تهدف شركة "لاش" للتجميل إلى المساعدة في عكس مسار تأثيرات إزالة الغابات عن طريق تشجيع نمو المحاصيل الوطنية مثل الفانيلا والأفوكادو. فما بين عامي 1990 و2005 تمت إزالة 17 في المئة من الغابات المطرية Rainforests في غواتيمالا لتسهيل زراعة أشجار زيت النخيل وإقامة مزارع الماشية، مما أدى إلى تجفيف تربة البلاد من المغذيات وتآكل الأرض وفقدان التنوع الحيوي. والحل البسيط لإصلاح هذه المشاكل يكمن في حماية الأرض التي لم تستخدم لزيت النخيل ومن مزارعي المواشي واستخدامها لإعادة استزراع النباتات المحلية.
ويستثمر صندوق "لاش 3335" المستدام (أو صندوق سلاش) الذي تديره شركة "لاش" للتجميل الطبيعي في مشاريع زراعية حول العالم، والتي تساعد في تجديد الاقتصادات المحلية والأرض وتوفر سلسلة إمداد تستطيع شركة "لاش" من خلالها البحث عن مصادر لمنتجاتها. واستثمر حتى الآن الصندوق الذي تموله الشركة من خلال تخصيص 2 في المئة من المبالغ التي تنفق على المواد الأولية والتغليف نحو 5.1 ملايين دولار في مشاريع زراعية مجتمعية في 21 دولة.ويقول مدير صندوق "سلاش" غافين هوليت، إن غواتيمالا كانت مكاناً مثالياً لشركة "لاش" لتحسين تأثير الصندوق. كما أن مناخ البلاد يشجع على زراعة الكثير من المحاصيل مثل الأفوكادو الذي تستخدمه الشركة في منتجاتها. ويضيف "أنها تعرضت لأوقات صعبة بسبب التآكل البيئي نتيجة الإزاحة التجارية للأحراج والكوارث الطبيعية". وأثناء زيارته لذلك البلد في سنة 2015 علم هوليت وفريقه عن وجود مرعى سابق للمواشي بمساحة تبلغ 225 هكتاراً تعرض لسوء إصلاح، وكان محتملاً أن يباع إلى شركة تنتج زيت النخيل. وبدلاً من ذلك اشترت "لاش" الأرض مقابل مليون دولار وأعادت زراعة محاصيل وطنية، مثل الماهوغاني والونيلية والكاكاو.وعلى أي حال، لا تقوم شركة "لاش" بهذا العمل في غواتيمالا بصورة منفردة، وقد تشاركت مع جمعية محلية تدعى "ايزابال أغرو فورست" كانت تعمل في جهود إعادة التشجير في البلاد منذ سنة 1992. وكانت هذه الجمعية العائلية تساعد على استعادة محاصيل مثل الأرز الاستوائي والماهوغوني إلى الأراضي المتردية، كما ساعدت شركة "لاش" على زراعة تلك المحاصيل في مراعي المواشي السابقة بطريقة تحقق القدر الأعلى من النمو وصحة التربة. وكتبنّ الجمعية على موقعها تقول: "نحن نريد خلق وإدارة نباتات عالية القيمة تحفظ وتحمي الأنواع المهددة، في حين نقدم فائدة إلى البيئة والناس الذين نعمل معهم".
الشراكة مع المربين المحليين
ولهذه الغاية، كانت الجمعية مهمة أيضاً إزاء مساعدة شركة "لاش" على تفعيل الجانب الثاني من عملها في غواتيمالا: الشراكة مع مربين محليين. وعبر صندوق "سلاش" توفر الشركة مساعدة للمئات من المزارعين المحليين، الذين تعهدوا باستخدام نصف هكتار من أرضهم لتربية الغلال الوطنية المتنوعة لدى جمعية ايزابال أغرو فورست وشركة "لاش"، إلى جانب بقية محاصيلهم. وتتولى الجمعية إدارة كل العلاقات مع حوالي 400 مزارع محلي تعمل "لاش" معهم حتى الآن (وتأمل إضافة 200 مزارع بحلول نهاية هذه السنة). ويقول هوليت، إن شركة "لاش" تدعمهم على شكل تدريب وتوجيه وإشراف – إضافة إلى ضمان سوق لمنتجاتهم لأننا سوف نشتريها. ونظراً إلى أن البعض من المنتجات مثل الماهوغاني غالية الثمن، فإن شركة "لاش" تمنحها الى المزارعين في صورة " قرض بيولوجي "كما يدعوه هوليت الذي يقول إنهم غيرمضطرين " إلى تسديد القرض مالياً ولكن عندما تعطي تلك النباتات نتاجاً أو بذوراً نحن نطلب أن يحفظوه لزراعته في أماكن أخرى".ويهدف نظام شراكة المزارعين المحليين للقيام بدور محفز من أجل إعادة تنويع بيولوجية الإقليم برمته. وفي أغلب الأحيان، وبالنسبة إلى صغار المزارعين، فإن العمل في غلال مثل الونيلية والماهوغاني، وفيما يشكل ذلك فائدة لأرضهم، فهو يمثل صعوبة مالية لهم. ويرجع ذلك ليس إلى الثمن الغالي للحصول عليها، بل لأنها تتطلب بضعة مواسم تربية قبل أن تبدأ بطرح عوائد على الاستثمار من خلال بيع تلك المحاصيل. ويقول هوليت، إن دعم المزارعين وهم يطرحون هذه المحاصيل يمكن صندوق سلاش من "رفع الضغط عن النتائج القصيرة الأجل ويسمح للمزارعين بالتركيز على الأجل الطويل الذي سوف يكون في نهاية المطاف أفضل بالنسبة الى البيئة". ويضيف هوليت أن الجهود في غواتيمالا تتحسن ولا تزال المحاصيل صغيرة جداً لادماجها في منتجات شركة "لاش". ولكن بمجرد أن تتمكن من حصادها فإن الأمل يكمن في يأتي حوالي 20 في المئة من المحاصيل التي تستهدفها عن طريق المزرعة التي تمتد على مساحة 225 هكتاراً والتي تديرها "لاش"، وأن تأتي نسبة 80 في المئة مباشرة من صغار المزارعين لدعم مصادر معيشتهم.● ايلي أنزيلوتي