High Light: «خلوا خلف يغني»
وضع البلد ينطبق عليه هذا المشهد من مسلسل (مرايا) لياسر العظمة، «مرسوم وزاري: خلوا خلف يغني»، وخلف هذا لا يعرف الفرق بين القرار والجواب في الموسيقى، حتى أنه لم يسبق له الغناء، ولكن لأنه ابن خالة وزير الإعلام فقط. هذا ينسحب على كل المجالات والمرافق المختلفة، وخير دليل تلك التعيينات البراشوتية التي شملت كل مرافق الدولة، لذلك تم خلق أزمة الشهادات المزورة لصرف الأنظار لعدم الانتباه، وبالتالي تعيين أكبر عدد ممكن، وفي نظري سبب هذا الاستعجال هو شعور الدولة العميقة والأذرع التي تمثلها داخل أجهزة الدولة أن هناك ترتيبات تلوح في الأفق قد تنسف نفوذهم وتنهي سطوتهم.المشهد لم يتغير في كل مرة، وهو خلق أزمة في مكان لتتم حالة فساد في مكان آخر، ومن ضمنها أزمة الشهادات المزورة، وما صاحبها من حملة إعلامية غير مسبوقة، وكأنها سبب كل عثراتنا المختلفة في كل المجالات، وفي نهاية المطاف تم رصد عدد قليل جداً من حالات التزوير عددها لا يتعدى أصابع اليد مع تقديم الأعذار والمبررات من قبل اللجنة الثلاثية بأن فحص الشهادات المزورة عبء عليها حتى قبل عملها، وهي التي لم تتشكل إلا لهذا الغرض.
هذا كله ليتمكن خلف ورفاقه، الذين يمثلون كل مكونات الشعب الكويتي، من الرقص والغناء على آلام الأمة، وذلك لتبوئهم أعلى المناصب بكل أجهزة الدولة، وهم ليسوا أكفاء لها، وتم ذلك في ظل غياب معايير اختيار القيادي، التي أصبح وجودها هو السبيل الوحيد للخلاص من نهج الإدارة في الأزمة، وما خلفه من أزمة إدارية هو سبب كل مشاكلنا التي نعانيها.ختاما:المتتبع لسياسات الحكومات المتعاقبة على مر التاريخ السياسي الكويتي لا يخطئ حقيقة مفادها أن كسب الولاءات السياسية يتم من خلال التعيينات على خلفيات قبلية وطائفية وعائلية، إلى غير ذلك من تصنيفات، فمبدأ الكفاءة والنزاهة غائب تماماً من مخيال تلك الحكومات لمصلحة مبدأ «هذا ولدنا» لتتشكل صورة بشعة جداً يعبر عنها بكل وضوح صوت خلف في الغناء!ودمتم بخير.