صراع الصين الشرس ضد مثقفيها
تستهدف حملة جديدة للحزب الحاكم في الصين المثقفين، الذين أعلن الحزب أنه سيخوض "صراعاً شرساً" ضدهم بتنظيمه حلقات دراسية عن عقيدة الحزب لدفعهم إلى التحلي «بحس وطني أكبر».
![واشنطن بوست](https://www.aljarida.com/uploads/authors/862_1719164326.jpg)
تستهدف حملة جديدة المثقفين، إذ أعلن الحزب أنه سيخوض "صراعاً شرساً" ضدهم بتنظيمه حلقات دراسية عن عقيدة الحزب لدفعهم إلى التحلي "بحس وطني أكبر"، واقتبس "راديو آسيا الحرة"، الذي نشر رواية عن هذا المسعى الجديد، عن مسؤول سابق في قسم الدعاية قوله إن هذه الخطوة تشكّل من حيث الأساس أمراً بمحاولة تنفيذ علمية غسل دماغ جماعية. وإذا بدت كل هذه المصطلحات قديمة، فهي كذلك، مما يعيدنا إلى عصر ماو والسنوات القاسية قبل الانفتاح والإصلاح في العقود الأربعة الماضية. حاول شي قمع حرية التفكير أينما هددت نفوذه أو احتكار الحزب للسلطة، حتى إنه أخبر وسائل الإعلام في عام 2016 أن "عليها التعاطي مع الحزب كما لو أنه عائلتها"، وها هو اليوم يوجه رسالة مشابهة إلى المثقفين، مشدداً على ضرورة أن ينصاعوا، فقد تحوّلت الجامعات إلى هدف يسعى شي إلى إحكام قبضته عليه. ولكن ثبت أخيراً مرة أخرى أن صوتاً واحداً حراً يستطيع أن يترك تأثيراً كبيراً، ففي 24 يوليو، نشر شو زانغرون، بروفيسور في القانون في جامعة تسينغ-هوا في بكين، مقالاً مطولاً شكك فيه بجرأة في توجّه الصين الحالي، وانتقد خصوصاً شي وعودته إلى الماوية، وذكر شو: "يجب استخدام مكبح طوارئ لوقف حركة حشد الدعم لشخص" الرئيس الصيني، كذلك عبّر شو عن خوفه من أن الصين تعود إلى التوتاليتارية. وشكّل هذا المقال مثالاً على مدى قيمة التفكير الحر العلني لمجتمع وقادته، حيث دعا شو الصين إلى عدم تبديد مكاسب عهد الإصلاح والانفتاح، ولا شك أن نصيحته تعود على الصين بفائدة أكبر من المسائل الكئيبة عن الولاء والطاعة التي تُكرَّر في حلقات الدراسة التي ينظمها الحزب.