكن من الوصول إلى الأدوار الثانية في الأعمال الفنية، فرغم أنها لم ترتدِ غطاء الرأس لفترة طويلة فإنها واجهت مشكلات مرتبطة بعدم قبول بعض الأدوار الجريئة، إذ كانت تتعرض لانتقادات حادة قبل أن تتجاوز هذه المرحلة، خصوصاً أنها حتى قبل أسابيع قليلة من خلعها الحجاب كانت تقدِّم برامج دينية.

ولم تنجح صابرين في الحفاظ على نجوميتها بعد عودتها بالحجاب إلى التمثيل، فاكتفت بالأدوار الثانية في الأعمال الدرامية بعدما اخفقت تجاربها في البطولة الدرامية، فيما تحاول تجاوز الأمر مستعينة بشعر مستعار ترتديه بدلاً من الحجاب في غالبية أعمالها، ما يعرضها لانتقادات حادة دفعتها إلى الإعلان أنها ليست محجبة بل محتشمة.

فاخر وكامل

لم يختلف الوضع كثيراً بالنسبة إلى هالة فاخر التي قررت التمثيل بالحجاب، لكن سرعان ما خلعته واستبدلت به باروكة على رأسها في الأعمال كافة التي تشارك فيها، حتى أن الجمهور نسي أنها محجبة من الأساس، خصوصاً أنها تعتمد الأمر نفسه حتى في إطلالاتها في البرامج التلفزيونية.

يبقى أن عبلة كامل تعتبر الاستثناء الوحيد في هذا المجال، إذ استمرت بالنجاح درامياً رغم ارتداء الحجاب، ولكن ذلك ينحصر في الأعمال الدرامية الصعيدية التي تتطلب وضع غطاء الرأس.

مخرجون يرفضون الحجاب

يرفض عدد من المخرجين السينمائيين التعاون مع الفنانات المحجبات، في مقدمهم خالد يوسف الذي يرى في الحجاب تعارضاً مع مهنة التمثيل. وهو لم يستعن في أي من أعماله بممثلات محجبات، وانتقد علانية هالة فاخر التي شاركت معه في أعمال عدة قبل الحجاب، مؤكداً أنه لا يمكن أن يرشحها للتعاون معه مجدداً وهي ترتدي الحجاب، لأن أية ممثلة تضع غطاء للرأس تكون لديها شروط مسبقة لا يقبلها كمخرج.