أعلنت السعودية، أمس، أنها قدمت مساهمة مالية تبلغ 100 مليون من أجل "مشاريع استعادة سبل العيش والخدمات الأساسية"، التي ينفذها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في مناطق شمال شرق سورية.وأشار بيان رسمي نشرته وكالة الأنباء السعودية (واس) إلى أن المساهمة هي امتداد لعهد قطعته السعودية، خلال المؤتمر الوزاري للتحالف في بروكسل في 12 يوليو 2018، موضحاً أن "هذه المساهمة الكبيرة تهدف إلى دعم جهود التحالف لإعادة تنشيط المجتمعات المحلية مثل مدينة الرقة التي دمرها إرهابيو داعش"، وذلك "في مجالات الصحة والزراعة والكهرباء والمياه والتعليم والنقل (الطرق والجسور الرئيسية) وإزالة الأنقاض".
وشدّد البيان على أهمية "شراكة المملكة الوثيقة مع الولايات المتحدة والتحالف العالمي". وتعدّ هذه المساهمة الأكبر حتى الآن لمصلحة هذه المناطق، التي سيطرت عليها قوات سورية الديمقراطية "قسد" بدعمها الولايات المتحدة والتحالف.ورحّبت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر نويرت، بالدعم السعودي، مؤكدة أن "المملكة شريك رائد في التحالف، واستضافت اجتماع تأسيسه في 2014، وساهمت مذاك الحين بطرق عديدة، بما في ذلك شن غارات جوية في سورية والمشاركة في قيادة مجموعة العمل لمكافحة التمويل في إطار التحالف، وإنشاء مركز اعتدال لمحاربة الإيديولوجيا المتطرفة واستقبال أكثر من مليوني سوري هربوا من العنف، وتقديم أكثر من مليار دولار من المساعدات الإنسانية منذ بداية النزاع السوري".واعتبرت نويرت أن "هذه المساهمة المهمة ضرورية لإعادة الاستقرار وجهود التعافي المبكرة في وقت مهم في الحملة"، مبينة أن الأراضي التي يسيطر عليها "داعش" تقلصت إلى 1000 كلم في سورية، وأن نحو 150 ألف شخص عادوا إلى مدينة الرقة بعد فراره منها.ووسط أنباء عن إنهاء الإدارة الأميركية برنامج بقيمة 200 مليون دولار لتمويل جهود إعادة الاستقرار في بعض المناطق، رفضت حكومة دمشق، التي فقدت السيطرة على هذه المناطق، المساهمة السعودية، ووصفتها بأنها "غير مقبولة أخلاقياً"، وفق وكالة الأنباء السورية (سانا).
مساعدة بريطانية
في السياق، أعلنت الحكومة البريطانية تقديم مساعدات إنسانية إضافية بقيمة 10 ملايين جنيه إسترليني لتوفير المواد الأساسية والرعاية الصحية للسوريين الموجودين في مدينة إدلب والمناطق المجاورة لها، موضحة أنه سيتم دعم الأطباء والممرضين في 4 مراكز استشفائية وفرقتين متنقلتين للوصول إلى كل من يحتاجون إلى المساعدة، في حين ستستفيد بعض الأسر المحتاجة من مساعدات مالية مباشرة.إلى ذلك، ذكر مسؤول بالإدارة الأميركية، أمس، أن مستشار الأمن القومي جون بولتون سيبحث مع نظيره الروسي نيكولاي باتروشيف في جنيف الأسبوع المقبل دور إيران في سورية، كاشفاً عن اتفاق مبدئي توصل إليه الرئيسان دونالد ترامب وفلاديمير بوتين في هلسنكي في يوليو الماضي على ضرورة خروج الإيرانيين من سورية، وإن رأت روسيا أن ذلك سيكون مهمة شاقة.وكشف المسؤول أن القضية الرئيسية في قمة هلسنكي، التي أثارت جدلاً كبيراً في واشنطن ولم يكشف البيت الأبيض عن تفاصيل كثيرة عنها، كانت الحرب في سورية، ودور إيران فيها والوضع الإنساني.في غضون ذلك، ناقش وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو مع نظيره التركي خلوصي أكار في موسكو، أمس، الوضع في سورية وعودة اللاجئين. ووفق وزارة الدفاع الروسية، التي أنشأت في 18 يوليو مركزا خاصا لاستقبال وتوزيع وإيواء اللاجئين السوريين لتسهيل عودتهم إلى وطنهم، فإن "الاجتماع بين الوزيرين كان بناء. وتم خلاله إيلاء اهتمام خاص لمناقشة قضايا تسوية الوضع الإنساني في سورية بأسرع وقت، بما في ذلك عملية اللاجئين".قصف جوي
ميدانياً، قتل 18 عنصراً على الأقل من "داعش" ليل الخميس- الجمعة، جراء قصف جوي استهدف آخر الجيوب الواقعة تحت سيطرته في محافظة دير الزور.ووفق مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، فإن الضربات استهدفت بلدة السوسة في ريف دير الزور الشرقي، وأسفرت أيضاً عن مقتل قيادي رفيع المستوى عراقي الجنسية، والبقية غالبيتهم من الجنسية غير السورية، فضلاً عن إصابة عدد آخر.غارة عراقية
وفي وقت سابق، أعلن الجيش العراقي ليل الخميس- الجمعة أن طائراته نفذت "ضربة جوية موفقة داخل الأراضي السورية استهدفت خلالها غرفة عمليات لعصابات داعش الإرهابية، وتم تدميرها بالكامل".وأشار البيان إلى أن العملية جاءت بناء على معلومات دقيقة من "خلية الصقور" الاستخبارية في وكالة الاستخبارات والتحقيقات العراقية، وأسفرت عن مقتل عناصر من التنظيم المتطرف كانوا يحضّرون "عمليات إجرامية بالأحزمة الناسفة" في العراق.دورية منبج
وفي إطار "خريطة طريق" تضمن إخراج الوحدات الكردية من المنطقة، وتوفير الأمن والاستقرار فيها، سيّرت القوات التركية ونظيرتها الأميركية دورية منسّقة مستقلة جديدة على الخط الفاصل بين منطقة عملية "درع الفرات" ومدينة منبج بريف حلب الشمالي.