استراتيجية خروج تيريزا ماي
![سبكتاتور](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583170914035257300/1583170921000/1280x960.jpg)
يعود الفضل في بقاء ماي في منصبها حتى اليوم إلى دعم نوابها الأقل بروزاً، فعندما تعرضت الحكومة لتقارير الحروب ومجازفات القيادة، تدخل نوابها وأبقوا القافلة سائرة، لكن كره الحكومة بدأ ينتشر في الحزب، وتصطدم محاولات توحيد الحزب بعقبات كبيرة. كان لهذه الفوضى وجه إيجابي واحد: لا يشعر عدد كبير من النواب بالمرارة لعدم حصولهم على مناصب في الحكومة، على العكس سُرّ كثيرون لعدم دخولهم الحكومة، وأعلن نائب مستاء: "عندما يسألني الناس: "هل أنت منزعج لأنك لم تُعيَّن وزيراً؟" أجيبهم بالنفي، بالطبع جوابي هذا غير صادق في الأحوال العادية، إلا أنني لست كذلك هذه المرة، ولا أحد يريد أن يرتبط اسمه بهذه الحكومة، وأشعر أننا بلغنا مرحلة شبيهة بما اختبرناه نحو نهاية عهد حكومة بلير". إذاً، إن كانت ماي تخطط للرحيل فما السبيل إلى ذلك؟ لم نشهد الكثير من الأمثلة السعيدة السابقة، فعندما أعلن ديفيد كاميرون قراره عدم خوض انتخابات أخرى أمام عدسة محطة "بي بي سي" فيما كان يقطّع الخضر في مطبخه، تحول رحيله إلى خبر طغى على كل المسائل الأخرى التي أراد التحدث عنها، وعندما أكّد توني بلير أخيراً أنه سيغادر الحكومة في غضون سنتين، تراجعت سلطته في الحال.يبقى السؤال الذي يُطرح على المحيطين بماي: "ما قد تخسر؟". ثمة خطر أن تصبح "أكثر ضعفاً"، على حد تعبير أحد زملائها، لكن البعض يظنون أن سباق القيادة قد بدأ مع اعتبار كل كلمة يكتبها بوريس جونسون وكل خطوة يتخذها ساجد جاويد مناورة في حملة القيادة، ويُقال إن ماي، إذا أعلنت مسبقاً استقالتها، تملك فرصاً أكبر للحؤول دون تعطل عهدها بالكامل قبل شهر مارس.ربما تستمد ماي العبر من كارثة انتخابها، إذ أخبرت حينذاك وزراءها أنها ستواصل الحكم "ما داموا يريدون ذلك"، فنجح هذا العرض، فضلاً عن قبولها بأن حزبها يحدد طول عهدها، في تحويل عدائية الحضور إلى تقدير، وتستطيع أن تكرر هذا النجاح اليوم حين تعود من أسفارها. صحيح أن حزبها ما عاد يريدها أن تستمر، ولكن إذا أشارت إلى أنها مستعدة للتنحي حين يرون أن الوقت المناسب قد حان، يمكنها حينذاك أن تأمل الحصول على خروج مشرّف.* «كاتي بولز»