رغم تكثيف الأمم المتحدة جهودها الدبلوماسية لإنجاح جولة مفاوضات جديدة بين الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي والحوثيين في جنيف سبتمبر المقبل، أعلن رئيس ما يسمى بـ"اللجنة الثورية العليا" للمتمردين في صنعاء، محمد علي الحوثي، أمس، انتهاء هدنة أحادية الجانب لوقف العمليات العسكرية البحرية.واتهم الحوثي حكومة الرئيس هادي، المعترف بها دولياً، وتحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية بـ"عدم قبول" الهدنة التي بدأت منتصف ليل 31 يوليو الماضي، في ظل ضغوط دولية كبيرة أعقبت اعتداء أسفر عن إصابات طفيفة بناقلة نفط سعودية قرب باب المندب الاستراتيجي الرابط بين البحر الأحمر وخليج عدن.
ويأتي تراجع الحوثي عن وقف الهجمات البحرية في حين تشهد جبهة الساحل الغربي لليمن تقدماً للقوات الحكومية بدعم من قوات تساندها الإمارات، العضو الرئيسي بالتحالف، لتحرير مديريات محافظة الحديدة، في حين يخيم الغموض على جهود استعادة مدينة الحديدة، ومينائها الاستراتيجي، مركز المحافظة، التي تحمل الاسم نفسه بعد تحذيرات الأمم المتحدة من إمكانية تأثر إمدادات البلاد من الطاقة والغذاء والدواء جراء اندلاع حرب شوارع وسط تشبث الميليشيات الحوثية ورفضها الانسحاب منها دون شروط.
سفير وخفض
في موازاة ذلك، قال الناطق باسم جماعة "أنصار الله"، محمد عبدالسلام، إن إيران أبلغت جماعته المتمردة باستعدادها لاستقبال سفير يمثل الحكومة المنبثقة عن الحوثيين والأحزاب المتعاملة معهم في صنعاء بطهران.وخفض عبدالسلام من سقف طموحات مباحثات السلام المقبلة بجنيف، في لقاء تلفزيوني لقناة "المسيرة" التابعة للمتمردين، واصفاً إياه بأنها "تحديث أفكار وليست مفاوضات حول حلول جادة".وأضاف: "المعلومات الاستخبارية تؤكد أنه لا يوجد أي نية لدول التحالف في الحلول السياسية". واتهم عبدالسلام، دول التحالف بـ"وقف صفقات تبادل الأسرى وأنها لا تعير اهتماماً بالجوانب الإنسانية".وهدد المتحدث باسم الحوثيين بشن هجمات جديدة ضد الرياض وأبوظبي.هيكلة حكومية
في المقابل، كشف مساعد وزير الدفاع للموارد البشرية في الجيش اليمني، اللواء ركن عبدالقادر العمودي، أن خطط الجيش الحالية تتمثل في إعادة هيكلة القوات في المناطق المحررة، وإعداد المقاومة الوطنية في المناطق التي لم تحرر بعد.وقال العمودي، إن "الخطوط العريضة لخطة قوات الحكومة الشرعية يمكن أن تحدد في بعض النقاط الأساسية، منها أولاً إعادة هيكلة وتنظيم القوات في المناطق المحررة وتشكيلها على أسس وطنية، ودمج قوات ورجال مقاومة واستيعابهم في صفوف الجيش والأمن". وأضاف اللواء أن الجيش اليمني سيعمل على "تنظيم وإعداد المقاومة الوطنية في مناطق وجود الحوثيين ودعمهم للقيام بواجبهم الوطني في مقاومتهم".وجاء الإعلان عن الهيكلة بالتزامن مع اتهام السفير الأميركي السابق في اليمن جيرالد فايرستاين، في لقاء خاص مع "إرم نيوز"، قادة كباراً في الجيش اليمني بقبض مبالغ مالية من ميزالية البلاد، على أنها رواتب لجنود وهميين.وقال إنه تقدم بمقترح عام 2012 كان من شأنه تجنيب الجيش اليمني الفساد والسرقات، متهما نائب الرئيس اليمني الحالي علي محسن الأحمر، بأنه وأد المقترح.تفاؤل وتفاصيل
من جهته، أعرب السفير الأميركي الحالي لدى اليمن ماثيو تولر، عن تفاؤله بجولة مشاورات جنيف المقبلة، وقال إنها ستعقد لبحث إجراءات بناء الثقة، وهي خطوة في طريق الوصول إلى حل شامل للصراع في البلاد.وأكد تولر في مؤتمر مصغر عقده في العاصمة المصرية القاهرة، قائلاً: "التقيت بطرفي النزاع في اليمن وأبديا استعدادهما للانخراط في المشاورات دون شروط مسبقة".إلا أنه أردف بالقول: "نتوقع أن نتائج المفاوضات ستكون متواضعة جداً، ومع ذلك مهما كانت النتائج متواضعة فإنها سترفع الأمل لدى اليمنيين الذين زادت معاناتهم بسبب الحرب".وأشار السفير إلى أنه من الممكن للمشاورات أن تخرج بنتائج إيجابية فيما يتعلق بالتخفيف من المعاناة الإنسانية، وأشار إلى إمكانية التوصل لتفاهم من قبيل إطلاق الأسرى والمعتقلين، وفتح المطارات أمام الرحلات التجارية والمدنية، وفي مقدمتها مطار صنعاء، واتخاذ إجراءات مع البنك المركزي لتثبيت سعر العملة اليمنية. وأضاف أنه لدى المبعوث الأممي رؤية لتحقيق الحل الشامل.وحول الأطراف المشاركة في المشاورات، وما إذا كان سيتم توسيع طاولة المشاورات، أكد السفير أن المشاورات ستعقد بين الحكومة المعترف بها دولياً والحوثيين.وحول المرجعيات الثلاث للحل السلمي القائمة على المبادرة الخليجية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، والقرارات الأممية، شدد السفير على أنها ثابتة لأنها تعبر عن تطلعات الشعب اليمني.ولفت إلى وجود عناصر في قيادة الجماعة الحوثية تخضع للنفوذ الإيراني، وهي غير جاهزة للانخراط في مفاوضات السلام.وحول تسليم السلاح قال: "الأسلحة التي تم الاستيلاء عليها يجب أن تعود إلى الحكومة الشرعية ولا تؤول إلى ميليشيات أو إلى أي طرف سياسي".«باقم» صعدة
في هذه الأثناء، ذكر مصدر عسكري يمني، أمس، أن قوات الجيش تمكنت من السيطرة على مركز مديرية باقم شمال غربي صعدة.وأكد قائد اللواء 102، العميد ياسر الحارثي، أن قوات اللواء ولواء الدعم والإسناد سيطرت على باقم، الواقعة على مسافة تقدر بنحو عشرين كيلومتراً إلى الشمال الغربي من مدينة ضحيان مسقط رأس زعيم الميليشيات عبدالملك الحوثي.