تنتظر الأوساط السياسية عودة الرئيس المكلف سعد الحريري إلى بيروت في الساعات المقبلة، لعلها تحيي شكلاً من أشكال الاتصالات المجمدة بشأن المهمة، التي كلف بها قبل ثلاثة أشهر، في حين تتعدد السيناريوهات التي يمكن أن يلجأ إليها، إن صحت التوقعات بأنه سيخضع لمزيد من الضغوط السياسية والإعلامية للتعجيل بتشكيل الحكومة في غياب كل الخطوات الدستورية التي يمكن أن ترغمه على الإسراع بها أو سحب التكليف. وفي خضم السجالات المتفاقمة، أدخل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تاريخ الأول من سبتمبر المقبل معطى جديداً إلى المشهد الحكومي، مما جعل الأنظار تتجه إلى بعبدا لترقب ما قد يركن إليه الرئيس من خطوات.
وقالت مصادر متابعة، إن «الدستور واضح لجهة الصلاحيات الرئاسية، وعون يعرف كيف يستخدمها، تحت سقف الدستور». وأضافت أن «الرئيس الحريري لن يتراجع أمام مسلسل الضغوط، وسيبقي عملية التأليف مجمدة طالما أن التوافق المرغوب فيه سابقاً من جميع الأطراف لم يتوفر بعد، مما قد يؤدي إلى مزيد من المناقشات الحامية، التي تجاوزت كل السقوف، على خلفية إطالة مهلة التأليف، وبقاء البلد أمام شكل جديد من الشغور الحكومي، رغم حجم الاستحقاقات المقبلة التي على الحكومة مواجهتها بكامل صلاحياتها الدستورية والسياسية على أكثر من مستوى حيوي تربوياً كان أم دستورياً، إضافة إلى ما يتصل بمصير موازنة عام 2018 وغيرها من متطلبات المؤتمرات الدولية، وما المطلوب من خطوات إدارية ومالية وتشريعية لملاقاتها».في موازاة ذلك، أكد عضو المجلس المركزي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق أن «حزب الله هو في موقع داعم لجهود رئيس الجمهورية الذي يشكل ضمانة حقيقية لتشكيل حكومة وحدة وطنية، وأنه دائماً في الموقع الذي يساعد في تذليل العقبات وفك العقد، لأن في ذلك مصلحة لجميع اللبنانيين».ولفت إلى أن «موقف حزب الله وحركة أمل تجاه تشكيل الحكومة، هو موقف واضح ومسهل ومساعد لتشكيلها، وهما في تحالفهما يصران على التعاون على المستويات كافة».وختم قاووق أن : «العلاقات اللبنانية السورية والاتفاق على استئناف العلاقة بين سورية ولبنان، لم يكونا أبداً العقبة أمام تشكيل الحكومة، وأن البعض افتعل هذه المشكلة من أجل الهروب من الاعتراف بالعجز والفشل، وبحقيقة هوية المعطلين والمعرقلين».في سياق منفصل، يبدأ رئيس الاتحاد السويسري ألان بيرسي اليوم، زيارة رسمية للبنان تستمر ثلاثة أيام، تلبية لدعوة رسمية من عون، يجري خلالها محادثات رسمية تتناول سبل تطوير العلاقات اللبنانية - السويسرية وتفعيلها في المجالات كافة، كما تتناول المحادثات الأوضاع الإقليمية والدولية الراهنة.وأعرب بيرسي عن سعادته بزيارة لبنان ونشر على حسابه الخاص على «تويتر»: «لبنان وسويسرا متعددا الثقافات ومضيافان، لديهما الكثير من القواسم المشتركة. أتطلع إلى مقابلة فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ودولة رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس (سعد) الحريري لغرض تعزيز الروابط التي تجمع بيننا». كما نشر الرئيس بيرسي معلومات عن العلاقات الثنائية بين البلدين والقواسم المشتركة الثقافية والجغرافية ومجالات التعاون».
دوليات
لبنان: الحريري لن يتراجع أمام «الضغوط الحكومية»
26-08-2018