وقت مستقطع
للسكينة دور مهم في حياتنا، فهي الناقوس الذي يعيد ترتيب أفكارنا والميزان الذي يضبط انفعالاتنا، بتنا نحتاج إلى الهدوء والخلوة أكثر من أي وقت مضى، فنحن نعيش في زمن كثير التشتت، نقف أمام فيضان يومي من الصور والمعلومات، يأخذ الكثير منها طابع الأهمية على الرغم من أنها مجرد سحب عابرة، فيا لها من قدرة مهمة أن نميز بين ما هو مهم وما هو بلا قيمة كي لا نزحم أفكارنا بما لا يفيد.جميل هو الرجوع إلى ذاتك واستقطاع بعض الوقت للهدوء والسكينة، والتأمل في حياتك وتطلعاتك ومراجعة ذاتك، فنحن متصلون بشبكة الإنترنت على الدوام ونعرض أنفسنا بذلك إلى مئات من الصور والأحاديث الجانبية ومقاطع الفيديو بشكل يومي. كل ذلك يسبب الإجهاد الذهني ويقلل التركيز ويشوش الذاكرة، ذلك بالإضافة إلى العديد من الأضرار الصحية كآلام الرقبة وانحنائها والصداع وقلة النوم وضعف الإبصار، أيضاً من المهم جداً حسن إدارة طاقاتنا وادخارها للأمور المهمة فقط، والترفع عن الخوض في التافه من القول والسطحي من الأمور فهي تهدر الكثير من طاقاتنا دون أن نشعر بذلك.
في خضم الحياة ينسى الكثير منا وقت الراحة ومدى أهميته كي يتجدد العطاء، وإن قضاء بعض الوقت لوحدك يشحن طاقتك ويجمع تركيزك فتصبح رؤيتك واضحة ويتدفق سيل الإلهام فيك من جديد. لا تشعر بالذنب لأخذك قسطاً من الراحة، فذلك هو وقودك كي يستمر إنجازك وعطاؤك لمن تحب، وتذكر أن أفضل الأفكار وأجودها يأتيك عندما تستكين وتبعد عنك غبار الأجهزة الإلكترونية وهموم العمل والحياة. تتجلى الأفكار وتستكين المشاعر في الهدوء، وتشحذ البصائر فتصبح الحقائق أكثر وضوحاً.لا تفقد نفسك وسط زخم الحياة، وخصص لها وقتاً لتتواصل به مع ذاتك قبل أن تفقدها.* «لا نحتاج الفرح بقدر ما نحتاج السكينة». (شمس الدين التبريزي).