بعد تظاهرة أولى الأسبوع الفائت جمعت الأقلية الدرزية، تظاهر أكثر من 70 ألف شخص في تل أبيب للمرة الثانية مساء أمس الأول، تنديداً بقانون يعتبر إسرائيل "الدولة القومية للشعب اليهودي"، ويرى مناهضوه أنه "عنصري"، الأمر الذي ندد به رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزراء يمينيون، وقال بعضهم: "لقد تم احتلال تل أبيب من قبل العدو، والأعلام الفلسطينية ترفرف فيها".ونظمت التظاهرة التي انطلقت من ساحة إسحق رابين منظمات تمثل الأقلية العربية الإسرائيلية التي تشكل 17.5 في المئة من السكان. وهي التظاهرة الثانية ضد هذا القانون بعد تظاهرة أولى الأسبوع الفائت جمعت الأقلية الدرزية.
وشارك في التحرك عرب من 74 قرية وبلدة ومدينة عربية في إسرائيل، بما فيها القرى الدرزية. وسار في التظاهرة أطفال ونساء وشيوخ وشبان وشابات لفّوا الكوفية الفلسطينية حول أعناقهم هاتفين "بالروح بالدم نفديك يا فلسطين".وانضم يهود إسرائيليون إلى المتظاهرين الذين هتفوا أيضاً "مع المساواة"، و"فليسقط قانون القومية" و"الخزي والعار لحكومة الفصل العنصري". وفي نهاية المسيرة عند متحف تل أبيب، نُصبت منصة لإلقاء الكلمات.وفي مستهل جلسة الحكومة الأسبوعية، اعتبر نتنياهو التظاهرات دليلا قاطعا على أن إسرائيل تواجه تحديا وجوديا، وقال: "شاهدنا أعلام منظمة التحرير الفلسطينية ترفع في قلب تل أبيب، سمعنا الهتافات بالروح بالدم نفديك يا فلسطين، الكثيرون من المتظاهرين يريدون إلغاء قانون العودة والنشيد الوطني، إنهم يريدون طي علمنا وإلغاء إسرائيل كدولة قومية خاصة بالشعب اليهودي. إنهم يريدون تحويلها، كما يقول المتحدثون باسمهم، إلى دولة إسرائيلية - فلسطينية".وأوضح: "لهذا السبب بالذات مررنا قانون القومية. نفتخر بدولتنا. نفتخر بعلمنا. نفتخر بنشيدنا الوطني. إسرائيل هي دولة يهودية وديمقراطية. حقوق مواطنيها الفردية مرساة جيدا في قوانين أساسية وفي قوانين أخرى".وفي حديثه عن الأوضاع في قطاع غزة، وصف نتنياهو أن ما يحدث هو "معركة ضد الإرهاب في القطاع". وأضاف أن هذه المعركة فيها "تبادل ضربات، وهي لن تنتهي بضربة واحدة"، مؤكدا أن مطلب إسرائيل واضح، "يجب أن يكون هناك وقف كامل لإطلاق النار. لن نكتفي بأقل من ذلك".وقال نتنياهو إن الجيش الإسرائيلي دمر مئات الأهداف العسكرية التابعة لحركة حماس،.من ناحيتها، أعلنت وزيرة الثقافة ميري ريغيف أن "اليسار وعرب إسرائيل يفضلون ألوان العلم الفلسطيني على الإسرائيلي، هذا هو الفرق بين دولة لكل مواطنيها، والدولة القومية للشعب اليهودي".وهاجم وزير المواصلات والمخابرات يسرائيل كاتس المتظاهرين، وقال: "أعلام فلسطين ترفرف في ميدان رابين بتل أبيب، في تظاهرة ضد قانون القومية، وأحمد الطيبي وأيمن عودة (أعضاء كنيست عرب) يتظاهرون ضد الوطن القومي لليهود لمصلحة الوطني القومي العربي - الفلسطيني".وأضاف كاتس: "قانون القومية لا يزعج الطيبي وعودة، ما يزعجهم هو وجود دولة إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية".أما وزير البيئة زئيف إلكين، أحد المبادرين لسنّ القانون فقال: "عندما يعارض الطيبي وحنين زعبي قانون القومية مع المتظاهرين ومع الأعلام الفلسطينية وهتافات بالروح بالدم نفديك يا فلسطين، أدرك لماذا نسنّ القانون".
احتلال تل أبيب
كما هاجم عضو الكنيست عن الليكود أورن حازان التظاهرة، متهما المشاركين فيها بالتحريض ضد إسرائيل. وقال: "لقد تم احتلال تل أبيب من قبل العدو، والأعلام الفلسطينية ترفرف فيها، ومن لا يزال يظن أن القانون ليس ضروريا، تكفيه نظرة إلى الميدان الذي ينضح كراهية ليحصل على الإجابة". وأضاف حازان أن "رفع العلم الفلسطيني هو مساس بسيادة إسرائيل وتحريض خطير ضدها".على صعيد آخر، دعا رئيس حزب العمل الإسرائيلي آفي غباي، إلى إقالة وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان، على خلفية اتفاق وقف النار مع "حماس"، وفشله في منصبه كوزير للدفاع.وهاجم غباي رئيس الوزراء، لعدم وجود حلول لدى حكومته في قطاع غزة، وبأنه خلال ولايته جرت حربين أو عمليتين عسكريتين في القطاع، من دون وجود حل للأزمة في القطاع مع إسرائيل.ونعت عضو الكنيست بتسلئيل سموتريتش، أمس الأول، ليبرمان، بـ "الضعيف والثرثار"، وقال، في حوار مع "القناة السابعة" إن "ليبرمان شخص ضعيف، وثرثار، وليس لديه فكر استراتيجي، ولديه فجوة كبيرة بين القول والفعل". من ناحيته، صرح وزير الطاقة الاسرائيلي، يوفال شتاينتز، أمس، بأن "خيار إسقاط حماس التي تحكم قطاع غزة، هو خيار واضح وبات أقرب من أي وقت مضى"، مضيفا أن إسرائيل "لا ترغب" في حرب شاملة مع غزة.