افتتحت الإعلامية لوركا سبيتي الاحتفال بكلمة حول مسيرة محمود درويش وإرثه الفكري والوجداني في ذاكرة المجتمعات الثورية والإنسانية، ثم أعلن رئيس مجلس أمناء الجامعة الدكتور حاتم علامة أسماء اللجنة، وضمّت، إلى الدكتور حاتم علامة، كلاً من الفنان مارسيل خليفة، والشاعر شوقي بزيع، والدكاترة أنطوان سيف، وكلوديا أبي نادر، ووجيه فانوس، ومنذر جابر، وماهر الشريف، وعلي شعيب، وماهر مشيعل. وبعد الصورة التذكارية تسلم الأعضاء «وشاح محمود درويش».
حاتم علامة: تجربة نيرة
أكد د. حاتم علامة في كلمته في المناسبة أن «مبادرة الجامعة التي نشأت من تحد لشعارات طواها الزمن، تنتصر اليوم لإرادة العلم والثقافة، بأن تضع على بوابة مرحلتها المقبلة كرسياً للإبداع الإنساني وانحيازها إلى أبجدية التغيير، وهذا الكرسي ليس تكريماً لمحمود درويش فحسب، بل هو تأكيد أننا نحمل وصيته عملاً لمشروع ثقافي وطني حر يجسد الإيمان بقضية فلسطين».أضاف: «محمود درويش هو في رؤيتنا تجربة نيرة نهتدي بها على دروب الفكر والمعرفة، حيث العمل لتطعيم المناهج الجامعية بالتجربة خياراً ومصباحاً للإضاءة على حقبة استثنائية في تاريخنا الحديث، من خلال تكريم سنوي للمساهمات في إحياء فكر درويش شعراً ونثراً ورسماً ومسرحاً».دبور: صوت هادر بالثورة
شكر السفير الفلسطيني أشرف دبور في كلمته وزير الثقافة لرعايته الاحتفال والجامعة الحديثة للإدارة والعلوم على المبادرة التي تعكس الوفاء لمحمود درويش، «هذا الصوت الهادر بالثورة على الظلم والاحتلال لفلسطين». أضاف: «كم تليق بك فلسطين، أم البدايات وأم النهايات كانت تسمى فلسطين وصارت تسمى فلسطين. وكم تليق بك بيروت خيمتنا ونجمتنا، وهي تكرمك في العقد الأول لرحيلك، بل وتخلدك حضوراً وإرثاً ثقافياً في ذاكرتها. ليكن كرسي محمود درويش للأدب والشعر مدخلاً عظيماً لتجنيد طاقات المبدعين بالارتكاز إلى تراثه ومدرسته وإبداعه العظيم ومحطة لتعزيز جبهة الثقافة في عمقنا العربي».فانوس
ركز الأمين العام لاتحاد الكتاب اللبنانيين د. وجيه فانوس على أن «كرسياً أكاديمياً للشاعر محمود درويش في جامعة تسعى إلى تخصص علمي لطلابها في مجالات الإدارة والعلوم، لا يعني إلا أن علاقة عضوية تقوم في هذه الجامعة بين العلم والثقافة، وهذه العلاقة الممارسة، من منظار أكاديمي مسؤول، تؤكد في ما تؤكده أن العلم بلا ثقافة تؤازره، هو علم ضعيف في آفاقه الإنسانية، كما أن الثقافة من دون علم يعضدها، هي ثقافة مائعة في وجودها الإنساني الفاعل».أبو عمر: جائزة سنوية للمبدعين
أوضح الدكتور زياد أبو عمر في كلمة ألقاها باسم «مؤسسة محمود درويش»، أن «هذا القرار من مؤسسة أكاديمية لبنانية بإطلاق كرسي الشاعر محمود درويش للأدب والشعر، له وقع خاص ومميز، ذلك أن لبنان وشعبه لهما مكانة خاصة لدى درويش ولدى الشعب الفلسطيني». أضاف: «ما الاحتفال بذكرى مرور 10 سنوات على رحيله، إلا دلالة واضحة على المكانة التي استحقها في فضاء الثقافة العربية والإنسانية. فحقق شعره اختراقاً واضحاً في الوعي الإنساني، وأصبح الأوسع انتشاراً على صعيد الترجمات إلى كثير من اللغات».ثم أعلن عن جائزة سنوية باسم محمود درويش للمبدعين والشعراء والأدباء من فلسطين والعالم العربي والعالم «ليبقى إرثه في وعي الأجيال الفلسطينية ثورة وهي تواجه بصلابة الاحتلال الاستيطاني الإسرائيلي».شوقي بزيع: الجغرافيا ليست دائماً على حق
قال الشاعر شوقي بزيع في كلمته إن محمود درويش عندما كتب في قصيدته الوصية «وضعوا على التابوت سبع سنابل خضراء إن وجدت وبعض شقائق النعمان إن وجدت»، لم يكن الإيقاع وحده هو الذي أملى عليه ذلك الاستدراك الأخير في نهاية الجملة، بل لأنه كان يحدس بموته في قيظ آب، حيث لا سبيل للسنابل إلى الاخضرار وللشقائق إلى التفتح. أضاف: «وربما كان يحدس في الوقت ذاته بأن الربيع العربي الذي مهد له بشعره سوف يتم إخلاؤه من البراعم والأحلام ليصبح مساحة لنفايات الثورات وخردة الشعارات العجفاء، وليتحول إلى ساحة المواجهة الضارية بين سياط الجنرالات وسواطير الأنبياء الكذبة، ومع ذلك فإن الجغرافيا التي نعرفها ليست دائماً على حق، فحيث تنخفض الجبال إلى أدنى مستوياتها، يتكفل الشعر بتصحيح المشهد حتى ليسأل أحدنا قائلاً: «ما هي القمة الأكثر ارتفاعاً في بلاد العرب؟»، فيجيبه الآخر من دون تردد «قبر محمود درويش».غطاس خوري: رائد عربي للشعر
آخر المتكلمين وزير الثقافة في لبنان د. غطاس خوري، وصف محمود درويش بأنه «نجمة فلسطين والعرب... والمستمر في إضاءته كل كلمة ونغمة ولون وطني...». أضاف: «هذا الكبير الذي تحتفل جامعة لبنانية (الجامعة الحديثة للإدارة والعلوم) بإطلاق كرسي باسمه، للأدب والشعر، بإدارة نخبة من المبدعين الأعلام، نريده كما تريده هي، قدوة للوطنية وللعروبة والنضال... ولتشجيع الشباب على العطاء والإبداع والتفوق. فالجامعة ليست للتعليم فحسب، بل للتربية والتنشئة الوطنية، ولتعميق المعرفة ونشرها، فليست جودة التعليم العالي هي المطلوبة فقط، بل جودة مثل هذا العمل نوعاً وقيمة. وفي هذا فلتتنافس الجامعات».تابع: «ألم ينشد محمود درويش: «أرضنا ليست بعاقر لها ميلادها وكل فجر له موعد ثائر»؟ نعم، نحن ننتظر من يسير على خطى محمود درويش في الصمود، في الثورة على الكسل والفساد والانهزام، وبمحبة الغد الأفضل للإنسان العربي وللوطن العربي الكبير، هذا الوطن الذي كان في شعره كله «القضية»، عاش ومات دونها. ألم يقل: «الوطن ليس سؤالا تجيب عليه وتمضي... إنه حياتك وقضيتك معاً»؟ وقد طبق قوله تماماً في حياته. وزارة الثقافة تعتز بمثل هذا الاحتفال الأكاديمي الواسع، الذي جمع المهتمين من العرب واللبنانيين، دبلوماسيين ومبدعين، حول رائد عربي للشعر قل نظيره».لوحة ونغم
اختتم الاحتفال الذي أطلّ فيه الفنان التشكيلي برنارد رنو بلوحة تمثل محمود درويش رسمها مباشرة خلال ساعتين، بتقديم الفنانة سمر كموج وفرقتها الموسيقية أغانٍ لدرويش من بينها: «أحن إلى خبز أمي»، و«بين ريتا وعيوني»، فضلاً عن لوحات فولكلورية من التراث الفلسطيني.