بعد أدائهم ركن الحج الأعظم بالوقوف على صعيد عرفات الطاهر، متضرعين إلى الله أن يعم السلام العالم، وتتوقف إراقة الدماء وخصوصاً في بلاد المسلمين، ومع غروب شمس يوم المغفرة، نفر أكثر من مليونَي مسلم إلى مزدلفة، ليبدأوا بعدها رمي الجمرات مع شروق شمس "يوم النحر". وفي خطبة يوم عرفة بمسجد نمرة، وبحضور جموع غفيرة من حجاج بيت الله، دعا خطيب المسجد النبوي الشريف، حسين آل الشيخ العالم إلى اعتماد الأخلاق في كل مناحي الحياة.
وأكد آل الشيخ أن "الإسلام يحفظ المصالح، ويدرأ المفاسد، ويدعو إلى عمارة الكون ونفع الخلق، ويقرر التآخي، ونشر الرحمة والمودة، ونشر الخير والمعروف والعطاء، والكف عن ظلم الناس والعدوان عليهم"، موضحاً أن "أمة الإسلام كانت أمة واحدة، تجتمع على الهدى، بعيدة عن الأهواء والفتن والشقاق والبغضاء، وتهتدي بكتاب واحد هو القرآن العظيم، وتصلي لجهة واحدة هي الكعبة المشرفة، وتحج لبيت واحد وتؤدي نسكًا واحدًا، وتتناصر برحمة وعدل".وبينما لفت إلى أن "صورة الإسلام الحقيقية تشتمل على أعلى الأخلاق وأحسن التعاملات، فما أحوج الخلق اليوم إلى اعتماد الأخلاق في التعاملات المالية وأنظمتهم الاقتصادية والسياسية وكل مناحي الحياة"، مشدداً على أنه "لن تتمكن أمة من تشكيل مواطنين صالحين إلا بزراعة الأخلاق في نفوسهم"، أكد أن طاعة ولاة الأمور لها أثر عظيم في حفظ النظام العام.إلى ذلك، وجرياً على العادة في اليوم التاسع من ذي الحجة من كل عام، أنزل نحو 160 صانعاً وفنياً ثوب الكعبة المشرفة القديم، واستبدلوه بالثوب الجديد.
وتتكون الكسوة من خمس قطع تغطي كل قطعة وجهاً من أوجه الكعبة المشرفة، والقطعة الخامسة هي الستارة التي توضع على باب الكعبة. وبعد إسدال القطع على أوجه بناء الكعبة تتم حياكتها.