بولتون: الأسد يحضّر لهجوم كيماوي وسنرد بضربة ماحقة
موسكو: واشنطن أرسلت المدمرة «سوليفان» ونشرت قاذفات استراتيجية... ولندن تشارك في تمثيل الهجوم
للمرة الثانية خلال أيام، توعد مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون بتوجيه ضربة ماحقة للرئيس السوري بشار الأسد؛ في حال إقدامه على استخدام السلاح الكيماوي مجدداً، في تطور اعتبرته موسكو تمهيداً غربياً لإثارة قضية تغيير النظام وحذرت من خطوات غير محسوبة.
حذر المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف ونائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف، بشكل منفصل أمس، من أن واشنطن وحلفاءها الغربيين يعدون لضربة جديدة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، مشيرة إلى استعدادات لهيئة تحرير الشام «النصرة سابقاً» لعمل استفزازي من أجل اتهامه باستخدام السلاح الكيماوي ضد سكان محافظة إدلب المسالمين.ووفق كوناشينكوف، فإن «النصرة» أرسلت «ثماني حاويات كلور» إلى بلدة جسر الشغور بهدف «تمثيل» الهجوم وأن هذه الحاويات نُقلت لاحقاً إلى قرية على بعد ثمانية كيلومترات.وأفاد كوناشينكوف بأن مجموعة من المسلحين «المدربين على التعامل مع المواد السامة تحت إشراف اختصاصيين من شركة «أوليفا» البريطانية العسكرية الخاصة» وصلوا إلى البلدة قبل يوم من ذلك.
وتابع بالقول، إن «لدى المسلحين مهمة محاكاة عملية إنقاذ لضحايا الهجوم الكيماوي مرتدين ملابس مجموعة الخوذ البيضاء الشهيرة»، في إشارة إلى الدفاع المدني في مناطق سيطرة المعارضة.
تورط بريطاني
واتهم كوناشينكوف أجهزة بريطانية خاصة بـ«التورط بشكل مباشر» في «الاستفزاز» الذي «سيشكل مبرراً جديداً للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لتنفيذ ضربات جوية ضد أهداف تابعة للحكومة السورية».وإذ حذر ريابكوف الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بتصعيد التوتر وإجهاض العملية السياسية، أوضح كوناشينكوف أن واشنطن أرسلت منذ عدة أيام المدمرة «يو أس أس سوليفان» إلى الخليج حاملة 56 صاروخاً مجنحاً ونشرت أيضاً قاذفات استراتيجية من طراز «بي إي بي» تحمل 24 صاروخاً مجنحاً في قاعدة العديد في قطر» بهدف توجيه ضربة صاروخية إلى دمشق.ولم يستبعد ريابكوف قيام الدول الغربية بـ«استفزاز فظ» واتهم الغرب بالبحث عن ذرائع لإثارة قضية تغيير النظام في سورية، لافتاً إلى أن روسيا ستعمل على «كشف هذه المخططات».ضربة ماحقة
وغداة تحذيره من القدس يوم الأربعاء بأن الولايات المتحدة سترد «بقوة شديدة» في حال استخدم الكيماوي في محافظة إدلب، هدد مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون بتوجيه ضربات جديدة ماحقة ضد الجيش السوري، إذا ما استخدم الأسد هذا السلاح الفتاك.ونقلت وكالة «بلومبرغ» عن أربعة مصادر لم يتم الكشف عن هويتها، أن بولتون وجه هذه التهديدات خلال اجتماعه مع سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف، في جنيف يوم الخميس الماضي، مشيرة إلى أن واشنطن لديها معلومات عن احتمال استخدام النظام الكيماوي خلال محاولتها تحرير أراضٍ ما زالت المعارضة تتحكم فيها، لذلك فإنها مستعدة «للرد بعمليات عسكرية أكثر قوة» من التي وجهتها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا في شهر أبريل الماضي رداً على استخدام الكيماوي في دوما بغوطة دمشق الشرقية. وعشية محادثات مع باتروشيف تناولت خروج إيران من سورية، أكد بولتون أن الولايات المتحدة «تراقب خطط نظام الأسد لاستئناف عملياته العسكرية الهجومية في محافظة إدلب»، وسترد «بأقوى طريقة ممكنة إذا استخدم الأسلحة الكيماوية».زيارة موسكو
وغداة استقبال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزيري الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو والدفاع خلوصي آكار ورئيس الاستخبارات حقان فيدان، أكد سفير سورية في روسيا رياض حداد أن وزير الخارجية السوري سيزور موسكو أواخر أغسطس، بحسب وكالة الإعلام الروسية. وفي وقت سابق حذر جاويش أوغلو خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف من «كارثة تمتد لمستقبل سورية» في حال شنّت قوات الأسد هجوماً على إدلب، تزامناً مع تقدّيم وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو مقترحات لنظيره التركي ورئيس الاستخبارات لتسوية الوضع في المحافظة الخارجة عن سيطرة دمشق.الحسكة ودير الزور
وفي حين أفادت قناة «روسيا اليوم» أمس، بأن وفداً سياسياً أميركياً برئاسة مبعوث وزارة الخارجية ويليام روباك، زار مدينة الشدادي جنوب الحسكة بشمالي سورية، استئأنف حقل التنك إنتاج النفط بمساعدة القوات الأميركية المنتشرة في منطقة دير الزور، بحسب قناة «العربية» أمس.وفي وقت سابق، أظهرت صور أقمار صناعية التقطت في 6 أغسطس الجاري ونشرت في 21 منه استئناف الإنتاج في ثاني أكبر الحقول النفطية في سورية، والواقع بريف دير الزور الشرقي، ووجود ألسنة نيران في أعلى الشعلة المخصصة لحرق الغاز والنفط غير الصالح للتكرير الذي يرافق عملية الاستخراج، بالإضافة إلى عدد من الصهاريج الناقلة للنفط مصطفة في إحدى باحات الحقل.جريمة حرب
إلى ذلك، دعت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أمس تنظيم «داعش» إلى إطلاق سراح نحو 27 مدنياً من السويداء خطفهم في 25 يوليو إثر سلسلة هجمات متزامنة تسبب بمقتل 265 شخصاً، معتبرة عملية احتجازهم «جريمة حرب».وقالت نائبة مدير قسم الشرق الأوسط في المنظمة لمى فقيه: «يجب عدم استخدام أرواح المدنيين ورقة مساومة»، مشيرة إلى أن التنظيم الذي بات محاصراً في عدة جيوب يسعى إلى استخدام المختطفين ورقة مساومة خلال مفاوضات يجريها مع النظام وحليفته روسيا.
وفد أميركي في الحسكة... و«هيومن رايتس» تدعو «داعش» لإطلاق مختطفي السويداء