باقة من الصور الفوتوغرافية وثّقت التفجير الإرهابي الغاشم الذي طاول متحف الفن الإسلامي العريق وسط القاهرة قبل أربع سنوات ونصف السنة، ما كلَّف خزانة الدولة نحو 57 مليون جنيه مصري لإعادة ترميمه، قبل أن يُعاد افتتاحه في 18 يناير 2017.

والعملية الإرهابية التي تعرّص لها المتحف ونفذها تكفيريون في منطقة «باب الخلق» وسط العاصمة المصرية، في 24 يناير 2014، كانت تستهدف بالأساس مبنى مديرية أمن القاهرة، لكنها طاولت المتحف ودمرت واجهته، ومعها أضحت مجموعة من القطع الأثرية النادرة محض فتات!

Ad

نظَّم المتحف المعرض بالتعاون مع جمعية «المتاحف لنا» ومركز توثيق التراث الحضاري. وأقيم داخل صالة العرض المؤقت رقم 2، وضمّ 30 صورة فوتوغرافية وثّقت التفجير الإرهابي، كما أوضحت رئيسة قطاع المتاحف في مصر إلهام صلاح.

كذلك عُرض بعض القطع المرممة وأخرى لم يُنجز ترميمها بعد داخل قاعة العرض المؤقت رقم 1»، واللافت أن لأول مرة يُقام عرض تخيلي بتقنية «هولوغرام» لقطع أثرية بشكلها الأصلي دُمرت أثناء الانفجار، ولم يتبق منها إلا الفتات، بحسب مدير عام المتحف ممدوح عثمان.

كذلك أقيمت على هامش المعرض احتفالية فنية للإنشاد الديني والمولوية بقيادة الفنان أحمد سليمان، داخل حديقة المتحف.

وتنوعت خامات القطع التي احتضنها المتحف بين الخشب والجص والمعادن والخزف والزجاج والمنسوجات، ومثّلت المقتنيات العصور الإسلامية كافة، وأبرزها: أقدم دينار إسلامي عليه شعار «الببر»، الذي يرمز إلى السلطان بيبرس البندقداري. ومن ضمن المخطوطات النادرة في المتحف مصحف نادر من العصر المملوكي، وآخر من العصر الأموي مكتوب على رق الغزال.

قطع نادرة

«المتحف الإسلامي» بالقاهرة هو الأكبر من نوعه في العالم، افتُتح عام 1903، ويضمّ مجموعة متنوعة من الفنون الإسلامية من الهند والصين وإيران، مروراً بفنون الجزيرة العربية وسورية ولبنان ومصر وشمال أفريقيا والأندلس. ويصل عدد القطع الأثرية فيه إلى 102 ألف قطعة نادرة.

بدأت فكرة إنشاء متحف للفنون والآثار الإسلامية في عصر الخديو إسماعيل عام 1869، ونُفذت في عصر الخديوي توفيق عام 1880، عندما جمع فرانتز باشا التحف الأثرية التي ترجع إلى العصر الإسلامي في الإيوان الشرقي لجامع الحاكم بأمر الله. وفي العام 1882 كان عدد التحف الأثرية التي جُمعت 111 تحفة. وتم بعد ذلك بناء مبنى صغير في صحن جامع الحاكم أطلق عليه اسم «دار الآثار العربية» تحت إدارة فرانتز باشا الذي ترك الخدمة عام 1892.

افتُتح مبنى المتحف الحالي في عهد الخديو عباس حلمي الثاني في 28 ديسمبر 1903، ثم تغير اسم الدار عام 1951 إلى «متحف الفن الإسلامي».

حضر الافتتاح كل من المندوب السامي البريطاني في مصر آنذاك، اللورد كرومر، ورئيس مجلس النظار (مجلس الوزراء) رياض باشا، ومفتي الديار المصرية الإمام محمد عبده، وشيخ الجامع الأزهر آنذاك الشيخ حسونة النواوي، وعدد من أعضاء مجلس شورى القوانين (البرلمان)، وعدد كبير من الأعيان.

ينقسم المتحف تبعاً للعصور والعناصر الفنية والطرز، الأموي والعباسي والأيوبي والمملوكي والعثماني. في داخله عشرة أقسام حسب العناصر الفنية، وهي: المعادن، والعملات، والأخشاب، والنسيج، والسجاد، والزجاج، والزخرف، والحُلي، والسلاح، والأحجار، والرخام.