جاهدة وهبة تحيي أمسية صوفية طربية ضمن «مهرجانات بعلبك الدولية»
في حفلتها ما قبل الختامية، استضافت مهرجانات بعلبك الدولية في لبنان الفنانة اللبنانية جاهدة وهبة في أمسية موسيقية تردَّدت أصداؤها في أنحاء معبد باخوس، وحضرها كبار الشعراء الحديثين والمتصوفين، على أنغام زادها صوت جاهدة وهبة الشجي جمالاً ورونقاً. لكن هذا الحدث الذي انتظرته جاهدة طويلاً رافقته غصة في قلبها بسبب وفاة الفنانة العراقية سحر طه التي تكنّ لها جاهدة كل إعجاب وتقدير، وقدَّمت لها أمسيتها الغنائية.
للمرة الأولى تقف جاهدة وهبة على أدراج بعلبك، فكان لذلك وقع عليها أحاط حضورها بهالة من رهبة وفرح في آن، وجمعت في أمسية موسيقية الطرب والجاز بمرافقة المؤلف الموسيقي إيلي معلوف وفرقته الموسيقية القادمة من باريس، وبمشاركة عازفين من لبنان، وسورية، وفلسطين، والمغرب. كانت البداية مع افتتاحية موسيقية مهداة لبعلبك من تأليف معلوف الذي قاد الفرقة الموسيقية، وقدَّم مقطوعات من روائع ألحانه، ومن أعمال مارغريت مونو وسيد درويش والأخوين فليفل وجاهدة وهبة وزياد بطرس ومدحت عاصم وبليغ حمدي.أما وهبة فأطربت جمهوراً تجاوز الـ 600 شخص من عشاق الملتقى الموسيقي بين الشرق والغرب. جالت الفنانة في خوابي الشعر والأصالة لتنهل من كلمات عمر الخيام، ورابعة العدوية، والحلاج، ونزار الحر، ومحمود درويش، وسواهم.
ومن روائع ما قدمت: «يا ولدي، وأين النديم، وموال أحبك حبين، وسبحان من جملك، ويا شادي الألحان، وسما عينيك، ويطير الحمام، ويا حبيبي، وحلوة يا بلدي»، ولحن صوفي تركي موسوم تحت عنوان «إلهي» تخللته قصيدة للحلاج وترنيمة سريانية.
أغانٍ نخبوية
سيطر على أمسية جاهدة وهبة في معبد باخوس طابع الأغاني النخبوية الذي لطالما اتهمت به، وقد ردت على هذا الاتهام لدى استضافتها أخيراً ضمن برنامج «سهرة عمر» الذي يُقدمه شادي ريشا عبر تلفزيون لبنان: «في ظلّ الأزمة الفنية التي نعيشها لا أقبل أن أقدّم ما لا يرضيني».وحول غنائها لكبار الفنانين في حفلاتها، أضافت: «وهبني الله نعمة كبيرة وهي قدرتي على الغناء لأصوات مختلفة وأنماط غنائية متنوعة»، موضحة أنها تعشق اللغة العربية والسبب يعود إلى والدها، لافتة إلى أنها تتعامل مع القصيدة كأنّها الحبيب، «أتحاور معها، ونتناقش ونختلف». كشفت أنها أوشكت على الانتهاء من تسجيل أغاني ألبومها الجديد الذي يُفترض أن يبصر النور قريباً مؤكدة أنّها مقتنعة بالأعمال التي تُقدمها فيه.وحول عدم وجود شركة إنتاج تدعمها في مسيرتها، قالت: «أرفض تقديم تنازلات فنيّة، وفي حال توافرّت شركة إنتاج لن أقدّم أي عمل، إذا لم أكن راضية تماماً عنه».يُذكر أن جاهدة أطلقت أخيراً أغنية بعنوان «سما عينيك» كلمات الشاعر جرمانوس جرمانوس، وألحانها وتوزيع إيلي معلوف. وقد صوّرتها تحت إدارة ابنة شقيقتها يارا الضهر.سحر طه... موجع رحيلك
نعت جاهدة وهبة الفنانة سحر طه التي رحلت منذ ايام برسالة مؤثّرة نشرتها عبر حسابها على «فيسبوك» جاء فيها: «سحر الحبيبة... منهوبة روحي إليكِ وأنت تغادريننا على جناح غيمة إلى الأزرق العالي.. مبدّدَة كلماتنا، صرخاتنا المكتومة إذ نلوّح لك بمناديل الغياب... الغياب الذي آثرتِ باكراً وباكراً احترافه بعدما تركت صوتكِ في كل إشعاعة وحنين وتنهيدة وغرسة نغم ونفحة صوفية».أضافت: «كم حملتِ على جناح أوتارك تهليلاتنا وآهاتنا ووجع العراق... كم حافظتِ على حفنة الحلم في مرايا عينيك ورمّمتِ في أعيننا صورة الأمل... فاجعة هو رحيلك... متعسّف غيابك... قهُار فادح سفرك... عنقاء العراق... المترفّعة الشغوفة العاشقة، يعزّ عليّ أن أغني الليلة في معبد باخوس وأنت في بعيدك الجرح... كلّ أغانينا الليلة مهداة لروحك... سلام عليك... والعزاء لقلوب عائلتك ومحبّيك».
قدمت الأمسية الموسيقية إلى الفنانة الراحلة سحر طه