سميرة عبد العزيز: منذر رياحنة لم يسبِّب أزمة في «القومي للمسرح»

• تؤكِّد أنّ المسرح في مصر يعاني أزمة نصوص

نشر في 14-08-2018
آخر تحديث 14-08-2018 | 00:02
سميرة عبدالعزيز
سميرة عبدالعزيز
ترأست سميرة عبد العزيز لجنة تحكيم المهرجان القومي للمسرح في دورته الأخيرة. في دردشتها مع «الجريدة» تتحدث الفنانة المصرية القديرة عن المهرجان وكواليسه، بالإضافة إلى ما تردد عن وجود أزمة مع الفنان الأردني منذر رياحنة.

حدثينا عن الأزمة التي حدثت بسبب الفنان الأردني منذر رياحنة في عضوية لجنة تحكيم المهرجان القومي للمسرح.

منذر فنان محترم ولم يتسبب في أية مشكلة. تنصّ لائحة المهرجان على ضرورة وجود فنان عربي في عضوية لجنة التحكيم، وهو رُشِّح للعضوية وحضر أول أيام المهرجان، لكنه تعرَّض لظروف خاصة أجبرته على التغيّب عن مشاهدة العروض. تواصل معنا في هذا الشأن ولم تحدث أية مشكلة، ولم يؤثر غيابه في اللجنة أو عملها مطلقاً.

كيف ترين تجربة ترؤس لجنة تحكيم مسابقة مهرجان المسرح القومي؟

تجربة ثرية بالنسبة إليّ على المستوى الفني، لأنني شاهدت مجموعة كبيرة من العروض المسرحية المتميزة في فترة زمنية قصيرة. وأكثر ما أسعدني في المهرجان هذا العام الإقبال الجماهيري على مشاهدة العروض، ما يؤكد أن الجمهور بحاجة إلى المسرح.

يرى البعض أن المهرجان ظلم عروضاً مسرحية لم يتمكن أبطالها من نقلها لتقديمها في القاهرة؟

يرتبط هذا الأمر بنظام المهرجان. شخصياً، أرى أنه لا بد من توافر ميزانية لاستقبال عروض الفرق الإقليمية التي يمكنها المنافسة، فضلاً عن ضرورة توفير التنقلات لها، ما يساعد في استقبال مزيد من العروض ويمثِّل قيمة إضافية للمهرجان.

مستوى العروض

ما رأيك في مستوى العروض المشاركة في المهرجان؟

عروض جيدة على المستوى الفني. حتى أنني فوجئت بعروض فرق مسرحية من أحد البنوك وأخرى طلابية بمستوى متميز. أعتقد أن الأبطال سيكون لهم مستقبل باهر في التمثيل، فهم أصحاب موهبة ومستواهم المتميز يجعلني أتفاءل بمستقبل المسرح.

ثمة ظاهرة في العروض تستحق التوقف عندها. تقدِّم الفرق المستقلة نصوصاً في منتهى الجدية مثل «الإلياذة» و«هاملت»، فيما ينحصر مسرح الدولة بالمسرحيات الكوميدية من أجل الكوميديا فحسب، وهو أمر يؤخذ على صانعي القرار في هذا المجال، إذ لا بد أيضاً من تقديم النصوص الجادة والمسرحيات العالمية لأنها تشكِّل روح المسرح المصري.

لكن رغم المستوى الجيد حُجبت جائزة التأليف.

رغم أنني على المستوى الشخصي ضد حجب أية جائزة، لكن في النهاية هذا الأمر خضع لوجهة نظر لجنة التحكيم والقرار جماعي. أما قناعتي الشخصية فإن وجود نص واحد قوي يجعلني أمنح مؤلفه جائزة التأليف، ولا أحجبها.

أزمات

هل ترين أن ثمة مشكلة في التأليف المسرحي بمصر؟

بالتأكيد. نصف العروض التي شاهدنها تقريباً في المهرجان كانت مأخوذة من نصوص عالمية، وهو جزء من الأزمة التي يمرّ بها المسرح المصري راهناً. التنافس في الماضي بين المؤلفين كان يمنحنا فرصة لمشاهدة أعمال مسرحية أفضل، أما الآن فلا بد من أن نعترف بوجود مشكلة في النصوص المسرحية المصرية وهي حصيلة مشكلات عدة تراكمت خلال السنوات الماضية.

هل من جهات معينة يجب أن تقوم بدور في الوقت الحالي؟

«البيت الفني للمسرح» مسؤول عن اختيار النصوص المسرحية التي تُعرض على مسرح الدولة، ولا يجب الاكتفاء بالنصوص العالمية. كذلك لا بد من دعم المواهب الشابة في مجال الكتابة المسرحية، فالكاتب المغمور إذا وجد دعماً وخرجت أعماله إلى النور سيصبح مشهوراً، وينطبق الأمر نفسه على غيره. من ثم، نجد جيلاً جديداً من الكتاب المسرحيين.

هل ترين أن المسرح المصري تأثر بالأوضاع الاقتصادية؟

بالتأكيد. في نظرة إلى العروض المسرحية منذ سنوات نجد غياباً شبه كامل لمسرح القطاع الخاص، باستثناءات قليلة. ومع ارتفاع قيمة التذكرة أصبح من الصعب الحفاظ على حضور المسرح بقوته نفسها. أما مسرح الدولة فعروضه تراجعت بشدة في الكم والكيف.

مشروع مسرحي

تردَّد أن سميرة عبد العزيز في صدد تقديم مشروع مسرحي جديد. تقول في هذا المجال: «سيجمعني عمل مسرحي مع الفنان محمد صبحي بعنوان «خيبتا»، من المقرر عرضه قريباً على مسرح مدينة سنبل، وأخوض من خلاله الإنتاج الخاص لأول مرة. أجسد فيه شخصية حماة محمد صبحي».

وحول سبب حماستها لهذه التجربة توضح: «محمد صبحي فنان صاحب تجربة مسرحية مهمة، وشاهدت عرضه الأخير «غزل البنات» وأعجبت بالحالة المسرحية فيه وبالأجواء التي يحافظ عليها من انضباط واحترام مواعيد العروض وغيرهما من تفاصيل. لذا عندما تحدث إليّ في هذا الشأن لم أتردد في الموافقة على التجربة، خصوصاً أنني كنت أتمنى العمل معه سابقاً لكن الظروف لم تسمح بذلك».

لا بد من دعم المواهب الشابة في مجال الكتابة المسرحية
back to top