تركيا... لا للمؤامرة... لا للشماتة
![عبدالمحسن جمعة](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583383269387080400/1583383291000/1280x960.jpg)
بالطبع إن هناك توليفة متزامنة أتت بحزب العدالة والتنمية للحكم المنبثق عن حزب الفضيلة، والتداعيات التاريخية التي يطول شرحها للنظام التركي الحاكم حالياً، ولكن هذه التوليفة تتكون من رجال كانوا جادين في محاربة الفساد والبناء بعد انقلابات العسكر الدموية، وفساد الأحزاب اليسارية والقومية، بالإضافة إلى العامل المؤثر الآخر المتمثل في الرفض الأوروبي لقبول تركيا ضمن منظومة الاتحاد الأوروبي، والذي أحيا لدى الأمة التركية الموروث العثماني، والهوية الوطنية القومية، التي يكون الإسلام جزءاً مهماً منها، ودفعت الناخب التركي نحو حزب العدالة، الذي يعكس موروثه تجاه الرفض الأوروبي له.تركيا ليست معنية كثيراً بالعرب، وتبحث عن مصالحها، وتتحالف أحياناً مع إيران حتى لو كانت تقوم بمجازر ضد العرب، كما حدث في سورية، ويستخدم الأتراك القضية الفلسطينية كما تستخدمها طهران للدعاية السياسية لخدمة مصالحها، ولعبت أنقرة دوراً مخزياً في القضية السورية، وباعت واشترت بالسوريين مع موسكو، وواشنطن، وطهران، والأوروبيين، كما فعل جميع العرب، وفي النهاية العثماني غير معني بمصير العرب إلا بما يخدم مصالحه، ويقوي موقفه أمام خصومه.ولكن تدمير الاقتصاد التركي، وإسقاط النموذج العلماني الديمقراطي بنكهة إسلامية، لا يخدم مصالحنا كعرب، والتوازن المطلوب في المنطقة، فما يقوم به الرئيس الأميركي دونالد ترامب وبعض حلفائه، من محاولة لكسر رأس تركيا، وإرغامها على الركوع والخضوع والتدخل في شؤونها الداخلية، سيكون له آثار سلبية على أي محاولة لأي دولة إسلامية تريد أن تخرج من إطار التبعية، وتبني لها دوراً في إقليمها وحول العالم.