لبنان: «التطبيع» يصعّب عملية «التشكيل»
الحريري لن يقبل إدراج «علاقات سورية» في البيان الوزاري
مع أن الاجواء الايجابية التي عممتها نتائج حركة اللقاءات، نهاية الاسبوع المنصرم، أوحت بإمكان حصول انفراجات على ضفة التشكيل الحكومية اللبنانية، لم تسجل الساعات الاخيرة جديدا يمكن البناء عليه للتفاؤل بولادة حكومية وشيكة. وفي وقت ظلت العقد الداخلية الثلاث (التمثيل الدرزي وحجم القوات اللبنانية وتمثيل السنة من خارج تيار المستقبل) على حالها، يبدو أن المهمة باتت اليوم أكثر صعوبة، بعد أن رُفع في طريقها في الايام الماضية، حاجز جديد، بعد الخطاب الأخير للامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، حين قال: "أحب أن أنصح بعض القيادات، التي نحن على خلاف معها بشأن العلاقة مع سورية (في إشارة الى الرئيس المكلف سعد الحريري)، ألا يلزموا أنفسهم بمواقف قد يتراجعون عنها"، مضيفا: "لينتظروا قليلاً ويراقبوا سورية إلى أين، وما يلزموا أنفسهم، لأنه في النهاية لبنان ليس جزيرة معزولة". وضم رئيس مجلس النواب نبيه بري صوته، أمس، الى نصرالله بقوله إن "تصريحات الرئيس المكلف عن العلاقة مع سورية غير واقعية ولا تفيد".
وأكدت مصادر سياسية متابعة أن "هناك محاولات مكثفة يبذلها محور 8 آذار في الداخل، لإدراج التطبيع مع سورية في البيان الوزاري للحكومة العتيدة، وهو ما لا يمكن الرئيس الحريري قبوله بأي شكل من الاشكال، وقد حسم بنفسه هذا الامر بقوله، الثلاثاء، إن عودة العلاقات مع النظام السوري أمر لا نقاش فيه"، مضيفاً، ردا على سؤال عن مطالبة البعض بتضمين البيان الوزاري مطلب عودة العلاقات كشرط لتشكيل الحكومة: "عندها لا تتشكل الحكومة، وهذا بكل صراحة". وكان زوار بري نقلوا عنه، أمس، إن "خطورة الأوضاع المحلية تستوجب التنازل وعدم التمترس وراء مواقف خشبية لا تفيد لبنان. بين لبنان وسورية علاقات دبلوماسية واتفاقات قائمة. بالأمس، عيّنا -من خلال حكومة تصريف الأعمال- سفير لبنان في سورية، ولسورية ايضا سفيرها في بيروت". وأضاف: "العلاقات الدبلوماسية في الوضع الراهن؛ من عودة النازحين الى حاجتنا للتصدير عبر معبر نصيب، والعديد من الامور والتفاصيل الاخرى، كلها تفرض نفسها وتدفع باتجاه التواصل مع سورية، سواء احببنا ام لا، حاجة لبنان تستوجب الحديث مع دمشق، كما سائر دول العالم، فهل الأمور وقف على لبنان الذي جرب التصدير عبر البحر ودفع خسائر بملايين الدولارات، في وقت بات بإمكاننا تصدير انتاجنا برا عبر سورية ونقول لا".وفي سياق منفصل، استقبل رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، أمس، القائم بأعمال سفارة المملكة العربية السعودية الوزير المفوض وليد بخاري. وكان الاجتماع مناسبة تم فيها البحث في العلاقات الثنائية بين البلدين، وعدد من الأمور المطروحة على بساط البحث. وأكد السنيورة، خلال الاجتماع "عمق العلاقات اللبنانية - السعودية الأخوية الضاربة جذورها في عمق التاريخ، والتي تحتضن المصالح المشتركة بين البلدين، والتي سطرت المملكة خلالها صفحات بيضاء في الوقوف إلى جانب لبنان ودعم استقلاله وسيادته ووحدة أراضيه، في مواجهة كل المخاطر والأطماع". كما أكد السنيورة "أهمية الدور الذي تقوم به المملكة في لبنان والمنطقة في مواجهة المخططات التوسعية المشبوهة التي تستهدف أمن الدول العربية".