قد تكون دولة الكويت، في معظمها، أبناء قبائل، كما يراها البعض، ولكن يجب ألا نميزهم عن بقية أبناء الكويت، فهم لا يختلفون عن البقية في شيء يميزهم هم فقط، فلكل أصله وفصله وولاؤه، وما يهمنا كمواطنين كويتيين إخلاصهم وولاؤهم وحبهم لهذه الدرّة... الكويت.ليس صحيحاً أن نضع أبناء قبيلة ما في درجة مختلفة عن بقية أبناء الشعب... ثم من قال إن حبهم وولاءهم يختلف عن حب وولاء أبناء الشعب؟!
ولذا، عندما نفخر بأهل الكويت نفتخر بالجميع، فالكل عاش وكافح وبنى وأسس هذه الدولة، وله الحق أن يفخر بنفسه وبهذا الوطن الغالي.ما ورد ليس تهميشاً للفخر بالانتماء لقبيلة ما، ولكنه تأكيد على أن هناك قبيلة واحدة يجب علينا الفخر بالانتماء لها، وهي قبيلة "الكويت".الكويت هي الوطن وهي العائلة وهي القبيلة وهي العشيرة، وهي تلك الأرض التي تمتد عروقنا نحن الكويتيين بأرضها وبحرها وسمائها.أي كلام غير ذلك يبقى مجرد كلام... فلا حكام الكويت ولا مواطنوها لديهم شيء يفتخرون به وينتمون إليه إلا هذه الأرض الكريمة المعطاء... ولولا ما بها من ثروات، برغم السرقات، لما حرص البعض على الانتماء لها... وهذا البعض قلة، لأن الوطن منذ نشأته كان فقيراً، ومع ذلك وحتى الخمسينيات من القرن الماضي، أي بعد تصدير النفط، عاش المواطنون سنة وشيعة وقبائل وطوائف ضمن أخوة وتعاطف ومحبة وتضامن، وعاشوا أيضاً في أرض جرداء لا ماء ولا شجر، ولكنهم كافحوا من أجل ذلك الوطن وبقائه عزيزاً كريماً... وحباهم الله بثروة وكأنها مكافأة للآباء والأجداد الذين تحملوا قسوة العيش وكافحوا من أجل بقائها كدولة أعداؤها كثر، وانتصروا في بعض المعارك وهزموا في أخرى، ولكنها بقيت كدولة وبقي المواطن العادي والديلوكس، المواطن الشيعي والسني والقبلي والطائفي، يجمعهم حب هذه الأرض وولاء مواطنيها لأسرة الحكم الكريمة من آل الصباح... أما من يدعي أن القبيلة أو الطائفة هي أصل الكويت، وهي أصل أسرة الحكم، فمكانه بلا شك خارج هذا الكيان الراسخ، الذي نحبه ونعزه ونكافح من أجل تقدمه ونحاول أن نجعله حضارياً، وسيكون كذلك لو تصرف جميع أبناء الكويت بمن فيهم أفراد الأسرة الحاكمة الكريمة بحضارية تواكب هذا الكفاح، وليس بعنصرية تحاكي أيام الجاهلية.
أخر كلام
«الكويت»
13-08-2018