السمع والطاعة
القمع ما هو إلا دليل الخوف من حجة الطرف الآخر، فالقامع يتعمد نشر الجهل ورسم الحدود كي يبقى الطرف الأقوى، والمدهش في الأمر أن العقل العربي أدمن الحدود الضيقة عليه، فأصبح ينفر من الحرية ويمجد الشخصيات الدكتاتورية!
![دانة الراشد](https://www.aljarida.com/uploads/authors/400_1702572887.jpg)
القمع ما هو سوى دليل الخوف من حجة الطرف الآخر، فالقامع يتعمد نشر الجهل ورسم الحدود كي يبقى الطرف الأقوى، والمدهش في الأمر أن العقل العربي أدمن الحدود الضيقة عليه، فأصبح ينفر من الحرية ويمجد الشخصيات الدكتاتورية! والأسوأ من ذلك أن الأمم العربية لا تقرأ، فهم (العرب) غارقون في الجهل بلا أعذار، حيث إن جميع المعلومات متوافرة على الدوام عبر شبكة الإنترنت. كان أملنا في الشبكة العنكبوتية كبيراً لنشر المعرفة، لكن مقابل حفنة العرب الذين يستخدمونها للفائدة والتعلم هنالك الملايين من «التبّع» الذين يرفضون بذل أي مجهود شخصي للتغيير، حيث إن الغالبية يستخدمون الإنترنت بشكل استهلاكي بعيداً عن أي نوع من العلم والفائدة، وفضحت وسائل التواصل الاجتماعي القبح والجهل وازدواجية المعايير لدى العرب والتي يخلقها العيش تحت خوف مستمر.في الكويت كنا نعتبر محظوظين حيث سقف حرية الفرد والرأي أعلى من نظيراتها من الدول العربية الأخرى– وما زال الأمر كذلك إلى حدٍ ما- لذا فإن من المؤسف جداً انخفاض هذا السقف في السنوات الأخيرة، ونطمح إلى المزيد من الحقوق والحريات ونشر الوعي والمعرفة، فهي أساس تقدم الشعوب، وإن هذا التدهور مؤشر خطير، فسبب تقدم الكويت الثقافي خليجياً وعربياً في السابق هو هذه الحرية المكفولة بالدستور، لذا يجب ألا يمر أي نوع من التعدي عليها مرور الكرام. العقل العربي فرضت عليه العديد من القيود والخطوط الحمراء، أما آن لها أن تتلاشى؟