خان يتخلّى عن قصره وخدمه ويحضّ على التقشف
رئيس الحكومة دعا الباكستانيين إلى «الجهاد»... وتوعّد الفاسدين بحرب حاسمة
في أول كلمة له إلى الشعب بعد توليه منصبه، وعد رئيس الوزراء الباكستاني الجديد عمران خان (65 عاما)، بتنفيذ رزمة إصلاحات تهدف لمكافحة الفساد وتعزيز التنمية البشرية في بلد يشهد نموا اقتصاديا متسارعاً لكنه يعاني في الوقت نفسه فوارق اجتماعية صارخة، بدأها بالتخلي عن المقر الحالي الفخم المخصص لإقامته، كما يعتزم الاحتفاظ بخادمين فقط من إجمالي 524 خادما وموظفا، في إطار سياسة التقشف التي سيتبعها لتخفيض الديون.وعلى مدى أكثر من ساعة، كرر بطل الكريكت السابق الوعود التي أطلقها خلال حملته الانتخابية، لا سيما "دولة الرفاه الاسلامية"، لكنه خصص حيّزا من خطابه لمواضيع قلّما تطرّق اليها أسلافه مثل مكافحة الاعتداءات الجنسية التي يتعرض لها الأطفال، والتغير المناخي.ومن دون أن يذكر أسماء، أعرب رئيس الوزراء الباكستاني الجديد عن أمله تحسين علاقات بلاده مع جيرانها، إضافة الى تعزيز الامن في اقليم بلوشستان المضطرب والمناطق الحدودية مع أفغانستان، مضيفا: "نحن نريد السلام لأن باكستان لا يمكنها ان تزدهر ما لم يعد السلام الى ربوعها".
وأوضح أنه احتفظ بحقيبة الداخلية لنفسه لأنه يريد الاشراف شخصيا على مكافحة الفساد وتبييض الأموال، معلنا برنامج تقشف يشمل رأس هرم السلطة ويشمل بيع 78 من السيارات المضادة للرصاص الـ80 المخصصة لخدمة رئيس الوزراء، والتخلّي عن أكثر من 524 خادما وموظفا موضوعين في تصرّفه، إضافة الى تحويل مقر إقامة رئيس الوزراء الى جامعة، مشيراً الى أنه سيعيش في منزل صغير مؤلف من 3 غرف نوم بدلا من المقر الحالي الفخم المخصص لإقامة رئيس الوزراء. وقال: "أريد أن أقول لشعبي إنني سأعيش حياة بسيطة، سأحافظ على أموالكم"، مضيفا: "سأحارب الفاسدين، إما أن ينتصر البلد وإما أن ينتصر الفاسدون".ودعا خان الباكستانيين في الخارج إلى الاستثمار في بلدهم، والأغنياء إلى البدء في دفع الضرائب، قائلا: "مسؤوليتكم دفع الضرائب، اعتبروا ذلك جهادا. يجب أن تدفعوا الضرائب لتحسين أحوال بلدكم".وشدّد على تبني نظام تقدمي للضرائب، داعيا إلى إنفاق الأموال على الأكثر احتياجا، مثل الأطفال الذين يعانون سوء تغذية، أو إحقاق العدل لضحايا التجاوزات، ومكافحة التغيرات المناخية.وقلة في باكستان يسددون الضرائب المترتبة عليهم حاليا. ولم يوضح خان كيف سيعزز نظام الضرائب خصوصا على الأغنياء.