أبرم الروائي الكبير إسماعيل الفهد مجموعة اتفاقات مع دور نشر أجنبية لترجمة أعماله إلى لغات أجنبية متنوعة.وفي هذا الإطار، قال الفهد، في تصريح لـ "الجريدة"، إن ثمة شركة أميركية حصلت على حقوق ترجمة رواية "السبيليات" إلى كل لغات العالم، وهذا الموضوع أسعدني جدا، رغبة في إطلاع المتلقي الآخر على تجارب مختلفة، فنحن نقدم في أعمالنا الأدبية همومنا وقضايانا العربية".
وأضاف:" وحصلت مؤسسة سويدية على ترجمة عدد كبير من أعمالي إلى اللغة الأجنبية، ومن هذه الأعمال "سماء نائية"، و"طيور التاجي" و"على عُهدة حنظلة" و"الظهور الثاني لابن لعبون"، و"بعيداً إلى هنا" و"الحبل" و"إحداثيات زمن العزلة"، وهي رواية من سبعة أجزاء، كما اتفقت مع مؤسسة ثقافية من الصين على ترجمة أعمالي إلى اللغة الصينية، والأعمال هي: "الحبل" و"المستنقعات الضوئية" و"الفترات الأخرى" و"على عهدة حنظلة" و"إحداثيات زمن العزلة".
مهمة شاقة
وفيما يتعلق بمواصفات الأعمال العربية الى لغات أخرى، يقول الفهد إن ثمة معايير خاصة جداً تحكم هذه العملية، فضلا عن أمور دقيقة، وفي حال اختلال أي عنصر من هذه العناصر أعتقد أن الأعمال المترجمة لن يحالفها النجاح، ويبقى فقط أنها نالت هذ الاستحقاق، ولن يقبل القارئ على قراءتها، فأنا لديّ يقين بأن الترجمة عمل إبداعي ومهمة شاقة، تحتاج إلى عناية خاصة من المترجم كما تتطلب الترجمة جهات ثقافية فاعلة تتقن هذا العمل الإبداعي.وحول مشاركته في الجائزة العالمية للرواية العربية (بوكر)، كشف الفهد أن رواية "على عهدة حنظلة" رشحت لتكون ضمن الأعمال المتنافسة على النسخة الجديدة من جائزة "بوكر"، وهذا الترشيح جاء بناء على رغبة دار العين للنشر.وعن الرواية التي تناولت الفنان الفلسطيني قال: "العمل يحتفي بنصوص نثرية للشاعر الفلسطيني محمود درويش، ونصوص للروائي الفلسطيني إميل حبيبي"، إضافة إلى رسومات العلي التي فيها كثير من الكلمات".وتابع :" كان واجبا عليّ أن أكتب عن تاريخ علاقتي بالعلي التي بدأت من ستينيات القرن الماضي حتى اغتياله، فقد كان العلي شريكا لي في النشاطات الثقافية التي كنا نتولى تفعيلها وتنظيمها في الكويت".على عهدة حنظلة
من أجواء رواية "على عهدة حنظلة: "علاقة الكف بالكفن.. تنتابك رعدة داخلية، في لحظة مغفلة من زمن سحيق استعنت بمنديل جيبك، كفنت به كفك تجنبا لمرارة محتملة قبل أن تقدم على قطف ثمرة حنظل صغيرة كاملة الاستدارة، مرارة الموت السريري الآن، وهذه الإحاطة الكلية بالبياض ليست سوى توطئة لبياض آت ممثلا بالكفن.ينتابك صوت طفولي بدا مألوفا لك، هادفا لأن يلفت اهتمامك. أنا هنا. تنبش الصوت عنك. ليس الآن. تعود لمعطيات مشهد فجر محدد وسط بر مدينة عراقية يدعونها السماوة، رياحهم الطريقة في حين كان قطارهم السريع يستعد لمتابعة السير. يشاغبك الصوت الطفولي ثانية. أنا الحنظلة التي انحنيت عليها قطفتها في فجرك البعيد ذلك. باقية حيرتك تجاه استحالاتك الجسدية المفاجئة غير المدركة في الوقت ذاته، كنت تتابع إصغاءك لحنين، وهي تقرأ عليك من كتاب حبيبي، منحى من الشفافية والصفاء النفسي، لحظة ارتج في العمق منك ما لا تدرك كنهه، أشبه بانفجار نحو الداخل، ثقب أسود يستقطب مفاصل وعيك أنت في العدم...".يذكر أن ناجي العلي (1937 - 1987)، رسام كاريكاتير فلسطيني، تميز بالنقد اللاذع الذي يعمّق عبر اجتذابه للانتباه الوعي الرائد من خلال رسومه الكاريكاتيرية.