لبنان: مساع جدية «لولادة» الحكومة قبل العيد
باسيل إلى موسكو لبحث المبادرة الروسية لإعادة النازحين السوريين
أخذت المفاوضات الحكومية بعداً أكثر إيجابية وجدية خرق الجمود الذي كان قائماً، وفعّل حركة الاتصالات واللقاءات، التي لم تهدأ منذ لقاء رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري بالرئيس المكلف سعد الحريري الأسبوع الماضي، ولقاء الأخير برئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل.ولم تستبعد مصادر متابعة أن «تستكمل الاتصالات هذا الأسبوع، ويتم التوصل إلى صيغة نهائية قبل عيد الأضحى، لتكون عيدية للبنانيين». وأضافت أن «المشاورات، التي يعقدها فريق مستشاري الحريري مع مختلف القوى السياسية المعنية بالتشكيل، ولاسيما منها الحزب الاشتراكي والقوات اللبنانية، تشي بأن فرص إبصار الحكومة النور كبيرة، ويمكن أن تفضي إلى إعلان التشكيل قبل عيد الأضحى»، كاشفة أن «مرحلة توزيع الحصص باتت شبه منتهية، بعدما اقتنع الجميع بضرورة تأليف الحكومة».
وأكدت أن «الرئيس المكلف يحرص على العمل بصمت بعيداً من ضوضاء الإعلام، وحرصاً على عدم حرق الطبخة التي يضعها على نار قوية، وبعدما شارف على الانتهاء من الحصص يركز اتصالاته على إسقاط الحقائب عليها، وهي مهمة لن تكون سهلة أمام المطالب بالحقائب نفسها من أكثر من فريق على غرار ما هو حاصل بالنسبة إلى وزارة الأشغال على سبيل المثال، إذ يكاد لا يُستثنى فريق سياسي من إبداء رغبته بضمها إلى حصته من الحقائب».في موازاة ذلك، قال عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب وهبة قاطيشا، أمس، إنه «حسب ما رشح عن الاجتماعات الأخيرة مع أصحاب العقد، نحن لا نشكل أي عقدة بل نسهل لرئيس الحكومة المكلف. ليس هناك أي شيء عملي أو نهائي إلا أن اللقاء محاولة لحل العقدة، ومعروف أنها ليست عند القوات اللبنانية، ولا عند الحزب التقدمي الاشتراكي، ولا عند تيار المستقبل، إنما صاحب العقدة هو من يحاول تطبيق نظام الحزب الواحد في لبنان، تيمناً بالنظام السوري، والنظام العراقي السابق، وهذا لا يمكن أن يطبق في لبنان، فالبلد لا يحكم إلا بالتوازن والتوافق، ومن أجل ذلك العقدة مستمرة».إلى ذلك، انطلقت أمس الدفعة الثالثة من النازحين السوريين من شبعا نحو بلداتهم في بيت جن ومزرعة بيت جن. وتجمع نحو 200 نازح أغلبيتهم من الأطفال والنساء، وجهزوا حاجياتهم منذ الصباح الباكر في «ثانوية شبعا»، حيث نقلتهم 8 حافلات سورية عبر راشيا الوادي-المصنع باتجاه سورية، بإشراف الأمن العام اللبناني، ومشاركة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، وحضور ممثلين عن الأجهزة الأمنية. وفي السياق، يزور جبران باسيل موسكو في الـ20 من الشهر الجاري، حيث سيعقد جلسة عمل مع وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف، تتمحور حول الوضع في المنطقة وما وصلت إليه الاتصالات بشأن الحل السياسي في سورية، أما الشق الثاني من المحادثات فيتركز حول المبادرة الروسية لإعادة النازحين السوريين إلى ديارهم. وتوقع مصدر دبلوماسي أن تتركز المحادثات على تفاصيل المبادرة، ووضع «خريطة طريق» للتعاون بين الدولتين الروسية واللبنانية، لترحيل النازحين.