مصر لن تسمح بتحول اليمن إلى منصة تهدد العرب أو الملاحة

في ظل تصاعد الاقتتال بين حكومة الشرعية باليمن وجماعة الحوثي، عقد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اجتماع قمة مع نظيره اليمني عبدربه منصور هادي، في مقر الرئاسة بالقاهرة، لبحث آخر مستجدات الأوضاع.

وفي مستهل زيارة هادي الثالثة لمصر منذ عام 2015، أكد السيسي أن مصر تؤيد الجهود الرامية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية، وأهمية تحقيق التوافق بين مختلف الأطراف السياسية، لافتا إلى ترحيب القاهرة بجهود المبعوث الأممي إلى اليمن، الساعية إلى استئناف المفاوضات وفقا للمرجعيات الأساسية المتفق عليها دوليا، وفي مقدمتها المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني، وقرارات مجلس الأمن، وفي مقدمتها القرار رقم 2216.

وإذ اعتبر هادي أن استقرار اليمن وإنهاء انقلاب جماعة الحوثي ضرورة لاستقرارالملاحة في البحر الأحمر، جدد السيسي، خلال مؤتمر صحافي مشترك معه، "رفض مصر القاطع" أن يتحول اليمن إلى "موطئ نفوذ لقوى غير عربية، أو منصة لتهديد أمن واستقرار الدول العربية الشقيقة، أو حرية الملاحة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب"، مؤكدا أن أمن واستقرار اليمن "يمثل أهمية قصوى ليس للأمن القومي المصري فحسب، وإنما لأمن واستقرار المنطقة بأكملها".

من جهته، صرح وزير الخارجية اليمني، خالد اليماني، بأن هادي شكر السيسي على استضافة مصر لآلاف اليمنيين برحابة صدر، رغم الظروف الصعبة، ولم يعاملوا معاملة اللاجئين، لافتا إلى أن الرئيسين بحثا آخر المستجدات بخصوص أوضاع اليمن، ومؤكدا أن لمصر مواقف عروبية كثيرة، خصوصا مع الشعب اليمني.

وبينما أنهت قوات الشرطة خطتها لتأمين الشارع خلال الذكرى الخامسة لفض اعتصامي الإخوان في ميداني رابعة العدوية والنهضة، التي تحل اليوم، أعلنت وزارة الداخلية مقتل 6 عناصر إرهابية في تبادل لإطلاق النيران، أثناء مداهمة قوات الأمن وكرا إرهابيا بمدينة السادس من أكتوبر بمحافظة الجيزة، وأن أعضاء الخلية خططوا لتنفيذ أعمال إرهابية خلال احتفال المصريين بعيد الأضحى المبارك الأسبوع المقبل.

فوضة وعمليات

وقالت الداخلية، في بيان، "استمرارا لجهود مواجهة التنظيمات الإرهابية التي تستهدف تقويض الأمن والاستقرار، وملاحقة عناصرها الهاربة والساعية إلى تنفيذ عمليات عنف، فقد وردت معلومات لقطاع الأمن الوطني باتخاذ إحدى الخلايا الإرهابية وحدة سكنية بمدينة السادس من أكتوبر وكرا للاختباء تمهيدا للانطلاق منها لتنفيذ مخططاتهم الإرهابية الهادفة إلى ترويع المواطنين ونشر الفوضى والتأثير سلبا على الأوضاع الأمنية والاقتصادية".

وأشار البيان إلى أن المعلومات الأمنية أثبتت أن هذه العناصر تستعد "لتنفيذ سلسلة من العمليات العدائية لاستهداف بعض المنشآت المهمة والحيوية ودور العبادة المسيحية ورجال القوات المسلحة والشرطة، بالتزامن مع احتفالات عيد الأضحى المبارك والإعلان عن افتتاح عدد من المشروعات الاقتصادية لإفساد فرحة المواطنين بالعيد، وما تحقق من إنجازات في مجال الإصلاح الاقتصادي أخيرا".

وأسفرت عمليات المتابعة الأمنية عن تحديد مكان الوكر الإرهابي، وتمت مهاجمته عقب الحصول على إذن نيابة أمن الدولة العليا، وعند مداهمة الوكر سارعت العناصر الإرهابية بإطلاق أعيرة نارية صوب القوات، مما دفعها إلى التعامل مع مصدر النيران، ما أسفر عن مقتل 6 إرهابيين، تم العثور بحوزتهم على ثلاثة بنادق آلية، وبندقية خرطوش، وفرد خرطوش محلي الصنع، وكمية من الطلقات مختلفة الأعيرة، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية، وتتولى نيابة أمن الدولة العليا التحقيق.

في غضون ذلك، كثفت الحكومة من استعداداتها لاستقبال عيد الأضحى المبارك، عبر توفير السلع واللحوم في الأسواق بأسعار مناسبة، فضلا عن مراجعة الخطة الأمنية لتأمين احتفالات المصريين، ففي حين أعلنت وزارة التموين أن احتياطي البلاد الاستراتيجي من السكر يكفي استهلاك ستة أشهر، قال تقرير الإدارة المركزية للحجر البيطري بوزارة الزراعة، أمس، إنه في إطار الاستعداد للعيد فقد تم استيراد 54 ألفا و992 طنا من اللحوم المجمدة والمبردة.

كما تم استيراد 17 ألفا و583 طنا من الدواجن المجمدة، و84 ألفا و376 طنا من الأسماك ومنتجاتها، و69 ألفا و477 طنا من الألبان ومنتجاتها، و34 ألفا و274 طنا من منتجات اللحوم المجمدة، وهي شحنات تم استيرادها خلال الشهور الثلاثة الماضية، وتنطبق عليها جميع الاشتراطات البيطرية، وسيتم طرحها بالأسواق والمجمعات الاستهلاكية قبيل عيد الأضحى، في حين تم الإفراج عن 35 ألفا و527 رأسا من عجول الذبيح الفوري، و27 ألفا و595 رأسا من عجول التربية التي تم استيرادها أخيرا، وسيتم طرحها في الأسواق فورا.

رفع الاستعدادات

من جهته، أصدر وزير النقل هشام عرفات، تعليمات مشددة، أمس، لكل الجهات والشركات التابعة للوزارة برفع درجة الاستعداد لاستقبال أيام العيد، واتخاذ الإجراءات اللازمة لتسهيل سفر المواطنين، إذ تقرر إلغاء الإجازات لقيادات هيئة السكك الحديدية، لمتابعة تشغيل القطارات والإشراف على حركتها، مؤكدا أن الهيئة دفعت بـ 182 ألف مقعد إضافي سيبدأ تشغيلها غدا حتى نهاية الشهر لرحلات الذهاب والعودة، لاستيعاب الزحام المتوقع خلال أيام العيد.