لايزال صدى تصريحات رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، التي أعلن فيها أخيراً أن بلاده "لا تتعاطف مع العقوبات الأميركية المفروضة على إيران، لكنها ستلتزم بها لحماية مصالحها"، يتردّد على شكل انتقادات كبيرة لدى أحزاب سياسية عراقية مقربة من إيران، واعتبرته "تفرداً"، بالقرارات.

وبينما أعلن مسؤول حكومي عراقي، أمس، ان العبادي الذي كان مقرراً أن يتوجه الى تركيا وإيران الأسبوع الجاري "سيقوم بزيارة أنقرة فقط من دون طهران، بسبب ازدحام جدول أعماله، وعدم تكامل الاعداد لذلك"، قال الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي "ليس لدينا أي معلومات عن مثل هذه الزيارة".

Ad

ونقلت وكالة "فارس" الإيرانية للأنباء عن قاسمي انه لم يتلق أي خبر أو إعلان رسمي حول زيارة العبادي لطهران.

وفي وقت سابق، قال مسؤول عراقي لوكالة "فرانس برس"، إن "العبادي سيزور غداً أنقرة وبد غد طهران، لبحث قضايا اقتصادية مع الحليفين الاقتصاديين اللذين يتعرضان لعقوبات أميركية جديدة". بدوره، أكد مسؤول عراقي آخر، أمس، أن "السلطات الإيرانية أصرت على قيام العبادي بهذه الزيارة من دون تكامل الأعداد المسبق لها".

وكانت تقارير تركية نقلت عن "مصادر دبلوماسية"، ان "العبادي سيجري الثلاثاء زيارة رسمية لأنقرة، وسيتوجه بعدها إلى طهران".

من جهة أخرى، أوضحت "مصادر سياسية عراقية مطلعة"، أن "الإيرانيين غير مرتاحين إزاء التصريحات الأخيرة للعبادي حول العقوبات الأميركية على طهران".

يذكر أن العبادي أعلن خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي "اننا لا نتعاطف مع العقوبات ولا نتفاعل معها، لأنها خطأ استراتيجي لكننا نلتزم بها"، مشيراً إلى أن "العقوبات ظالمة بشكل عام، وقد أعلنت موقفي منها"، مذكراً بأن بلاده عانت الحظر الدولي طوال 12 عاما.

لكنه أكد في الوقت نفسه "نحن ملتزمون بحماية شعبنا ومصالحه".

وأكد الناطق باسم مكتب رئيس الحكومة العراقية سعد الحديثي، أن "موقف العراق تجاه العقوبات الأميركية المفروضة على إيران نابع من المصلحة العراقية العامة".

وقال الحديثي: "إن موقف العراق تجاه هذه العقوبات لم يكن ارتجاليا أو متسرعا، بل خضع لدراسة وحسابات تخص مصلحة العراق والعراقيين، ولم يكن فيه أي تأثر بمواقف دول أخرى أو أحزاب سياسية معينة".

وأضاف أن "الحكومة العراقية لا يمكنها اتخاذ أي موقف يمكنه ألا يتوافق مع مصالح الشعب العراقي، وبالتالي الالتزام بالعقوبات الأميركية على إيران جاء من هذه المصلحة".

ورداً على كلام العبادي، قال مجتبى الحسيني ممثل آية الله علي خامنئي في العراق، في بيان أمس، إن "تصريحات رئيس الوزراء اللامسؤولة لا تنسجم مع الوفاء للمواقف المشرفة للجمهورية الإسلامية ودماء الشهداء التي قدمت للدفاع عن العراق وتطهير أرضه من لوث داعش".

وأضاف: "نأسف على موقفه هذا، انه يعبر عن انهزامه تجاه أميركا"، كما انه "لا يتلاءم مع الروح العراقية التي قدمت بطولات كبيرة في مقارعة داعش المدعوم من قبل أميركا".