أدّى حجاج بيت الله الحرام، أمس أول، مناسكهم من خلال التوافد إلى مشعر منى حيث قضوا يوم التروية استعداداً للوقوف بمشعر عرفات اليوم، الركن الأهم من فريضة الحج.وأكدت قيادة أمن الحج تنفيذ خطة متكاملة لتسهيل عملية تصعيد الحجاج إلى مشعر منى، مع التركيز على توفير الأمن والأمان وتحقيق السلامة واليسر في جميع الطرق التي يسلكها الحجاج من مكة المكرمة إلى منى.
وبات الحجاج ليل أمس، في مخيمات منى التي تقع على مساحة تقدر بـ 2.5 مليون متر مربع وتستوعب أكثر من 2.6 مليون حاج استعداداً للانطلاق إلى مشعر عرفات فجر اليوم لأداء نسك الحج الأكبر.وتقتصر أعمال يوم التروية، على قدوم الحجاج إلى منى، للاستراحة فيها وأداء الصلوات قصراً، دون جمعها، وتنظيم قوافل ضيوف الرحمن، عبر عشرات المسارات والطرق المخصصة للحجاج فقط، بعد أن أغلقت سلطات الحج جميع المسارات والطرق في المشاعر ومكة المكرمة لتكون قاصرة على حجاج البيت الحرام. ويعود الحجاج إلى منى صبيحة اليوم العاشر من ذي الحجة بعد وقوفهم على صعيد عرفات يوم التاسع من شهر ذي الحجة ومن ثم المبيت في مزدلفة.ويقضي الحجاج في منى أيام التشريق الثلاثة لرمي الجمرات الثلاث مبتدئين بالجمرة الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى.
خدمات المشاعر
وترافق الحجاج في المشاعر المقدسة شتى الخدمات التي تقدمها اﻷجهزة السعودية، بدءاً من وسائل الاتصال الحديثة، والمستشفيات المتنقلة، وخدمات إطعام وسقاية، لجميع الفئات، من المرضى وكبار السن واﻷطفال، وذوي الاحتياجات الخاصة، الذين خصصت لهم مسارات خاصة في المشاعر المقدسة، وأكثر من 13 ألف عربة، من بينها 700 عربة كهربائية. وأكد قائد قوات الدفاع المدني لمشعر عرفات العميد عبدالله أبو مارقة تأمين ونشر أحدث الآليات والمعدات لمراقبة ومتابعة حركة الحجاج بجبل الرحمة ومسجد نمرة من خلال أبراج مجهزة بمشعر عرفات، إضافة إلى نشر مجموعة من الفرق المتخصصة في مجالات المراقبة والرصد والإنقاذ والإسعاف والإخلاء، تتمركز في هذين الموقعين.وبثت وزارة الشؤون اﻹسلامية بالتعاون مع الاتصالات السعودية، أكثر من 27 مليون رسالة نصية لتوعية الحجاج وإرشادهم ﻷداء مناسكهم، فيما يقوم "المركز الوطني لقياس أداء اﻷجهزة العامة"، بقياس مدى رضا ضيوف الرحمن عن الخدمات الحكومية المقدمة.وأعلنت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات جاهزية خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات لخدمة ضيوف الرحمن، وتولت الهيئة الإشراف على مقدمي خدمات الاتصالات في توفير حوالي 16 ألف محطة قاعدية، وأكثر من 3000 نقطة وصول لشبكة الـ"واي فاي" في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة.وأطلقت السعودية عشرات التطبيقات الذكية المخصصة للحجاج لاستخدامها على أجهزتهم الذكية، لإرشادهم في مناسكهم وللإجابة عن أسئلتهم، والتواصل مع الجهات المعنية. وفي الخدمات الصحية، أعلنت الهيئة العامة للإحصاء السعودية، أن عدد القوى العاملة في تقديم الخدمات الصحيَّة والإسعافية لضيوف الرحمن هذا الموسم بلغ أكثر من 32.579 فرداً منهم 9.216 امرأة من منسوبي وزارة الصحة وهيئة الهلال الأحمر السعودي ومنسوبي الهيئة العامة للغذاء والدواء، فضلاً عن القوى العاملة، التي تقدِّم الخدمات الصحية من منسوبي القطاعات الأمنية والعسكرية.من جهتها، أعلنت هيئة تطوير مكة والمشاعر المقدسة تهيئة قطار المشاعر لحجِّ هذا العام لنقل أكثر من مليوني حاج عبر أكثر من ألف رحلة خلال سبعة أيام، وتجهيز تسع محطات موزعة على عرفات ومنى ومزدلفة.ووفق أرقام رسمية صادرة من الهيئة العامة للإحصاء، تم تأمين ربع مليون شخص، يمثلون أكثر من 45 جهة حكومية تشارك في تقديم أكثر من 195 خدمة رئيسية لتسهيل أداء المناسك بالنسبة لضيوف الرحمن.3 آلاف حافلة
إلى ذلك، أعلنت "الشركة السعودية للنقل الجماعي" (سابتكو) اكتمال تنفيذ المرحلة الأولى من خطتها وبدء الثانية التي تشمل نقل الحجاج من وإلى المشاعر المقدسة عبر أكثر من 3000 حافلة على مدار الساعة.وذكرت وكالة الأنباء الرسمية (واس) أن "سابتكو" تعمل خلال هذه الأيام على نقل حجاج الداخل إلى الحرم المكي بشكل ترددي، وحتى 13 من ذي الحجة في خطة تسعى إلى منع تكدس حافلات نقل الحجاج حول منطقة الحرم المكي الشريف، والعمل على سرعة نقل الحجاج إلى الحرم. وستعمل "سابتكو" على توفير خدمة النقل الترددي بين مشعري عرفات ومزدلفة إضافة إلى نقل الحجاج من مواقف حجز السيارات بمداخل مكة المكرمة إلى المشاعر المقدسة وذلك خلال يومي التروية والتصعيد.إدارة الترجمة
في سياق متصل، أكد المسؤول بإدارة الترجمة في المسجد الحرام مازن الصاعدي أن "نحو 80 في المئة من القادمين لمكة ليسوا من العرب. واللغة الأوردية هي الأكثر انتشاراً بين الحجاج تليها اللغة الإنكليزية".ويعمل 80 مترجماً في قسم الإرشاد على مدار الساعة لمساعدة الحجاج باللغات الإنكليزية والفرنسية والفارسية والمالاوية والتركية والصينية والهوسا بالإضافة إلى الأوردو، التي تعد اللغة الأكثر انتشاراً في الحج. ويرتدي المترجمون سترات رمادية اللون، عليها اسم اللغة التي يتحدثونها ليقترب منهم الحجاج الذين يحتاجون إلى مساعدة.